البام … من الشرعية الانتخابية الى المشروعية السياسة
بقلم : أسامة الخليفي
استطاع حزب الاصالة و المعاصرة في العشر سنوات التحول من حزب انتخابي الى حزب سياسي، و رقم يصعب تجاوزه في المعادلة السياسية المغربية . فرغم الانتقادات الموجه للحزب حول ظروف نشأته و طريقة تدبيره لتناقضاته ، فقد انتقل “البام” الى لعب دور البديل في المشهد السياسي ، كما اصبح يمثل قطبا حداثيا في مواجه المد الاصولي .
صادف تاسيس حزب الاصالة و المعاصرة سنة 2008 مراحل سياسية استثنائية( الربيع الديمقراطي 2011) ، و سنوات انتخابية متثالية (الانتخابات الجماعية 2009 ،الانتخابات التشريعية 2011، النتخابات الجماعية 2015 ثم الانتخابات 2016 ) فرضت عليه التركيز بطريقة براغماتية على تكريس شرعيته الانتخابية حتى يتسنى له التموقع داخل المشهد الحزبي ، مما حثم عليه تاجيل خلافاته السياسية و التنظيمية .
لكن بعد الانتخابات الاخيرة بدات تطرح عدة تساؤلات حول مشروع الحزب السياسي و خياراته التنظيمية في ظل التحولات السياسية التي يعرفها المغرب ،خصوصا بعد ازمة الريف و خطاب العرش الاخير ، فكان من المنتظر ان يتاثر حزب الاصالة و المعاصرة بالنقاش العمومي المفتوح ، و ان تظهر
خلافات داخلية حول الخيارات الاستراتيجية و مستقبل مشروعه السياسي .
لقد اصبحت النقاشات الداخلية للبام و محطاته التنظيمية لحظات مفصلية داخل المشهد السياسي ، و تفرض على جميع الفاعلين السياسين متابعتها و تحليلها ، خصوصا بعد استقالة الامين العام و انقاشات التي عقبتها ، كما ان المجلس الوطني الاخير يعد لحظة تاريخية و درس في طريقة تدبير الاختلاف و النقاش الهادئ و المسؤول ، بهذا يكون حرب الاصالة و المعاصرة قد اكمل ولادته الطبيعية بعدما انتقل من كونه ضرورة انتخابية لمواجهة المد المحافظ الى مشروع ديمقراطي حداثي بديل .