ويسألونك عن المراحيض قل هي لنا ﻻلغيرنا
بقلم : محمد الحضري
عجبت للمال السايب وهو ينثر أوراقه الزرقاء والقرفية ذات اليمين وذات الشمال، في عهد حكومة طالما شنف أسماعنا رئيسها بشعارات رنانة دغدغت مشاعرنا؛ لكن سرعان ما اكتشفنا غباءنا واستبﻻدنا، ونحن نصبح ونمسي على وقع أخبار التبذير وسوء التسيير للمال العام.
مال الشعب الذي نهب وسرق منه، وتمت شرعنة سلبه بفضل تلك الوصفة السحرية (عفا الله عما سلف) ؛ وكأن المال المسروق ماله.
إن الكل يفعل ما يحلو له في تبذير المال العام.ولم يعد اﻷمر مقتصرا على السيارات الفخمة والمكاتب المخملية والرحﻻت اﻹستجمامية، بل شمل حتى المراحيض.ومهما كانت تكلفة مراحيض نوابنا المحترمين التي أثارت جدﻻ وسط المهتمين والمتتبعين، فاﻷمر سيان؛ مادام تقرير للجمعية المغربية ﻷمراض المناعة الذاتية والجهازية، يؤكد أن ربع المغاربة ﻻيتوفرون على مراحيض مﻻئمة.
وأن نسبة العجز في المرافق الصحية توجد بالعالم القروي، حيث سجل أن 10في المائة فقط من القرويين باامغرب لهم مراحيض بمواصفات صحية؛ أي أن 90في المائة من سكان القرى ﻻيتوفرون على مراحيض مﻻئمة.
وفي تقرير صادم لمنظمة اليونيسيف كشفت فيه عن أرقام صادمة حول المدارس المغربية ، مؤكدة أن ستة آﻻف مؤسسة تعليمية بالمغرب تفتقر أساسا ﻷماكن الصرف الصحي، والنظافة الصحية اﻷساسية بما في ذلك المراحيض.
وأفادت أن إنعدام المراحيض في المدارس الحكومية بالمناطق القروية، يؤثر في نوعية التعليم بالمغرب، بينما سوء النظافة يؤثر في صحة الطﻻب، ويتسبب أيضا في الهدر المدرسي بالنسبة للفتيات الﻻئي يجبرن على وقف الدراسة، بمجرد بلوغهن فترة الحيض لصعوبة قضاء حاجاتهن في الهواء الطلق على غرار اﻷوﻻد.
وفي الوقت الذي تهتم فيه حكومتنا بأمعاء نوابنا بتوفير مراحيض فاخرة لهم، بادرت مؤسسة we are water ومنظمة اليونيسيف إلى إطﻻق مشروع تجريبي بزاكورة لبناء وتأهيل 19 مركزا صحيا بالمدارس، سيستفيد منه 4آﻻف طفل .
ومن بين اﻷسباب التي إرتكزت عليها تقارير التنمية البشرية ، غياب المراحيض بالمؤسسات التعليمية، وتداعيات ذلك على الهدر المدرسي، وارتفاع نسبة الوفيات نتيجة تلوث المياه الباطنية وانتقال اﻷمراض وحدوث التسممات العذائية.
وقد أكد تقرير التنمية البشرية لسنة 2006 أن ثلث وفيات الرضع واﻷطفال الصغار ناتج عن إنعدام المراحيض. وكلنا يتذكر سبب حرمان مدينة البوغاز من تنظيم المعرض الدولي سنة 2012 لعدم التوفر على مراحيض كافية.
ومما يزيد قي غرابتنا هو تفتق عبقرية حكومتنا في إطار إهتمامها البالغ بالوافدين اﻷجانب على بﻻدنا، حيث عمدت إلى إقتناء مراحيض متنقلة على هامش إنعقاد مؤتمر كوب22.
فليرتح نوابنا وضيوفنا في مراحيض السعادة والهناء، ﻹفراغ بطونهم المﻷى بطعام الفطور والغذاء والعشاء، وليفرغ فقراؤنا ما تبقى في أمعائهم الفارغة في الخﻻء.