زنقة 20 . الرباط
نشرت صحيفة لوجورنال دو ديمانش على موقعها معلومات حول تسجيلات للمحادثات التي دارت بين الصحفيين الفرنسيين المتهمين بإبتزاز العاهل المغربي ومحاميه، وهي التسجيلات التي تم اعتمادها لإيقاف الصحفيين ايريك لوران وكاترين غراسييه.
ولم يشكا الصحفيان بأن المحامي كان يقوم بتسجيل تلك المحادثات، وقد تم ايقافهما متلبسين وبحوزتهما مبلغ 40 ألف أورو، كما تم حجز وثيقة لديهما يؤكدان فيها عدم نشر أي معلومات تخص العاهل المغربي نظير مليوني أورو. وتوجد التسجيلات حاليا بحوزة الشرطة ويمكن سماع طلبا صريحا لمبلغ من طرف الصحفيين مقابل صمتهما.
غراسييه قد تكون تلقت أموالا لنشر كتاب حاكمة قرطاج ومن جهة أخرى ذكر موقع Lapressenews.tn أن الصحفية كاترين غراسية تلقت أموالا من تونسي يدعى “لطفي” مقيم بالخليج لنشر كتابها “حاكمة قرطاج” عن ليلى بن علي، زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وتكشف الصحيفة الفرنسية أن إريك لوران اتصل يوم 23 يوليوز الأخير بالديوان الملكي، طالبا الحديث إلى منير الماجيدي مدير الكتابة الخاصة للملك، لإخباره بأنه بصدد الإعداد لنشر كتاب جديد رفقة زميلته غراسيي، سيكون متضمنا لمعلومات مزعجة عن الملك والمغرب.
وسيعود إريك يوم 27 يوليوز إلى معاودة الاتصال بالديوان الملكي، ومع إصرار الصحافي، سيقرر القصر الملكي إرسال مبعوثه المحامي المغربي هشام الناصري ليعرف ما يريد إريك لوران، ليتفق الطرفان على ضرب موعد لهما في باريس بتاريخ 11 غشت.
سيلتقي الطرفان في اليوم المحدد بباريس وتحديدا بمطعم تابع لرويال مونصو، حيث كان المحامي المغربي مسلحا بهاتف أيفون مبرمج على تسجيل المحادثة صوتيا، سيعمد الناصري إلى تسليمه إلى الشرطة الفرنسية يوم أراد وضع الشكاية.
في اللقاء الأول يسأل المحامي المغربي إريك لوران: “ماذا تريد تحديدا”؟.
يرد لوران :”أريد ثلاثة”.
المحامي المغربي: ثلاثة ماذا؟ ثلاثة آلاف؟
إريك: لا ثلاثة ملايين
المحامي: ثلاثة ملايين درهم؟
إريك: لا، ثلاثة ملايين يورو.
بعد تسجيل هذا الحوار، بدا الطلب كبيرا بالنسبة للمسؤولين المغاربة، ليقرر وضع شكاية بالابتزاز لدى النيابة العامة في باريس، وهو قرار اتخذ على أعلى المستويات في المغرب.
في 20 غشت وضعت الشكاية المغربية على مكتب المدعي العام الفرنسي في باريس، ليتقرر ضرب موعد ثان مع إيريك لوران في المطعم ذاته، لكن هذه المرة كانت الشرطة تراقب الوضع عن كثب، من خلال كاميرات المراقبة المجهزة في “رويال كليمونصو”.
وحسب الجريدة الفرنسية، فالشرطة ارتأت أن يتكلف المحامي المغربي بتسجيل الحوار، بما أن القضية تتعلق بالتنصت على عمل صحافي، وهذه المرة الحوار كان واضحا، فبعد المقدمات الكلامية العادية حول الطقس والربط الجوي بين فرنسا والمغرب والحديث عن منطقة نورماندي حيث يتوفر لوران على منزل هناك، بادر المحامي إلى الدخول في صلب الموضوع.
يقول المحامي المغربي لإريك لوران، “لقد قدمت ملخصا حول ما دار بيننا إلى الرباط، وأنكم تتوفرون على معلومات مزعجة وحساسة حول المغرب ونظامه، وبأن من شأن نشرها أن يمس الاستقرار ويقوض النظام، وأخبرتهم بأنك وغراسيي مستعدان للتخلي عن نشر الكتاب، وأنكما تلتزمان بعدم العودة إلى هذا الموضوع مستقبلا”.
لم يعترض إريك لوران على كلام المحامي المغربي، فرد قائلا “تماما هذا الأمر صحيح”. سيعود المحامي المغربي إلى التأكيد على أن الأمر يتعلق بابتزاز من الحجم الكبير، وهنا سيطلب الناصري من إريك لوران ضمانات أكبر، أولها معرفة طبيعة هذه المعلومات التي يستعد لوران وغراسيي لنشرها في كتابهما المقبل، وهو ما لم يعترض عليه الصحافي.
وحسب التسجيل الصوتي فإن إريك لوران تحدث بشكل عام عما أسماه “علاقة الرئيس الفرنسي فرانوا هولاند بالنظام المغربي” و”قضية حسابات الملك في بنك “اش بي إس”، وهي معلومات لم تظهر على أنها تشكل تهديدا حقيقا أو أنها ستفجر قنبلة إعلامية في حال ما خرجت، غير أن هشام الناصري، كان يحاول في هذا القاء إثبات تهمة الابتزاز على الصحافي الفرنسي.
هنا سينتقل الناصري إلى تكتيك الحديث عن كاترين غراسيي، حتى يتأكد التواطؤ بين الطرفين، فقال :”هل تعلم أنك التقيت بي؟”، “إنها على علم بجميع التفاصيل”، يرد إريك لوران. وسيزيد إريك لوران تأكيد التنسيق بينه وبين الصحافية السابقة في أسبوعية “لوجرنال”، ويقول “بل هي على علم أيضا بقضية الثلاثة مليون يورو”.
هنا يعود المحامي المغربي ليناور محاوره، حتى يحصل منه على تصريحات واعترافات فيسأل الناصري مخاطبه الفرنسي “أحتاج أن أعرف ما الذي يدور في رأسها، وهل ستقبل وتلتزم بالمقترحات التي جئت بها؟”. هنا يقول إريك لوران “تماما، إنه لأمر واضح، وهي من ستخبرك بالأمر لاحقا”، هنا يعود المحامي إلى المناورة من جديد، ليخبره محاوره بأنه يحتاج إلى معطيات أكثر دقة، حتى تسير بشكل أسرع، خاصة وأن مسألة تحديد المبلغ ليست من اختصاصه، وعليه أن يعود إلى الرباط ليحصل على الموافقة”.
هنا يطمئن إريك لوران المحامي المغربي هشام الناصري، قائلا “أعدك بأنه في حالة التوصل إلى اتفاق، ستبتعد كاترين غراسيي عن الكتابة عن المغرب ونظامه، وستخصص وقتها لركوب الخيل، لقد أخبرتني أنه في حال التوصل إلى اتفاق، ستتوقف عن كتابة اية مقالة أو حوار أو كتاب عن المغرب وملكه”.