زنقة 20 | الرباط
أشرف الملك محمد السادس، ورئيس جمهورية مدغشقر هيري راجاوناريمامبيانينا، اليوم الأربعاء بمدينة أنتسيرابي، على إعطاء انطلاقة أشغال بناء مستشفى للأم والطفل ومركب للتكوين المهني.
ويؤكد المشروعان اللذان ستنجزهما مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة باستثمارات إجمالية قدرها 220 مليون درهم، الرؤية الملكية الدائمة والواضحة بخصوص تعاون جنوب- جنوب قوي وفاعل ومتضامن.
وسيتم بناء المستشفى، على قطعة أرضية وفرتها الجماعة الحضرية لأنتسيرابي تمتد على مساحة 5 هكتارات من بينها 8000 مترا مربعا مغطاة، حيث سيكون جاهزا لتقديم خدماته في مارس 2019.
ويوفر المستشفى خدمات في تخصصات أمراض النساء والتوليد والأطفال، من خلال التكفل بحالات الحمل، لاسيما الصعبة منها، وتقليص نسب وفيات الأمهات والأطفال، والمساهمة في تكوين ونقل الخبرات الطبية والشبه طبية.
وسيتم بناء المستشفى، الذي تبلغ كلفة إنجازه 160 مليون درهم، وفق خصائص هندسية ومعمارية تتلاءم مع المشهد الحضري المحلي وتضمن الاستغلال الأمثل للفضاءات، كما يشمل جناحا تقنيا يضم ثلاث قاعات للجراحة وقاعات للولادة وقسما للأشعة ومختبرا متخصصا.
كما يضم المشروع الذي يشتمل على سبعين سريرا، وحدات لتقديم العلاجات المكثفة والإنعاش، وفحوصات لصحة الأم والطفل، والتكفل بالرضع في وضعية صعبة.
وبحسب التوقعات، يشمل النشاط السنوي للمستشفى الجديد بعد افتتاحه، استقبال 1200 حالة ولادة سنويا، وإجراء 8000 فحص في مجال طب النساء و 9600 فحص للأطفال، و1800 تدخل جراحي عاجل و900 عملية جراحية للأطفال، و500 عملية جراحية للنساء، ومعالجة 4000 حالة طبية.
من جهة أخرى، سيتم إنجاز مركب التكوين المهني على قطعة أرضية وفرتها الجماعة الحضرية لأنتسيرابي وتمتد على مساحة 2,5 هكتار تشمل 8000 مترا مربعا مغطاة.
وينتظر أن تنتهي أشغال بناء المركب، الذي تبلغ كلفة إنجازه 60 مليون درهم منها عشرة ملايين درهم يوفرها مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل على شكل دعم تقني في أكتوبر 2018.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمركب نحو 1000 متدرب، وسيتم تشييده في إطار شراكة بين وزارة الشغل والتعليم التقني والتكوين المهني بمدغشقر، والجماعة الحضرية لأنتسيرابي، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بالمغرب.
ويشمل التكوين البيداغوجي والتطبيقي في المركب على 21 شعبة تتوزع ما بين 12 شعبة في قطاع البناء والأشغال العمومية، وتسعة في مجال السياحة والفندقة والمطعمة.
ويروم هذا المشروع تمكين فاعلي قطاع البناء والأشغال العمومية والسياحة والفندقة والمطعمة من مركب للتكوين المهني يلبي حاجيات الفاعلين الاقتصاديين من الموارد البشرية المؤهلة، ويعزز من كفاءات الشباب في مجال التشغيل ، فضلا عن المساهمة في إدماجهم الاجتماعي والمهني، ومواكبة الأوراش الكبرى للتنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها البلاد.
ويوفر المركب تكوينا في أربع مستويات تهم التقني المتخصص والتقني والتأهيل والتخصص. يذكر ان مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة التي تأسست سنة 2008، بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشرف على إطلاق نحو عشرين مبادرة في سبع دول افريقية (السينغال، مالي، غينيا كوناكري، غينيا بيساو، كوت ديفوار، الغابون ومدغشقر).
وتروم المؤسسة، وهي منظمة غير ربحية، المساهمة في تحقيق التنمية البشرية والاجتماعية بالقارة الإفريقية، وذلك من خلال النهوض بالولوج إلى الصحة والتربية والتنمية السوسيو- اقتصادية بهذه البلدان، وإعداد برامج لمحاربة الفقر.
وقامت المؤسسة في المجال الصحي، ببناء وتجهيز عيادة لطب العيون بدكار، وعيادة متخصصة في الصحة الإنجابية بباماكو ومستشفى “الأم والطفل” بكوناكري، ومركز لإطعام المرضى الذين يخضعون للعلاج (مشروع مزمع إنجازه) برواندا، فضلا عن تزويد السلطات الصحية في كل من كوت ديفوار والسنغال والغابون وغينيا بيساو بالأدوية والمعدات الطبية الحيوية.
وبخصوص تعزيز قدرات الشباب، تشمل المشاريع الرائدة التي تشرف عليها المؤسسة، بناء وتجهيز مراكز التكوين المهني في مهن السياحة والبناء والأشغال العمومية والصحة والنقل واللوجيستيك، فضلا عن بناء مدارس للتعليم الأولي في عدد من البلدان الإفريقية.