زنقة 20 . طنجة
من محمد الداودي
مع تزايد أعداد مقاهي الشيشة بمدينة طنجة و الذي وصل إلى حدود اليوم أكثر من 36 مقهى وضع يثير الكثير من التساؤلات عن الحامي القوي لهذه المقاهي التي لم تعد تصلها دوريات الأمن، والحملات التي اعتادت السلطات المحلية القيام بها بتنسيق مع الدوائر الأمنية من حين لآخر.
السكوت و التهرب من تنظيم الدوريات الأمنية يعتبره العديد من المواطنين مؤسسة لمرحلة “تقريب الفساد من المواطن الطنجاوي” على حد تعبير “إدريس الكردودي” المقيم بمدينة طنجة و الذي يتردد على العديد من هذه المقاهي، المستخدم بشركة النقل “برادة” و الذي لديه علاقات واسعة مع الأوساط الأمنية خاصة بمصلحة “الشيكات”.
إدريس الكردودي الذي اختار الخروج عن صمته وفضح المستور خص الموقع بالتصريح التالي حيث اعتبر أن مقاهي الشيشة هي مرتع للفساد بشتى أنواعه تمارس فيها كل أنواع الانحلال الخلقي من طرف شباب في مقتبل العمر يتركون مقاعد الدراسة للارتماء في أحضان الشيشة و المخدرات و الدعارة، علاوة على أنها صارت تشكل إزعاجا لراحة السكان، وتهدد أمنهم وسلامتهم وتضر بصحتهم.
إدريس الكردودي وهو يسرد إلينا أسماء المقاهي مبتسما بدء من مقهى “مانهاتن” ، “اسطنبول” ، “موندولين”، “ليالي طنجة”، “همسات” ، “نيفرتيتي” ، شرم الشيخ” ، “سندريلا” ، “ليالي الجاسمي” و “رامسيس”، قد خانته ذاكرته في تذكر الجميع ولربما احتفظ لنفسه بأسماء مقاهي أخرى يعتبرها تأوي اخطر المجرمين بمدينة طنجة وبعض بارونات المخدرات المخضرمين أمثال “محمد الروبيو” و “عبد الواحد الروزي” وآخرون …
هذه المقاهي كلها وبدون استثناء يقول الكردودي أنها تقدم الشيشة للزبناء وتوفر الفضاء للقاءات الأحبة واللهو ومقابلة القاصرات تحت أنفاس الدخان والأضواء الخافتة الرومانسية، تتطور إلى لقاءات العهارة المنظمة، دخان يخنق الأنفاس، وهواء يأتي بريح التفاح والنعناع، قهقهات تجوب الفضاء، عري وصخب، أغان خليجية تطرب الآذان، فتيات في عمر الزهور تتمايلن مع رنات مشرقية لهواتفها النقالة علاوة على أنشطة أخرى من قبيل التغاضي عن دس قطع من الحشيش وسط “المعسل”، أو السماح بلقاءات غرامية أو ترتيب صفقات “جنسية” بعيدا عن أنظار الشارع ومتلصصيه، أضف إلى ذلك سهولة تناول شتى أنواع المخدرات في جو مختلط بعيدا عن الأنظار، بل إنها بطريقة مباشر أو غير مباشرة أوكارا للدعارة ومحلات للقوادة.
وأضاف المتحدث أن هذه المقاهي يروج بداخلها مجموعة من أنواع المخدرات الأخرى كالحشيش و الهيروين و الكوكايين و الحبوب المهلوسة ( ايميديا) كما أن “المعسل” المستعمل لتدخين الشيشة معظمه مهربا وغير حاملة للتأشيرة الجمركية..
ليبقى السؤال من يحمي أصحاب هذه المقهى ؟ وأين السلطات المحلية و الجماعة المحلية من شكايات المواطنين ؟ خصوصا وان أصحاب المقاهي يقول إدريس الكردودي “شارين السوق” ويعلمون بتواريخ الحملات الأمنية قبل وقوعها بأيام مقابل ايتاوات تدفع أسبوعيا وتقدر بـ 1500 درهم لكل دورية مناوبة.
وأنهم محميون من شخصيات نافذة في أسلاك الداخلية والشرطة كــ (ح.س) و (ع.ط) و (ح.خ) و اللائحة طويلة، وهل هناك أناس متنفذون مهمتهم حماية مقاهي الشيشة بالرغم من الأضرار التي تحدثها للسكان واقترابها من المدارس التعليمية الخاصة و العمومية؟ وهل يتدخل وزير الداخلية بحكومة بنكيران لرفع الحيف على ساكنة مدينة طنجة بعدما عجز مسؤوليها على انقادها من ثالوث: الشيشة، المخدرات و الدعارة.