زنقة 20 . وكالات
دعا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي “المنقبات” إلى “كشف وجوههن للمشاركة في الحياة العامة أو البقاء في منازلهن”، في تصريح بدا مؤشرا قويا على أن تونس بقدر ما تحترم حرية اللباس بقدر ما ترفض المساس من المكاسب التي تحققت للمرأة التونسية في ظل دولة الاستقلال وفي مقدمتها مكسب الحرية الذي يتناقض مع مشروع الجماعات السلفية التي تسعى إلى “فرض نمط مجتمعي غريب عن المجتمع التونسي ويتناقض مع مشروع الحداثة الذي يراهن على دور المرأة باعتبارها مواطنة.
وقال قايد السبسي في محاضرة ألقاها في معهد السلام بواشنطن في أعقاب زيارته للولايات المتحدة الأميركية، انه “يحترم حرية اللباس مثل النقاب لكن شريطة أن تبقى المرأة المتنقبة في منزلها. وشدد على أن “المتنقبات مدعوات إلى الكشف عن وجوههن إذا قررن المشاركة في الحياة الاجتماعية والعمل داخل مؤسسات الدولة”.
وسعت الجماعات السلفية التي قويت شكتها خلال السنوات الأربع الماضية إلى “نشر النقاب” في الفئات الهشة بالأحياء الشعبية والجهات المحرومة مستفيدة من الفقر المدقع ومن نسب الأمية المرتفعة في صفوف النساء، ما جعل من النقاب ظاهرة ناتئة في مجتمع كثيرا ما راهن على حرية المرأة وعلى مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وعادة ما يكون ارتداء النقاب المرحلة الأولى لتجنيد المنقبات في خلايا الجماعات الجهادية التي تتولى تسفيرهن إلى بؤر التوتر في سوريا والعراق للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية.
وأحصى المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية أكثر من 700 امرأة تونسية التحقت بتنظيم “الدولة الإسلامية” وأكثر من 100 امرأة في السجون التونسية بتهم تتعلق بنشاط إرهابي.