زنقة 20 | الرباط
أثارت تدوينة فايسبوكية لنبيلة منيب الأمينة العامة للإشتراكي الموحد، حول محاكمة معتقلي “حراك الريف” غضب قضاة و ذلك بعدما قالت أن : ” القضاء يجرجر المحاكمات وكأنه ينتظر توجيهات لم تأت بعد”.
الودادية الحسنية للقضاة، هاجمت بشدة “نبيلة منيب” معتبرةً أن ” السيدة منيب كانت محقة وهي تختم تدوينتها التي تعبر فيها عن مشاعرها، بعدما شهدت أطوار جلسة لمحاكمة جنائية، يتتبعها الرأي العام بعبارة “أوقفوا العبث” ولعلها العبارة الوحيدة التي كانت موفقة فيها على امتداد كل هذه التدوينة “.
و أضافت الودادية، في بيان لها : ” حقا يجب أن يقف هذا العبث، عبث الاستخفاف بنصوص دستورية أجمع عليها المغاربة، أكدت كلها على استقلال السلطة القضائية، وعلى واجب حماية استقلال القضاة وضمانه، واستخفاف بقوانين تنظيمية كانت موضوع حوار وطني كبير، وعبث بتقاليد راسخة وواجبة الاعتبار في كل المجتمعات الديموقراطية والتجارب العالمية العريقة”.
وأوضحت الودادية بالقول : “يبدو أن قدرنا في كل القضايا التي يتتبعها الرأي العام أن يطالعنا البعض من ممتهني السياسة ومحترفي النضال الحقوقي، ويعمد إلى صنع ادوار وبطولات من خلال تبني خطاب يمس بشكل مباشر باستقلال القضاء وكرامة القضاة والتشكيك في حيادهم وكفاءتهم في مشهد عبثي يضرب بكل القيم والأخلاقيات، التي يفترض أن يكرسها الأشخاص ذوي المكانة الاعتبارية بالنظر للمؤسسات التي يمثلون باعتبارهم القدوة والنموذج الذي يجب أن يحتذى”.
و أكدت الودادية في ردها على منيب أنه : ” لا شك أن كل هذا العبث تمنعنا أخلاقنا من التصدي له بنفس الأسلوب انتصارا لذواتنا لكنها معركة تكريس الثقة وتغيير العقليات والواجب الدستوري الذي ينقلنا من واجب التحفظ الذي يطوقنا كقضاة إلى واجب الذوذ عن استقلال القضاء وحماية القضاة من التأثير، ومواجهة مثل هذه الظواهر السلبية التي يريدنا البعض أن نطبع معها ونسكت عنها”.
“إن الصمت الآن أمام هذه الخروقات الدستورية والقانونية لا يمكن أن يكون إلا تخاذلا وإخلالا بالتزام وليس حكمة أو تبصرا كما أكد عليه قرار سابق للمجلس الأعلى للقضاء الفرنسي، مضيفا لا بد سيدتي ان نحتكم جميعا لصوت القانون ولدينا كل الثقة في مؤسسة القضاء لرد الاعتبار لكل من تجرأت على إهانتهم والمس بكرامتهم” يقول بيان الودادية.
و أردفت الودادية، بالقول أن : ” القضاء يجرجر المحاكمات وكأنه ينتظر توجيهات لم تأتي بعد « ويحاول التيئيس » ، « المحاكم والمظالم » ، » المناخ البئيس الذي كان يخيم على الجلسة » هي جملك التي اثتت بها لخطاب البؤس ورسائل التبخيس والتيئيس الحقيقية من عمل سلطة، ومؤسسة وقاضيات وقضاة يعيش الوطن في داخلهم وهم يبتون يوميا في آلاف القضايا بمختلف المدن والقرى والمراكز التي ربما لا تعرفين أي توجد بخريطة المملكة. ”
و أشارت الودادية إلى أن : ” قضاة المملكة يعرفون جدا أنه من الصعب أن يتحمل بعضكم هذه الدينامية الجديدة لاستقلال القضاء ببلادنا، ومتأكدون أن تغيير العقليات هو صيرورة تاريخية ورهان شاق يكتسب بالتراكمات وبالنضال اليومي في ساحات المحاكم بدعم من كل مهني العدالة، وبمواجهة مثل هاته الخطابات والمواقف التي تعمد إلى التأثير على حياديهم واستقلاليتهم من أجل الضغط والتشويش.”
وتساءلت الودادية “ماذا لو كانت الهيئة التي تنظر في الملف موضوع تدوينتك قد أسرعت وبثت في الملف » دون جرجرتها كما زعمت » الن تبادري إلى تدوينة مغايرة تؤكدين فيها أن المحاكمة صورية مفبركة وأن الأحكام كانت جاهزة ومعدة سلفا؟ “.
و اضافت : ” ثم وأنت تتابعين أطوار هذه المحاكمة لماذا لم تتساءلي عمن يتسبب في تأخير الملفات والقضايا بسوء نية؟. لقد كان بإمكانك أن تستشيري مع احد المتخصصين في القانون، ما دمت تجهلين الكثير منه على ما يبدو ليوضح لك أسباب التأخير ومصادره وكان سيكفيك مشاق تدوينتك وما ستجره عليك من متاعب قانونية وقضائية،”.
و أشارت إللى أن ” الثقة التي نعمل من اجل تكريسها اليوم هي أعمق من أن تبنى بأسلوب التشكيك أو التخويف بل هي نتاج مجموعة من العوامل ذات ارتباط بمواضيع سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية لا يمكن حصر أسبابها في الجهاز القضائي كما يحلو للبعض القيام به دائما”.