زنقة 20. متابعة
هو لوكا مودريتش اللاعب الكرواتي الذي توج امس أحسن لاعب في المونديال بعد ان خاض مع فريقه كرواتيا مونديالا بطوليا انتهى باحتلاله رتبة تاريخية وهي وصيف بطل كاس العالم و حصوله على الميدالية الفضية في اكبر تجمع كروي عالمي.
مودريتش المزداد سنة 1985 بيوغوسلافيا عاش حرب البلقان بعد انهيار جدار برلين في 89 و ما تلاها من انهيار لأنظمة اوروبا الشرقية بداية ال 90 و ما عقب ذلك من حروب في العديد من الدول من بينها كرواتيا.
في سن 6 من العمر كاين يرعى الماعز بجبال البلقان، وعاش الحرب واعدم جده الذي كان يعيش معه ، ليهاجر مع اسرته بعد ان زرعت الالغام في قريته و اضطروا للعيش كلاجئين لمدة 7 سنوات كانت كلها متنقلين بين فنادق مدينة زادار التي لجأوا اليها ، و حتى بين غرف تلك الفنادق كان مودريتش يداعب الكرة كملاذ وحيد للهروب من الوضع النفسي الذي فرضته ظروف الحرب.
ولأن في كل شر قد يوجد خير، اعجب احد عمال الفندق بمهارات الطفل الصغير فتوسط له عند أحد النوادي في المدينة وبالرغم من جحمه الصغير إلا ان تمكنه من لعب الكرة شفع له لدى مدير النادي الذي قبله في اكاديميته حيث اصبح مودريتش يتابع دراسته إضافة الى ممارسة كرة القدم وهناك صقل موهبته ، لكن الحرب مرة الأخرى و غياب المصاريف الكافية للأسرة اضطر مودريتش للخروج من الاكاديمية و البحث عن عمل لمساعدة عائلته “كنا نظن أننا نلعب، لكن أصوات القذائف والرصاص يمكنها أن تزعج أي أحد، المجنون فقط هو من يشعر بالراحة وسط كل تلك الأهوال” يقول مودريتش’.
في سنة 12 سنة خاض مودريتش فترة تجريبية للانضمام الى صغار نادي هايدوك سبليت، النادي الذي كان يعشقه ، لكن لسوء حظه رفضه المدرب قائلا:”أنت صغير البنية ولن تقوى على تمثيل فريقنا”.
هكذا حكى مودريتش بمرارة كبيرة. انفطر قلب لوكا، وشعر أنه لن يلعب كرة القدم مجددا، بل الصدمة جعلته يقرر اعتزال كرة القدم بالمرة . ليتدخل رئيس الاكاديمية السابق مرة أخرى من عمد التخلي عن حلمه بلعب كرة القدم لأنه كان مقتنعا “ان هذا الطفل سيكون له شأن كبير في المستقبل”، وقرر أن يساعده أكثر، ومن أجل تحفيزه منحه تحد جديد وهو صقل قدراته البدنية حتى توازي مهاراته الكروية ،بل كلف مدربا خاصا له لكي يعدل من قدرات جسده.، مما جعل مودريتش يتطور بشكل كبير حتى صار لاعب مطلوبا لأكبر الأندية الأوروبية لينتهي به الامر في نادي ريال مدريد و هو الان أحسن لاعب في كاس العالم بروسيا 2018.