زنقة 20 | مصطفى العدراوي
خلف إنتخاب محمد نبيل بنعبد الله، أميناً عاماً لحزب التقدم والإشتراكية، ردود فعل متباينة في صفوف قياديي وأعضاء التنظيم الحزبي، بين من تمن ذلك وبين من يرى أن عودة نبيل بنعبد الله رئاسة الحزب لولاية ثالثة، يمكن أن يدخله إلى النفق المسدود، إذْ أصبح مغضوبا عليه من طرف القصر الملكي، حيث أن آخر ما طاله إقالته من منصبه على رأس وزارة السكنى وسياسة المدينة بناء على نتائج وخلاصات تقرير المجلس الأعلى للحسابات بخصوص التعثرات التي عرفتها المشاريع المبرمجة في إقليم الحسيمة، وتسببت في اندلاع “حراك الريف”.
وتسود في صفوف حزب التقدم والإشتراكية تساؤلات حول إمكانية أن يقدم الملك محمد السادس تهنئة لنبيل بنعبد الله بعد انتخابه أمينا عاما لحزب “الكتاب”، خاصة و أن الديوان الملكي سبق وأن أكد في بلاغه الشهير المتعلق بإعفاء الوزراء قبل أشهر، أن المعنيين بالبلاغ -ومن ضمنهم نبيل بنعبد الله- لن يتقلدوا مستقبلا أي مهام حكومية.
كما يتسائل مناضلات ومناضلي حزب التقدم والإشتراكية، هل سيستقبل الملك محمد السادس نبيل بنعبد الله، بعدما ظفر الأخير بولاية ثالثة على رأس حزب التقدم والاشتراكية؟، وهو ما يُثير تساؤلات حول تغيير في النهج الذي سبق واعتمده الملك محمد السادس مع أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، خاصة وأنه سبق وجرى استقباله في القصر الملكي في 2014، بمناسبة انتخابه للمرة الثانية على رأس الحزب خلال المؤتمر الوطني التاسع.
واستغرب متتبعون إصرار نبيل بنعبد الله على الترشح لولاية ثالثة لتولي الأمانة العامة لحزب التقدم والإشتراكية، رغم أنهُ سبق وأن طالته قرارات تأديب وإعفاء ملكية بسبب فضائحه المتكررة التي غالبا ما انتهت بإعفائه من على كرسي المسؤولية، حيث أنه المسؤول الوحيد الذي تقلد منصب سفير للمملكة بإيطاليا لمدة لم تتعدَ ثلاثة أشهر (2009-2010) قبل أن يتم إعفاؤه من مهامه بعد شجار بين زوجته كوثر صوني، وزوجة وزير الخارجية المغربي آنذاك الطيب الفاسي الفهري، فتيحة الطاهري، خلال مهرجان للفنون التشكيلية بمدينة البندقية بإيطاليا، وكذلك البلاغ الناري للديوان الملكي الذي اعتبر أن تصريحاته بخصوص قوله أن المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، بالوقوف وراء “البام” في تلك الفترة الانتخابية، “ليس إلا وسيلة للتضليل السياسي في فترة انتخابية تقتضي الإحجام عن إطلاق تصريحات لا أساس لها من الصحة.. واستعمال مفاهيم تسيء لسمعة الوطن وتمس بحرمة ومصداقية مؤسساته..”.
نبيل بنعبد الله أو “مسخوط الملك” كما يعرف عند أهل العقد والحل، استنجد بعبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بإعلان تحالف رسمي ومباشر مع حزبه، وهو الأمر الذي زاد من تعقيد الوضع عليه(..) قبل أن يتم إعفاء بنكيران من رئاسة الحكومة، ويجد نبيل نفسه يتيما سياسيا.
وجاء حراك الريف وفي ثناياه احتجاجات وتصريحات ورطت حزب التقدم والإشتراكية وزعيمه أكثر من اللازم، بعدما خرج رفيق دربه، خالد الناصيري يتهم ساكنة الريف بالانفصال وتلقي الأموال من الخارج، وهي التصريحات التي أعقبها جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك.
حراك الريف لم ينتهِ عند هذا الحد فقد كان رصاصة قاتلة للزعيم الشيوعي، حيث قرر الملك محمد السادس إلى جانب إعفاء محمد نبيل بنعبد الله من منصب وزير السكنى وسياسة المدنية، وذلك إثر النتائج التي أفرزها التحقيق الذي كان قد فتح حول مشروع الحسيمة منارة المتوسط، خصوصاً وأن تسييره لوزارة استراتيجية، أثار الكثير من الانتقادات سببا في إنهاء مشواره السياسي بعدما سحب “الزلزال السياسي” بتاريخ 24 أكتوبر 2017 بساط المسؤولية من تحت قدميه ورمى به في سلة المهملات.
وبينما حسم نبيل بنعبد الله الأمانة العامة للحزب لصالحه بواقع 371 صوتا في مواجهة منافسه سعيد فكاك الذي ظفر بـ92 صوتا، فإن التساؤل المطروح هو هل يستقبل الملك محمد السادس الفائز من بين الرفاق أم سيكتفي بتهنئته عبر رسالة ملكية فقط تكريسا للغضبة التي لم يمر عليها حول كامل؟.