زنقة 20 . الأناضول
أعربت منظمات المجتمع المدنية التابعة للجاليات الإسلامية في بريطانيا عن استيائها من خطة الحكومة التي أعلنتها أمس الاثنين تحت مسمى “مكافحة التطرف الإسلامي”.
وتهدف الحكومة البريطانية من خلال خطتها الخمسية لمكافحة التطرف، إلى الحيلولة دونوقوع أنشطة متطرفة في البلاد، وحظر مغادرة مواطنيها من أجل القتال إلى جانب الجماعات المتشددة خارج البلاد، وفي هذا الإطار، تعتزم الحكومة في الخريف المقبل، إعلان استراتيجيتها الجديدة لـ “مكافحة التطرف”، التي تتضمن عدد من التعديلات القانونية.
وقبل الإعلان عن هذه الاستراتيجية توجه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أمس الاثنين بخطابه إلى مسلمي بريطانيا قائلاً ” لا تسمحوا لأحد أن يغسل أدمغتكم”، وهو ما اعتبرته غالبية الجماعات الإسلامية ومنظمات المجتمع المدنية في البلاد أنه سيتسبب في تفكك المسلمين داخل المجتمع بشكل أكبر.
وأعرب “رضا نديم”، المتحدث باسم لجنة الشؤون العامة للمسلمين فى بريطانيا، المعنية بحقوق الإنسان، للأناضول عن اعتقاده بأن استراتيجية الحكومة لمكافحة التطرف خاطئة، مشيراً إلى أنها ستتسبب في مزيد من التفكك والمشاكل.
وأضاف نديم أن المسلمين في بريطانيا يتعرضون للانتقاد لعدم اندماجهم في المجتمع، مستدركاً بالقول” لكن حقيقة الأمر هو أن المسلمين مهمشون في هذا البلد”.
من جانبه، قال الدكتور “عمر الحمدون”، رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا، ” إن المسلمين في بريطانيا يُتهمون بالإنتهازية وتحقيق مصالح شخصية ، كلما أرادوا الاندماج بالمجتمع البريطاني”.
وكشف كاميرون أمس عن خطة الحكومة لمكافحة “التطرف الإسلامي”، وقال ” إن التنظيمات الإرهابية مثل داعش غسلت أدمغة الشباب البريطاني المسلم، بإيديولوجيات متطرفة وسامة، فإن كنتم شباباً سيقومون بغسل أدمغتكم وإحاطة أجسادكم بالمتفجرات وتفجيركم، وإن كنتم شابات ستقعن أسيرات بيدهم، ويغتصبوكن، فهذه حقيقة داعش المقززة”.
وتشمل الخطة التي كشفها كاميرون عن مواد مثل “منع نشر رسائل متطرفة عبر وسائل الإعلام والإنترنت، والسيطرة على الأفكار المتطرفة والراديكالية في المدارس والجامعات والسجون، إضافة إلى ضمان نشر قيم بريطانيا”.
وكانت وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، ذكرت أمس الاثنين أن الاستراتيجية الجديدة تتضمن تعديلات قانونية على غرار حظر أنشطة بعض الجماعات والأشخاص، إضافة إلى إغلاق بعض الأماكن المستخدمة من قبل المتطرفين.
ويعيش في المملكة المتحدة قرابة ثلاثة ملايين مسلم، يشكلون 5% من عدد السكان، ويُعتقد بتوجه قرابة 700 مواطن بريطاني، بينهم فتيات ونساء، إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف “داعش”.