الأشعري: ‘هناك محاولات مغرضة لوضع اللغة العربية فيي زاوية ضيقة واعتبارها لغة قديمة وثراتية لا تساير العصر’

زنقة 20. الرباط

أكد الروائي محمد الأشعري، اليوم الاثنين بالرباط، أن هناك خلطا مغرضا من أجل وضع اللغة العربية في زاوية ضيقة واعتبارها لغة قديمة وثراتية لا تساير العصر، والحال أنها لغة حديثة تتجدد باستمرار.

وأوضح الأشعري في لقاء حول “اللغة العربية والإبداع” نظمه الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية في إطار فعاليات أسبوع اللغة العربية، أن هذا التصور الضيق ترسخ منذ فترة الاستعمار، الذي سعى إلى “خلق أرض لغوية خلاء” وفصلها عن واقعها وبيئتها عن طريق خلق صراع لغوي بينها وبين اللغات المحلية الأخرى أو الأجنبية منها.

واعتبر خلال هذا اللقاء الذي نظم بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، أن المغرب لم يتمكن بعد من إرساء حوار وطني حقيقي حول اللغة العربية في المنظومة التعليمية والارتقاء بالآليات التعليمية المعتمدة، مبرزا أن تأجيل الخوض في الحوار أو تجاهله يؤثر على الجهود المفضية إلى النهوض باللغة العربية ودراستها في المدارس والجامعات والمعاهد العليا. وشدد المحاضر على أن المناهج الدراسية المعتمدة تكاد تخلو من تدريس النصوص الشعرية أو الابداعات والروايات الكلاسيكية، وهو ما يجعل التلاميذ والطلبة غير قادرين على ربط علاقة قوية وجذابة مع لغة الضاد وآدابها.

وخلص مؤلف رواية “علبة الأسماء” إلى أن أهم تحد ينبغي كسبه هو الاستثمار في اللغة العربية والسعي لإقامة روابط وجدانية داخل مختلف الأسلاك التعليمية، موضحا أن ذلك يمر أساسا عبر قرار سياسي ينخرط في بلورته كافة الفاعلين المعنيين بالشأن اللغوي والثقافي، داعيا إلى تدريس لغة الضاد ليس فقط من منطلق هوياتي وحضاري، بل من منطلق كونها إبداعا خلاقا ومخيالا مشتركا يربط حاضر المغرب بماضيه.

من جانبه، اعتبر نجيب خداري الرئيس السابق لبيت الشعر أن الحاجة أصبحت ماسة إلى وضع استراتيجية وطنية ينخرط فيها الجميع من أجل صيانة اللغة العربية وإعادة الاعتبار المجتمعي لها، مشيرا إلى أن أي ضمور لغوي ينعكس بالضرورة على أشكال التعبير بالانتماء إلى الوطن.

وأوضح أن بيت الشعر انخرط لهذه الغاية في عدة مبادرات تتمثل على الخصوص في عقد ندوات نقدية أكاديمية حول الشعرية المغربية وإصدار أزيد من 100 كتاب في الشعر ونقده وترجمته، فضلا عن إصدار مجلة شعرية متخصصة.

يذكر أن فعاليات أسبوع اللغة العربية، المنظمة من 17 إلى 24 دجنبر الجاري، ستتميز بإلقاء عدة محاضرات وندوات علمية، تقارب من زوايا مختلفة “اللغة العربية والرقمي” و “عقلانية البيان العربي” و ” اللغة العربية وتعليم العلوم” فضلا عن “تقريب المصطلح النقدي التشكيلي بين التعريب والتغريب”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد