زنقة 20 | كمال لمريني
قال إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن الخوف الذي يسكن الأسر المغربية اليوم، على أبنائها و بناتها هو خطر الانضمام إلى التيارات المتطرفة المحترفة في صناعة الدم والدمار.
ورجح إلياس العماري في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، الأسباب إلى إنهاء الفكر التنويري من المعاهد والجامعات والفضاءات العمومية ووسائل الإعلام العمومية، من خلال الإجهاز على شعبة ومادة الفلسفة.
وجاءت تدوينة العماري، في وقت يتم الحديث فيه عن صدور قرار لوزارة التربية الوطنية يحذف بموجبه الاختبار في هذه المادة من بعض مسالك الباكالوريا في الامتحان الوطني.
وأبرز رئيس جهة طنجة تطون-الحسيمة، انه هذا القرار تم استقباله باستنكار شديد على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصا من طرف أساتذة هذه المادة والمهتمين بوضعها على العموم.
وأوضح المتحدث، انه في دردشة له مع أحد الرفاق، وهو معتقل سياسي سابق، وحاليا يزاول مهنة أستاذ الفلسفة، “تكلمنا عن وضع المدرسة بشكل عام، وعن التلاميذ ومستواهم التحصيلي، وعن المدرسة العمومية بشكل عام وتكلمنا أيضا عن تدريس مادة الفلسفة”.
وتابع العماري قائلا:” عاد بي هذا الكلام إلى نهاية الثمانينات من القرن الماضي، عندما قررت الحكومة إحداث شعبة الدراسات الإسلامية بالمؤسسات الجامعية، والتقليص التدريجي لوجود شعبة الفلسفة على المستوى الوطني”.
وأشار إلى انه تم ذلك كما هو معروف، اقتناعا من أصحاب القرار آنذاك بهذا الإجراء في إطار تحالفات كان يعرف من نسجها تأثيره على الفكر التنويري بشكل عام والتقدمي بشكل خاص.
وأضاف العماري، انه في ذلك الوقت تعالت أصوات هنا وهناك، سواء بشكل فردي أو باسم تيارات فكرية أو سياسية، تحذر الدولة من مطب التحالف مع جماعات كان هدفها الاستراتيجي ليس تقزيم الفلسفة في حد ذاتها، وإنما التأسيس القاعدي الممنهج لما نعيشه اليوم.
واستطرد العماري قائلا:” فإذا صح ما هو متداول اليوم، وما أثير قبل سنة عن تحقير الفلسفة في إحدى الكتب المدرسية والذي أثار معركة قادتها جمعية مدرسي الفلسفة؛ فإن ما يقع يسائل الجميع، ويؤكد بالملموس أن من بين العوامل التي تفسر فشل منظومتنا التعليمية والتربوية، هو تبخيس الفلسفة بشكل خاص، والفكر المتنور بشكل عام”.