زنقة 20 . الرباط
حصلت وكالة “الأسوشيتيد برس” على أمر تنفيذي لمشروع يوضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم طلب استعراض أساليب أمريكا لاستجواب المتهمين بالإرهاب، وإمكانية إعادة فتح سجون “المواقع السوداء”، التي تديرها وكالات المخابرات خارج الولايات المتحدة الأمريكية، مما يعني أن البلاد ستتراجع عن التزامها بإغلاق معتقل “غوانتانامو” في كوبا.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا تحت عنوان ” هل يعيد ترامب أمريكا لأحلك أيام محاربة الإرهاب؟”، وتقول إن السجون السرية ومعتقلات التعذيب كانت أبرز ما ظهر في دول العالم بعد هجمات 11 شتنبر ، واستهداف مجاهدين من تنظيم القاعدة أبراج التجارة العالمية، واستغلها الكثير من الجهاديين والأصوليين، مثل أبو مصعب الزرقاوي القائد السابق لتنظيم القاعدة بالعراق، وغيره في تجنيد مئات الآف من الرجال في الشرق الأوسط، وجنوب آسيا.
تقول صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت أهم المستخدمين للسجون السرية، واتبعت أساليب تعذيب وحشية، في السنوات التي تلت 11 شتنبر، وأصبح هناك أكثر من 100 معتقل في نصف بلدان العالم، وسُميت هذه السجون باسم “المواقع السوداء” والتي من المتوقع أن يُعيدها ترامب إحيائها مرة أخرى.
صحيفة “ذي نيويوركر” الأمريكية الواسعة الإنتشار قالت في تقرير لها أن من الدول المرشحة من طرف “ترامب” لاحتضان سجون سرية هي المغرب و مصر و إسرائيل.
في غضون أشهر من هجمات 11 شتنبر تقول ” الغارديان” ، بدأ عملاء الاستخبارات الأمريكية، وبعض القيادات في القوات الخاصة اعتقال أعداد كبير من السجناء ووضعهم في معسكرات مؤقتة في أفغانستان، وكان أغلبهم مقاتلين من درجات منخفضة، ولم يكن لديهم معلومات مهمة، أو دافع أيديولوجي يفسر سبب قيامهم بالجرائم، ومع ذلك تعرضوا للتعذيب، وظلوا في السجون لسنوات.
ومع مرور الوقت، استطاعت الوكالات الأمريكية إلقاء القبض على قيادات أكبر في تنظيم القاعدة، وحركة طالبان، لم تعد تلك المعتقلات كافية، وكادت بعض الجماعات مثل الصليب الأحمر تتدخل لحماية هؤلاء الأشخاص، لما يلاقونه من تعذيب ومعاملة قاسية.
وبعد عامين فقط، أسست أجهزة الاستخبارات الأمريكية شبكة سجون سرية، وبدأت في إلقاء القبض على المتشددين بنفسها، وقامت ببناء سجون في مناطق نائية في شرق أوروبا، وفي القواعد الجوية الأفغانية، والعراقية، وفي جزر في المحيط الهندي.
بحسب الصحيفة نُقل السجناء بعد تغطية أعينهم ومنعهم من الاستماع لأي شيء من مكان لمكان آخر على طائرات خاصة، وبعد فترة استطاعت الجمعيات الحقوقية، والصحفيين تجميع الخيوط كلها معا لمعرفة ماذا يحدث بالضبط.
ومن بين السجناء الذين قضوا سنوات طوال في المعتقلات الأمريكية، أبو زُبيدة وهو القائد الميداني لعمليات “القاعدة”، وخالد شيخ محمد العقل المدبر وراء هجمات 11 شتنبر، وعبد الرحيم النُشيري والذي يُشتبه بتورطه في هجوم على سفينة أمريكية قبالة الساحل اليمني نُفذ عام 2000.
و لفتت الصحيفة لاعتقال الاستخبارات لسجناء يتراوح عددهم ما بين 26 إلى 119 شخص عن طريق الخطأ، وما يزالون محتجزين في السجون السرية، ويتعذبون على جرم لم يرتكبوه.
وفي خطاب مُتلفز للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في شتنبر 2007، اعترف بأن الاستخبارات الأمريكية كانت تدير شبكة من السجون السرية لعدة سنوات وأشار بوش إلى أن السجون السرية أداة حيوية في الحرب على الإرهاب، وأكد أن أجهزة الاستخبارات ساعدت على إنقاذ الأرواح، وأكد أن المعتقلين تلقوا معاملة إنسانية.
وتؤكد الغارديان أن تصريحات بوش لم تكن حقيقية، وأثبت تقرير مجلس الشيوخ ذلك، إذ ورد في التقرير أن السجون السرية وعمليات التعذيب أضرت بمكانة الولايات المتحدة في العالم، وكان لها تكاليف باهظة.