ريبورتاج فيديو/والدة الراعي ‘حميد بعلي” شهيد الثلوج: ولدي كان درويش وبعٓقْلُو وكان مُعيل العائلة

زنقة20-دوار تنكرارمت بويبلان/ كمال لمريني

لم يكن يعلم راعي الأغنام، المسمى قيد حياته “حميد بعلي”، أنه سيفترش الأحجار ويلتحف الثلوج في أعلى قمة جبل دوار تنكرارمت بجماعة بويبلان بإقليم تازة، ويسلم روحه لبارئه، أثناء محاولته إسترجاع ماشيته الى الاسطبل القريب من بيته الواقع في سفح الجبل، الا أن عاصفة ثلجية هبت على المنطقة، أودت بحياته، وجعلته يفارق الحياة في ظروف صعبة وجد قاسية.

كانت عقارب الساعة تشير الى الثامنة صباحا من يوم السبت 28 أكتوبر الماضي، عندما صعد، حميد بعلي، إلى الجبل أملا في إسترجاع ماشيته التي كانت ترعى هناك، الا أنه أثناء وصوله الى القمة، بدأت الثلوج في التساقط، والجبال شرعت في إكتساء البياض، وهو ما لم يمكنه من إستعادة ماشيته، ومن الاحتماء بنفسه بأحد الكهوف.

تقول مصادر من المنطقة، إنه في صباح يوم الاحد 29 أكتوبر الماضي، إنتشر بدوار تنكرارمت، خبر إختفاء الراعي حميد بعلي وماشيته، وهو ما جعل ساكنة الدوار تتجند للبحث عن إبن بلدتهم، حيث صعدوا الى أعلى الجبل وتفرقوا في تضاريسه الوعرة والخطيرة للبحث عنه، ألا أنه أمام ارتفاع سمكة الثلوج لم يتمكنوا من العثور عليه، وهو ما جعلهم يعودون أدراجهم الى الدوار غير حاملين أخبارا سارة لوالدته المفزعة والمحترقة بلهيب فراق فلدة كبدها.

وتضيف المصادر ذاتها، أنه في اليوم الموالي تم العثور على ماشية الفقيد، وانه بفعل تظافر جهود شباب الدوار والسلطات المحلية، تم العثور على حميد بعلي جثة هامدة، وهو الامر الذي تسبب في صدمة قوية لدى الجميع بمن فيهم أصدقائه ومعارفه وأفراد عائلته.

والدة الفقيد، قالت في تصريحها لموقع rue20.com، إنها تعرضت إلى صدمة قوية أٌثناء توصلها خبر وفاة إبنها، قبل أن تضيف:”تعرضت للإغماء في أكثر من مرة وصرت لا أنام ولا أقدر على تناول الطعام بفعل هول الصدمة، لقد كان خبر فاجعة موت إبني قويا ومحزنا جدا، لم أستطع حضور جنازة إبني وهو جثة يحمل على نعش فوق أكتاف أبناء الدوار”.

وكشفت، بأن إبنها غير متزوج، ولم يكن يعاني من أي إضطرابات نفسية أو عقلية، بل كان هو المعيل الوحيد للعائلة، بدعوى أن بعض أشقائه يعانون من الإعاقة، وهو من كان يوفر لهم لقمة العيش.

وقال أصدقاء الراحل، بأن بعلي كان إنسانا خلوقا وطيبا، ومعروف عنه كونه “درويش”، وأنه كان لا يجيد القراءة ولا الكتابة، كون قداماه لم تطآن أبواب المدرسة قط، وأنه كان يرعى الغنم فقط، ويعمل على إعالة عائتله، وان لم يسبق له وان زار المدينة إطلاقا، بل ظل مرتبطا بدواره الذي دفن فيه.

وكشف أبناء المنطقة، أنه مباشرة بعد ذيوع خبر الوفاة، حلت بعين المكان، السلطات المحلية والإقليمية، وعناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي، إضافة الى المروحيات، حيث تم العمل على إنتشال الجثة.

ويشير أبناء الدوار بأصابع الاتهام الى أحد المسؤولين المنتخبين كونه كان يمد السلطات بمعلومات مغلوطة، ويدعي بأن خبر وفاة بعلي بأعلى قمة الجبل مجرد ترهات، ونسج من وحي الخيال.

ظروف وفاة حميد بعلي شكلت صدمة قوية لدى أبناء المنطقة ورواد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وأصبحت قضية رأي عام بفعل الأضواء المسلطة عليها، وهي الحالة التي أبرزت دوار تنكرارمت على أرض الواقع، وجعلت ساكنته تطالب بمجموعة من المطالب التي سيتطرق لها موقع rue20.com، بالتفاصيل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد