زنقة 20 | الرباط
وضع محمد فضيلي رئيس المجلس الوطني السابق لحزب الحركة الشعبية ، قيادة الحزب في قلب فضيحة بمنطقة الريف ، و ذلك خلال انتخابات مجلس جماعة ابن الطيب بإقليم الدريوش.
فضيلي وهو برلماني سابق و رئيس سابق أيضاً للجنة العدل والتشريع وحقوق الانسان بمجلس النواب ، قبل أن يعزل بقرار من المحكمة الدستورية ، أسدل الستار على “مساره الإنتخابي” بفضيحة غير مسبوقة في التاريخ الحزبي و السياسي.
فضيلي كان يترأس جماعة ابن الطيب لعقود من الزمن ، و مؤخراً أوقفته وزارة الداخلية بعد تسجيل خروقات خطيرة في مجال التعمير و التدبير المالي للجماعة لتحيل ملفه على المحكمة الإدارية التي قررت عزله مع النفاذ المعجل.
بعد عزله أجريت اليوم الجمعة ، انتخابات تجديد مكتب المجلس الجماعي لابن الطيب ، والتي أفرزت نتائج غير متوقعة من طرف ساكنة المنطقة ، حيث أعلن فوز محمد أزروال عن حزب التقدم والاشتراكية رئيسا لجماعة بن الطيب إقليم الدريوش، خلفاً لفضيلي.
الغريب في الأمر أن أزروال الذي فاز بالرئاسة هو العضو الوحيد الذي ينتمي لحزب التقدم و الإشتراكية، فيما باقي الأعضاء و عددهم 19 ينتمون لحزب الحركة الشعبية بما فيهم محمد فضيلي الذي عزل من المكتب ليظل المجلس يتكون فقط من 19 مستشارا.
متتبعون للشأن المحلي اعتبروا أن ما نتج عن انتخابات ابن الطيب يعتبر فضيحة انتخابية لحزب الحركة الشعبية بكل المقاييس ، متسائلين :” يكف يعقل أن يظفر شخص ينتمي لحزب التقدم والاشتراكية بالرئاسة وسط مجلس ينتمي جميع أعضائه للحركة”.
وحصل أزروال عن حزب “الكتاب” على 10 أصوات، جميعها لأعضاء ينتمون لحزب الحركة الشعبية، فيما صوت 9 أعضاء آخرين ينتمون لنفس الحزب لمرشح الحركة محمد اليندوزي المدعوم من الأمانة العامة للحزب.
ووفق ما بلغ إلى علم موقع Rue20 ، فإن الرئيس السابق المعزول فضيلي لعب دورا أساسيا في فوز أزروال مرشح حزب “الكتاب”، و ذلك نكاية في مرشح حزبه اليندوزي و الأمانة العامة للحزب بقيادة محمد وازين.
و بحسب مصادر الموقع ، فإن فضيلي الذي لم يهضم بعد عزله من رئاسة البلدية و تجريده من مسؤوليات حزبية و برلمانية ، عمل جاهدا خلال الأيام الماضية على تجنيد جميع أتباعه و إغراء مستشارين للتصويت لصالح مرشح التقدم و الإشتراكية انتقاما من قيادة حزبه الحركة الشعبية التي منحت التزكية لليندوزي غريمه الإنتخابي في جماعة ابن الطيب.
مصادر الموقع ، ذكرت أنه لغاية الساعات الأخيرة فإن الرئاسة كانت ستؤول لليندوزي ، إلا أن تدخل فضيلي قلب الأمور رأسا على عقب ليظفر مرشح “الكتاب” بالرئاسة.
ووفق مصادرنا المطلعة، فإن 10 أعضاء في مجلس ابن الطيب المنتمين للحركة الشعبية كانوا قد وقعوا على محضر لدعم مرشح الحزب محمد اليندوزي الذي نال تزكية الأمانة العامة للحركة و التي تواصل معها نائب رئيس المجلس الاقليمي للدريوش عبد اللطيف القدري.
الأمر الذي لم يستسغه فضيلي المعزول، ليقرر حشد أنصاره واستمالة أعضاء في مجلس ابن الطيب ، لدعم مرشح “الكتاب” بالرغم من كونه يصنف ضمن قيادات حزب الحركة الشعبية وسبق وأن ترأس المجلس الوطني ومكث في البرلمان لعقود بألوان السنبلة.
هذا و ينتظر أن تصدر قيادة حزب الحركة الشعبية عقوبات تأديبية صارمة في حق فضيلي، و الأعضاء الحركيين الآخرين الذين صوتوا لصالح مرشح حزب التقدم و الإشتراكية بدل مرشح حزبهم.