زنقة 20 . سي ان ان
قرّر مدرب التايكواندو المغربي، مصطفى العمراني، الذي أفرج عنه مؤقتًا في قضية غرق 11 شخصا بشاطئ قريب من العاصمة الرباط، التوقف نهائيًا عن مزاولة هذا الفن الحربي، والتخلي عن صالة الرياضة التي كان يملكها، والهجرة بعيدًا حالما تنتهي أطوال القضية، وذلك بعد التطورات الأخيرة، خاصة اتهامات والدة إحدى الضحايا له باختلاس أموال ابنتها، رغم تأكيده وتأكيد الجهات الرسمية المعنية أن هذه الاتهامات عارية من الصحة.
وأكد شقيقه بوشعيب العمراني، القرار الذي اتخذه مصطفى، في تدوينة مطوّلة نشرها على حائطه بفيسبوك، إذ أشار إلى أن “أحلامه تبخرت.. وأن ألمه لا يزال عميقًا لفقدانه 11 من تلاميذه.. وأنه يجد صعوبة في التأقلم مع واقعه المرير، خاصة مع نظرات المجتمع بين يتضامن معه ومن يراه قاتلًا”، فضلًا عن “استغلال الصحافة لتصريحاته العفوية وهو تحت تأثير الصدمة، إذ صنعت منه كائنًا بشعًا عبث بأرواح تلاميذه، وهو الذي أحبهم أكثر من أيّ شيء في الدنيا”.
وزاد بوشعيب في التدوينة أن مصطفى تألم كثيرًا لـ”استغلال الصحافة للعناوين المثيرة لتصريحات أم فدوى العروي ، دون الإشارة إلى رده ورد الجامعة المغربية للتايكوانو اللذان ينفيان ما قالته”، وكذلك لـ”الإحباط الشديد الذي يحس به وهو الذي كان ينظر إلى فدوى العروي كابنته”، إذ صار يتخوف من التعامل مع الأطفال كي لا يتهم باختلاس أموالهم.
وأكد بوشعيب في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية قرار شقيقه، مشيرًا إلى أن حالته النفسية تدهورت كثيرًا بعد استغلال الصحافة لتصريح عفوي له عندما قال إنه يفتخر لمنحه الشهادة للأطفال، وبتر تلك الجملة التي جاءت في تصريح مطوّل، ثم الاتهامات التي أطلقتها والدة الطفلة الراحلة، رغم أنها تنازلت له سابقًا عن المتابعة، وأكدت للإعلام سمو أخلاقه وتعامله النبيل مع ابنتها.
وتابع بوشعيب أن تلك الحملة التضامنية الواسعة التي أطلقها الكثير من المغاربة للمطالبة بإطلاق سراحه، رفعت معنوياته وهو في السجن، إلّا أنه اصطدم بعد خروجه بـ”اتهامات من أطراف كثيرة” حطمت معنوياته تمامًا، إذ صار “شارد الذهن على الدوام، ولا يقوى على النوم، ويطلب العودة إلى السجن”، مختتمًا تصريحاته لـCNN بالعربية بأن اعتزال مصطفى لا رجعة فيه، حتى وهو يفارق الشيء الوحيد الذي كان يدخل البهجة في حياته، وهو تدريب الأطفال الصغار في رياضة التايكوانو