زيارة وزير الدولة البريطاني إلى المغرب لم تنجح في تجاوز أزمة « الإرهابي 007»

زنقة 20 . وكالات

لم تتبدد غيوم أزمة بين بريطانيا والمغرب رغم زيارة العمل التي قام بها للرباط، الأسبوع الماضي، توبياس إيلوود وزير الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية والكومنولث المكلف بأفريقيا والشرق الأوسط، مباشرة بعد تعيينه في هذا المنصب، إذ لا زالت تداعيات ترحيل السلطات البريطانية للمغربي يونس التسولي دون التنسيق مع السلطات المغربية .
وإذا كانت أزمة «يونس التسولي الإرهابي 007» كما كان يطلق عليه في لندن قد حددت معالمها في احتجاج السلطات المغربية على ترحيل لندن، دون التنسيق مع الرباط،، لمواطن مغربي أمضى عقوبة سجنية على خلفية نشاطات إرهابية أدين بها، ثم احتجاج مغربي على تعرض هذا المواطن أثناء فترة سجنه لاعتداءات جنسية وانتهاكات لحقوقه، فإن تصريحات للسفير البريطاني في الرباط كلايف الدرتون بأن الترحيل تم بالتنسيق مع الرباط، يبقي الملف قابلا للتأويل السياسي.
وقضى يونس التسولي16 سنة عقوبة سجنية في بريطانيا من أجل قضية تتعلق بالإرهاب والتطرف، قبل أن يتم ترحيله يوم الأربعاء 13 ماي الجاري، نحو المغرب وقام يوم الخميس التالي باحراق ثم اعتلاء سطح منزل القنصل البريطاني بالرباط قبل اعتقاله، وأثناء التحقيق معه قال التسولي انه تعرض لهتك عرضه في السجون البريطانية، وفتحت الجهات المغربية المعنية تحقيقا في الموضوع.
ونفى كلايف ألدرتون، السفير البريطاني بالمغرب منذ سبتمبر 2012، أن تكون سلطات بلاده قد رحلت التسولي، وقال ان عودته جاءت في إطار رغبة طوعية بعد إنهائه لعقوبته الحبسية، وأنه شخصيا تدخل لدى السلطات البريطانية لمساعدة التسولي على العودة لبلده.
ولم تبد السلطات المغربية رد فعل على تصريحات السفير البريطاني المتناقضة مع ما قالت به منذ يوم الخميس الماضي.
وقال الدبلوماسي البريطاني أن «قضية هذا المواطن المغربي لا ترتبط لا بترحيل ولا تهجير، وإنما بقرار شخصي لا يمكن أن تعترض عليه بريطانيا، لأنه يدخل ضمن الاختيارات التي هي من صميم حرية الفرد في التنقل».
وأكد ألدرتون أن «»ترتيب ملف عودة التسولي كان نتيجة تنسيق بين السلطات المغربية والبريطانية دام شهورا، وشمل الإجراءات الأمنية بخصوص ذلك».
وقال ان سلطات بلاده لم تطلب من نظيرتها المغربية أن يبقى يونس حرا طليقا، لأن ذلك من صلاحيات السلطات المغربية، وأن تواجد تسولي فوق سطح منزل أحد موظفي السفارة البريطانية بحي أكدال، مسألة صدفة حين كان يحاول الهروب، و»من حسن الحظ أن المنزل حينئذ لم يكن به أي من ساكنيه».
وشدد على أن «التنسيق الأمني عربون على الصداقة الوثيقة بين البلدين، وهو تنسيق يشمل كذلك القضايا السياسية الإقليمية».

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد