ثقافة الإشاعة غريبة عن أخلاق النضال الأمازيغي
من بين المبادئ الراسخة للنضال الأمازيغي والتي وجدناها عند جميع المناضلين الشرفاء الذين ضحوا لوقت كبير من حياتهم من أجل القضية الأمازيغية، مبدأ الإحترام المتبادل والحرص على وحدة الحركة، وعلى أولوية القضية على الاعتبارات الشخصية والمصالح الفردية.
ولهذا كان الصدق والصراحة هما أساس التعامل في أوقات الخلافات، التي كانت كثيرة كما يحكي لنا رواد الحركة الأمازيغية.
وإذا كان البعض يحلم في بعض الأحيان بالزعامة والقيادة، مما يجعله يسعى إلى التغطية على دور الأخرين، فإنه رغم ذلك لم يكن يصل في طموحه إلى مستوى اعتماد طرق وأساليب غير نزيهة مثل الإشاعة الكاذبة، هذه الظاهرة الغريبة عن أخلاق النضال الأمازيغي والتي أصبح البعض اليوم يريدها أن تكون طريقته في تحقيق (شرعية النضال)، فيصبح هذف هذا النوع من المناضلين ليس القضية، بل تحطيم الأخرين الذي هو الأولوية الكبرى، لدرجة السماح في القضية واعتبارها ثانوية أمام الهذف الكبير الذي هو القضاء على المناضلين الذين يتحركون في الساحة بتشويه سمعتهم.
واذا كان المناضلين القدامى لا يستعملون الإشاعة، لأنهم لايحتاجون إليها بسبب عملهم وإنجازاتهم، فإن بعض مناضلي اليوم من جيلنا يعتمدون على الإشاعة والكذب والتحريف، لأنهم يشعرون بالضعف وعدم القدرة على فرض نفوسهم من خلال النضال، فيعوضون النقص بالإشاعة.
ولهذا نرى من الظروري أن يهتم المناضلون بالجانب الأخلاقي في نقاشاتهم، و أن يعتمدوا النقد الذاتي داخل الحركة، ويواجهوا مناضلي الإشاعة بصورتهم الحقيقية، ليس من أجل الضرر بهم بل جعلهم يعودون إلى طريق النضال بأخلاق الأمازيغ الأحرار، لكي يعرف كل واحد من المناضلين دوره وموقعه ويفهم بأنه بحاجة إلى الأخرين، لأنه وحده لا يستطيع أن يصل إلى تحقيق جميع الأهذاف.