زنقة 20 . الرباط
قال بلاغ صادر عن حزب الاستقلال اليوم الإثنين إنه تابع بإستغراب كبير إستهداف أمينه العام و كل من الإعلام المغربي والنخب المغربية من خلال البلاغ الذي أصدره حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا، وقامت وكالة الأنباء الموريتانية بتعميمه على مختلف وسائل الاتصال.
و اعتبر الحزب في بلاغه أن حديث الأمين العام لحزب الاستقلال “حميد شباط” أمام أعضاء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، “جاء في سياق إستحضار مرحلة من تاريخ المغرب المعاصر، و في إطار إستعراض أهم المحطات في التاريخ السياسي للمغرب، و ما طبعها من إختلافات بين مختلف الأطراف، وفي هذا السياق جاء الحديث عن كون موريتانيا جزء من المغرب، وهو موضوع كان محل نقاش و إنقسام في المغرب و موريتانيا بما لا يمكن لأية جهة أن تزيله كحقيقة تاريخية”.
و اضاف البلاغ أن الحزب “عندما طرح موضوع موريتانيا، فإنه قام بذلك مطوقا بمسؤولياته في التحرير و الإنعتاق، ولم يكن بهدف الهيمنة والتوسع، بل كان توظيفا لحقائق التاريخ والجغرافية، و تنفيذا لمهام التحرر الوطني، و عندما اختار الشعب الموريتاني الشقيق بناء دولة مستقلة، فإن حزب الاستقلال قبل بذلك دون تردد”.
و أوضح حزب الإستقلال أن ” عزل حديث الأمين العام عن سياقه، يوضح أن قيادة الاتحاد من أجل الجمهورية واقعة تحت تأثير جهة تتوهم أنها تستطيع تنفيس أزمتها الداخلية باستدعاء الشعور الوطني وتهييجه ضد حزب الاستقلال والمغرب، و ذلك لكسب المعارك المقبلة من قبيل التعديل الدستوري و الانتخابات النيابية والبلدية السابقة لأوانها والتهييئ المبكر للانتخابات الرئاسية”.
و أشار الحزب أن “حزب الاستقلال الذي تربطه بالاتحاد من أجل الجمهورية الموريتاني اتفاقية تعاون، عمل منذ سنوات بنية صادقة على جعل جسر العلاقات الحزبية معبرا لجعل العلاقات بين البلدين طبيعية ومثمرة بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز الروابط التاريخية بين البلدين، وعندما يعبر عن إعتزازه بموريتانيا فإنه يفعل ذلك عن قناعة يتمنى أن يتم الحفاظ على ما يعززها في الواقع الموريتاني حاضرا ومستقبلا”.
حزب “الميزان” الذي أغضب الحزب الحاكم في موريتانيا عندما تحدث أمينه العام عن كون موريتانيا جزء من أراضي مغربي قال إن تبنى “ملف إنخراط حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في عدد من المنظمات الحزبية الدولية، نظير الاتحاد الديمقراطي الدولي، كما قام الحزبان بتبادل الوفود، خاصة للتعرف على تجربة حزب الاستقلال وطريقة عمل تنظيماته وهيئاته، كل ذلك بهدف المساهمة في تطوير الحياة الحزبية في الجارة الشقيقة”.
و أضاف الحزب أن “بلاغ الحزب الحاكم في موريتانيا،كشف أنه يسير بالعلاقات المغربية الموريتانية إلى مرحلة توتر شديدة، وقد سبق لحزب الاستقلال أن عبر عبر القنوات الخاصة، عن تذمره لرد الفعل المبالغ فيه والمستفز للمغرب بمناسبة وفاة زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، وقد قدرت قيادة حزب الاستقلال في تلك الفترة تنبيه حزب الاتحاد من أجل الجمهورية إلى مخاطر تلك السلوكات على العلاقات الثنائية..و قد تأكد اليوم و ما عرفته الشهور الأخيرة، أن الموقف الرسمي الموريتاني لا يعد أن يكون رجع صدى، لسياسة الجزائر في المنطقة، و أن موريتانيا الرسمية تخلت عن حيادها فيما يتعلق بالوضع في الصحراء المغربية، وقبلت أن تلعب دور المناولة للجزائر”.
و اعتبر حزب “الميزان” أن “حديث البلاغ عن علاقة المغرب مع جيرانه يعبر عن جهل بالوقائع وحقائق التاريخ، إذ أن المغرب كان أكبر ضحية للأطماع الاستعمارية، و أن حزب الاستقلال لن يتخلى عن خطابه الوطني و عن الحقوق الشرعية للمغرب في الصحراء الشرقية أو عن سبتة و مليلية و الجزر الجعفرية، وهي أجزاء من التراب الوطني لا يمكن التفريط فيها”.
وقال بلاغ الحزب أنه “يقدر عاليا الشعب الموريتاني الشقيق، ونخبه الحكيمة التي تريد أن تحافظ على إستقلالية القرار الموريتاني ضد التوجهات التي تريد أن تجعل من موريتانيا رأس حربة في يد أطراف إقليمية لمواجهة المغرب”.