زنقة 20 . الرباط
طالبت 20 هيئة سياسية ونقابية وحقوقية مغربية حكومة بنكيران بالضغط على شركة “أورانج الفرنسية” من أجل الانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل.
وأكدت الهيئات المذكورة ،حسب ما أوردته جريدة المساء ،في رسالة موجهة إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أنه حان الوقت بالنسبة للمغرب الرسمي “الذي يرأس لجنة القدس” للوقوف في وجه الشركات متعددة الجنسيات الضالعة في احتلال فلسطين، والمساهمة في الحركة الدولية المطالبة شركة “أورانج” الفرنسية بالانسحاب من فلسطين.
وشدّدت الهيئات المذكورة، أنه لا مكان لـ”أورانج” بالمغرب، رغم ما تدعيه من تفوق تكنولوجي، على اعتبار أن أخلاقها متعارضة تعارضا تاما مع شعور الشعب المغربي التضامني مع الشعب الفلسطيني، داعية في الوقت ذاته، رئيس الحكومة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لهذه الوضعية التي وصفتها بالمجحفة.
وأضافت الهيئات سالفة الذكر، أن المغرب يوجد بالفعل في موقع يمكنه من فرض ذلك على شركة قد دخلت بحصة مهمة، في الماضي القريب، في رأسمال أحد الفاعلين الرئيسيين في ميدان الاتصالات الهاتفية بالمغرب، هذه الشركة التي عبرت عن نيتها في زيادة نسبة مشاركتها في الرأس مال، مبرزة أن مثل هذه العمليات تتطلب موافقة مسبقة من السلطات العمومية نظرا للحساسية الاقتصادية والاستراتيجية، بل الأمنية لمثل هذه العمليات.
واعتبرت الهيئات المذكورة أن “أورانج” حاضرة بواسطة شريكها (Partner Communications Ltd)، التي تعمل تحت يافطة “أورانج” في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتكسب أرباحها من خدماتها للمستوطنات، مضيفة أنها تملك مئات الأعمدة الهاتفية التي بنتها على أراضي فلسطينية خاصة تم حجزها قسرا، كما توفر خدماتها للجيش أيضا وتكسب أرباحا طائلة، مستغلة موقعا شاذا مبنيا على الحواجز الموضوعة أمام نمو الاقتصاد الفلسطيني.
هذا وأكد رئيس شركة أورانج الفرنسية للاتصالات إن شركته دخلت السوق الإسرائيلية لتبقى فيها. ويأتي ذلك وسط جدل أثير حول إعادة الشركة تقييم موقفها في السوق الإسرائيلي وشراكتها بشركة اتصالات محلية.
وقال ستيفان ريتشارد لوكالة الأنباء الفرنسية إنه يشعر بالأسى بسبب المشاكل التى أثارها تصريحه قبل أيام أن الشركة ستنسحب من الشراكة مع ثاني أكبر شركات الاتصالات الإسرائيلية. وأضاف “لقد دخلت أورانج السوق الإسرائيلي لتبقى”.
كما نشرت صحيفة يدعوت أحرونوت الإسرائيلية تصريحا لريتشارد قال فيه “نحن نحب إسرائيل”. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد هاجم ريتشارد بسبب إلغاء اتفاقية مع شريك إسرائيلي. وكان ريتشارد قد قال الأربعاء إنه سينسحب من اتفاقية مع شركة “بارتنر كوميونيكيشنز”.
ويقول ناشطون إن شركة الاتصالات المذكورة تمارس نشاطا في المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتستحوذ شركة “بارتنر” على 28 في المئة من سوق الاتصالات الإسرائيلي، وبينما هناك اتفاقية موقعة بين شركة أورانج وبارتنر تستخدم بموجبها إسم “أورانج” إلا أنها لا تملك نفوذا في الشركة.
وكان “الاتحاد العالمي لحقوق الإنسان” وهو منظمة غير حكومية مقرها باريس قد أصدر بيانا قال فيه إن شركة “بارتنر” تقوم بإنشاء بنية تحتية على أراض صادرتها السلطات الإسرائيلية من فلسطينيين، وإنها تقدم خدمات للجيش الإسرائيلي والمستوطنين. لكن ريتشارد أكد أنه يريد الاحتفاظ بثقة الشركاء العرب.
ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي الفلسطينية انتهاكا للقانون الدولي. وكانت منظمة ” بي إس دي” أيضا، التي تطالب بمقاطعة إسرائيل وعدم الاستثمار فيها، قد دعت شركة “أورانج” بدورها لإنهاء علاقاتها مع شركة “بارتنر”.
وقال ريتشارد في تصريح أدلى به الأربعاء في القاهرة “أنا مستعد لإلغاء الاتفاقية غدا صباحا، لكني أريد أن افعل ذلك بشكل لا يؤثر على مصالح شركتي”.
ودعا نتنياهو الحكومة الفرنسية التي تملك أكثر من 13 في المئة من أسهم شركة “أورانج” إلى التدخل، كما دعا أصدقاء إسرائيل “للتعبير عن معارضتهم لمقاطعة إسرائيل”.
وقامت جهات غير معروفة في إسرائيل بتغطية شعارات شركة أورانج بعلم إسرائيل وشعارات “قاطعوا أورانج”. ووضحت شركة أورانج موقفها الخميس وقالت “إنها لم ترد الدخول في جدل سياسي”، وأضافت في بيان صدر عنها إنها تريد الانسحاب من الأسواق التي لا تكون فيها المزود الفعلي للخدمة، ولذلك فهي تنسحب من إسرائيل.