زنقة 20 . الرباط
باتت رقعة الإحتجاجات بأقاليم شمال المملكة تتسع شيئاً فشيئاً بعد أن لبت ساكنة مجموعة من جماعات إقليم الدريوش الدعوة للخروج للإحتجاج على الوضعية الإجتماعية و الإقتصادية المتردية و تفشي البطالة و انعدام فرص الشغل لشباب المنطقة.
و سارع عامل الإقليم “جمال خلوق” إلى النزول للشارع و محاورة المحتجين في جماعات قروية كما هو الحال بتمسمان محاولاً إقناعهم بعدم الخروج وهو الأمر الذي فشل فيه بعد أن أعلنت ساكنة بودينار و تروكوت و ميضار و الدريوش العصيان مناديةً للخروج في مظاهرات غاضبة اليوم الأربعاء و السبت القادم رفضاً لما أسموه “الحكرة” و التهميش الذي يطال المنطقة منذ عقود.
و اتهمت ساكنة الدريوش المجالس البلدية المتعاقبة على المدينة بإغراق المدينة في البطالة و التهميش حيث تم حرمان سكان الأحياء من أبسط المطالب كبناء القناطر بعد انهيارها بسبب الفيضانات و كذا غياب المراكز الطبية الكافية مما يدفع بهم للسفر نحو وجدة و الرباط للإستشفاء.
و دفعت التطورات الأخيرة بوالي جهة الشرق “امهيدية” إلى القيام بزيارات مكوكية لإقليم الدريوش الذي ظل لسنين مهمشاً من طرف المسؤولين الجهويين و أعلن عن قرب إطلاق برامج و مشاريع تنموية ستفك العزلة عن المنطقة .
والي جهة طنجة الحسيمة تطوان “محمد اليعقوبي” ليس بدوره في أفضل حال حيث بات في الآونة الأخيرة لا يفارق إقليم الحسيمة و زار معظم جماعاته القروية و حاور المحتجين في الطرقات و استمع لشكاويهم التي انصبت في مجملها على انعدام فرص الشغل و كذا تهالك البنية التحتية و المرافق الإجتماعية.
و شكلت الزيارة الأخيرة لوزير الداخلية “عبد الوافي لفتيت” وهو ابن منطقة الريف منعطفاً حاسماً في الدفع برجال السلطة إلى التحرك نحو إخماد الإحتجاجات في أقرب وقت قبل قدوم الملك الذي اعتاد قضاء عطلته الصيفية بالشمال .