زنقة 20 . الرباط
حكمت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا أخيرا بعشر سنوات سجنا في حق بائع متجول لمواد التجميل المهربة بعد أن التمس له ممثل النيابة العامة السجن المؤبد بالنظر لخطورة الأفعال المنسوبة إليه، والمتعلقة بائتمانه لتنظيم “داعش” بسوريا، وخضوعه لتداريب حول استعمال تقنيات الأسلحة النارية بالكلاشنكوف والمسدس الأوتوماتيكي وR.P.G وتفخيخ السيارات، وكذا صنع المتفجرات والأحزمة الناسفة .
ونسب تمهيديا إلى المتهم العازب والمزداد عام 1995 بطنجة، أنه كان يلج المواقع الجهادية للاطلاع على ما يتعرض له المجاهدون بمختلف بؤر التوتر، وأنه كان يناقش هذه المواضيع مع المسمى “س .ح” الذي استشهد بسوريا إثر تلقيه طلقة نارية من قناص بمدينة الباب، مما جعل اللجنة الإعلامية للتنظيم تذيع شريطا بصوت هذا الأخير وأناشيد جهادية بهدف الترحم عليه وتحميس باقي المقاتلين للاقتداء به .
وكانت مصالح الأمن المغربي قد اعتقلت المعني بالأمر بعد عودته من سوريا عبر تركيا بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، والذي صرح لها أنه إثر الانتهاء من الدورات التدريبية الشرعية وشبه العسكرية انضم إلى مجموعة مكونة من 30 جهاديا أطلق عليها اسم »اليقين بالله« تحت إشراف مغربي، حيث شارك عناصر هذه الكتيبة في عدة معارك ضد قوات بشار الأسد، وجبهة النصرة من خلال حمل سلاح الكلاشنكوف، مضيفا أنه شارك أيضا في عملية جهادية استهدفت مركز حراسة تابع للجيش النظامي السوري، والتي أسفرت عن مقتل 15 جنديا والاستحواذ على وثائقهم وأسلحتهم وسيارتين من نوع “جيب” .
كما نسب إليه تمهيديا مشاركته في زرع الألغام وتفجير عبوات ناسفة وإعدام بعض أفراد من الجيش السوري ومقاتلي تنظيم جبهة النصرة، فضلا عن حضور عملية قطع رؤوس الأسرى التي نفذها مقاتلو هذه الكتيبة .وسافر الظنين إلى سوريا خلال شهر مارس 2013 ومكث هناك مدة سبعة أشهر، حيث استقبل في بداية الأمر بمضافة عبارة عن مدرسة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية واختار الانضمام إلى فئة المقاتلين عوض الاستشهاديين .
وقد نفى المعني بالأمر التهم المنسوبة إليه جملة وتفصيلا أمام قاضي التحقيق ابتدائيا وتفصيليا، مؤكدا أنه سافر إلى تركيا بهدف الهجرة إلى اليونان، إلا أنه بقي بمطارها يتسول لمدة سبعة أشهر ليُقرر الرجوع إلى أرض الوطن، مشيرا إلى أنه لم يسبق له أن دخل إلى سوريا أو التحق بأي معسكر هناك، وأنه لا يحمل أي فكر جهادي أو ديني متطرف .
وأوضح الظنين أنه لم يناقش أي مواضيع جهادية ولم يشاهد أية عملية استشهادية يقوم بها تنظيم “داعش”، وأنه كان قد بلغ إلى علمه أن المسمى “س .ح” المستشهد في سوريا كان قد سافر قصد الجهاد على غرار باقي ساكنة الحي الذي يقطنه هذا الأخير .
ووجهت للمتابع تهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية والاعتداء عمدا على حياة الأشخاص، وحيازة واستعمال أسلحة نارية خلافا لأحكام القانون في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام.