زنقة 20 . خالد أربعي
قال المفكر والكاتب المصري المثير للجدل سيد القمني، إن الله لم يطلب من المسلمين إقامة ما يسمى الآن بالدولة الإسلامية ، وتساءل قائلا “هل أراد الله من المسلمين أن يُقيموا له دولة”.
القمني ،الذي حل أمس ضيفا على الدورة الأولى لـ”رمضان يعقوب المنصور الثقافي”، المنظم من طرف مقاطعة يعقوب المنصور بالرباط، و في ندوة تحت عنوان ” الدين والسياسة، العلاقة الملتبسة”، أضاف أن الحديث عن مفهوم الدولة الإسلامية ،يُلخص علاقة الدين بالسياسة، حيث أن الدين حسب القمني ” أعطى تفاصيل دقيقة عن مجموعة من الاشياء ،كطريقة الأكل والشرب والنوم والجماع، لكنه وفقا للنصوص الدينية، فالإسلام لم يعطي أي تفصيل عن مفهوم الدولة الإسلامية”.
المفكر المصري ،الذي صودرت مجموعة من كتبه في مصر، وأهدر دمه سابقا ،من طرف تنظيم القاعدة في العراق أشار إلى أن ” الرسول محمد، قبل موته، لم يتحدث عن الخلافة أو الحكم، إذ أمر أبو بكر بإمامة الصلاة بعده ولم يأمره بخلافته”. وتابع القمني حديثه متسائلا ” كيف يكلف الله المسلمين بإقامة دولة، وهو لم يشرح لعباده كيف تُقام هاته الدولة “.
القمني ،اعتبر أن الغموض الذي يكتنف مفهوم “دولة الخلافة” راجع لما قال إنه “اجتهاد لصحابة الرسول أدى إلى صراع المسلمين على السلطة والثروة، مما نتج عنه انشقاق الإسلام إلى نصفين سنة و شيعة” ولم يوجد إشارة واحدة إلى شكل الدولة الإسلامية ودستورها لا في الحديث النبوي ،ولا في التفاسير القرآنية لمجموعة من الأئمة الكبار يقول القمني .
من جهة أخرى، تطرق المفكر المصري في ذات الندوة، التي عرفت حضور مجموعة من قياديي حزب الأصالة والمعاصرة، يتقدمهم حكيم بنشماش إلى مسألة البيعة في الإسلام، حيث اعتبرها لا تمت بصلة بمبدأ الديمقراطية والإنتخابات ومفهوم الدولة المعاصر.
من جهته قال سعيد لكحل، الباحث المغربي في شؤون الحركات الإسلامية، إن المجتمع المغربي يواجه تغلغلا قويا للفكر الأصولي، إلى درجة أن “الشباب قد يتحول في لحظة إلى خطر على أنفسهم وعلى المجتمع”.
وأضاف لكحل الذي قاسم القمني المنصة أن، ” هؤلاء الذين يصيرون تكفيرييين، يرفضون كل ممارسة أو فكر دمقراطي، و يرفضون الأحزاب والمؤسسات بكل ألوانها ويعتبرونها كفرا، وكذا القوانين، رغم أنهم يحتمون بذات القوانين في حال اعتقلوا” يقول لكحل .
فوزية البرج، الباحثة في العلوم السياسية،قالت إن ” التيارات الاسلاموية تطالب بتطبيق النصوص المكونة للشريعة، بدون اي اجتهاد او نقاش لما ورد في النصوص، ودون مراعاة لتغير الأزمنة”، وهذا ما أدى حسب البرج إلى “فشل الدولة الدينية، وأفرز انقسامات وسفك للدماء على مر الأزمنة “.