زنقة 20 . وكالات
خلافا للسنوات الفارطة أين كانت أغلب العائلات الجزائرية تحج الى الجارة تونس من أجل قضاء العطلة الصيفية و الظفر بقسط من الراحة و الاستجمام بين أحضان منتجعاتها السياحية و مرافقها الفندقية الراقية غير المتوفرة في بلادنا ، إلا أن هذه الأخيرة أصبحت خاوية على عروشها و السبب الأساسي لتراجع معدل توافد الجزائريين إلى الأراضي التونسية هو تدهور الظروف الأمنية خاصة بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة و التي استهدفت مدينة سوسة و أودت بحياة العشرات من السياح هناك .
بعدما هجرها الجزائريون “ياسمين الحمامات” خاوية على عروشها :
من خلال ما لمسناه خلال الجولة التي قادتنا إلى بعض المدن و المنتجعات السياحية مقارنة بالسنوات الماضية ينتظر أن تفقد هذه السنة نسبة كبيرة من الجزائريين الذين تعودوا التوافد إليها إلى أكثر من النصف بسبب الظروف الأمنية السائدة ، و يظهر جليا مدى تطليق العائلات الجزائرية لتونس و ذلك انطلاقا من مركز العبور الحدودي بأم الطبول و كذا العيون بولاية الطارف الذي لم يستقبل كعاداته الآلاف من الجزائريين بعد عيد الفطر مباشرة عكس حال السنوات السابقة من أجل الاصطياف إلا قلة قليلة أغلبها ترتاد الأراضي التونسية لغرض للتداوي و قضاء الحوائج لا غير.
ومن جهة أخرى أكدت لنا العديد من الوكالات ان سبب تراجع معدل التوجه أو الطلب لقضاء عطلة الصيف الجارة تونس سببه الاساسي الظروف الأمنية بالدرجة الأولى ، حيث اندثرت مرتبة تونس ما بين الدول الأكثر طلبا لدى الجزائريين فجاءت تركيا في المرتبة الأولى تليها المغرب ودبي فيما انخفض معدل التوجه إلى تونس بنسبة فاقت النصف.
الحملة التضامنية “كلنا تونس” لم تجد نفعا :
بعد إطلاق الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامنية مع الجارة تونس بعدهجوم سوسة الإرهابي الذي استهدف نزل امبريال مرحبا حيث حملت هذه المبادرة شعار “كلنا تونس وموعدنا بعد شهر رمضان “في إشارة إلى أن الجزائريون يعتزمون القدوم بكثافة إليها بعد عيد الفطر مباشرة مجمعين على أن الإرهاب لن يخيفهم ولن يثنيهم عن زياة تونس في موقف لاقى ترحيبا كبيرا من النشطاء التونسيين على المواقع الاجتماعية الذين توجّهوا بالشكر للجزائريين عن تضامنهم.
و رغم هذه المبادرة التضامنية من قبل الجزائريين إلا أن الواقع اثبت عكس ذلك تماما بالمنتجعات السياحية بالكبرى بتونس على غرار اكبر مدينة سياحية بتونس “ياسمين الحمامات ” بفنادقها و أقاماتها الفاخرة التي بدت خلال جولتنا مهجورة خالية على عروشها بعدما كانت المدينة التي لا تنام ليلا نهارا مكتظة بكل الأجناس على اختلاف مشاربهم و نصفهم جزائريون.
تركيا والمغرب وجهة الجزائريين الجديدة :
تقدمنا الى العديد من الوكالات السياحية لنتساءل عن الوجهات التي أصبحت تفضلها العائلات الجزائريين بعد تطليقها للجارة تونس فأجابونا بان الوجهة الأولى لصيف 2015 أصبحت تركيا من غير منازع بعدما غير الكثيرون حجوزاتهم تجاه تونس اين فضلوا دفع المزيد من الملايين لقضاء عطلة هادئة بعيدة عن مخاطر الإرهاب التي أضحت تحدق على المدن السياحية التونسية خاصة بعد توالي الهجمات الإرهابية على السياح بها و أخرها أحداث سوسة
فرغم غلاء سعر الرحلة لتركيا مقارنة بسعرها إلى تونس و التي لا تتعدى 5 ملايين سنتيم في حين حدد ثمنها بالثانية ب 13 مليون سنتيم لمدة 9 أيام أما المغرب فتفوق 9 ملايين ستنيم الا ان الجزائريين فضلوا وجهة جديدة مريحة للاصطياف و قضاء العطلة على تونس التي اضحت مصدر قلل و ملاذا للإرهابيين .
هل ستنجح حملة “اعرف بلدك أولا” :
بعد كل المستجدات التي برزت خلال هذه الصائفة من هجران الجزائريين لشواطئ و فنادق تونس ، و غلاء في الأسعار الرحلات في كل من تركيا ، المغرب و دبي ، هل ستنتهز الجزائر هذه الفرصة للفت انتباه السياح الداخليين و حتى الأجانب و كذا تطوير قطاع السياحة الذي لا يرقى و لا يصلح لقضاء عطلة سواء من حيث نفص المرافق و كذا الخدمات لتصبح هي الاخرى ذات مكانة بين دول الجوار باعتبار أن قطاع السياحة من أهم القطاعات التي تسمح بتدعيم اقتصاد بلادنا بالعملة الصعبة من قبل السياح الأجانب و مثلما كان عليه الحال بالنسبة لتونس
وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن تونس كانت تمثل الوجهة رقم واحد للجزائريين والذين اتخذوا من السواحل و مدنها ملجأ لهم خاصة خلال العشرية الماضية.