زنقة 20 ا القنيطرة
مع إطلاق المشاورات حول مشروع تصميم التهيئة الجديد لمدينة القنيطرة ، قبل نشره بالجريدة الرسمية ويصبح ساريا ، اندلع جدل كبير بعاصمة الغرب و ذلك بسبب ما وصفته فعاليات محلية بـ”هفوات” كبيرة تضمنها تصميم التهيئة.
ولعل من أبرز الانتقادات التي وجهت لتصميم التهيئة الجديد ، غياب تصور واضح لإشكال السير والجولان و الذي تعاني منه مدينة القنيطرة ، التي أصبحت من المدن المليونية.
و بحسب ذات الأصوات ، فإن مخطط التهيئة الجديد ، لا يواكب التطور العمراني والزيادة السكانية للمدينة، ولا يضع آفاقا واضحة لمستقبل المدينة خاصة من ناحية العمران و المساحات الخضراء.
و في هذا الصدد ، عبرت فعاليات محلية عن استغرابها من عدم إدراج مشاريع ممرات تحت أرضية و أنفاق في مشروع تصميم التهيئة الجديد ، خاصة و أن جميع المدن المغربية نحت نحو هذه المشاريع لحل إشكالية الإختناق المروري.
من جهة أخرى، استغربت ذات الفعاليات فتح باب المشاورات و النقاش في عز العطلة الصيفية ، حيث أن الجميع يتواجد في عطلة ، وهو ما اعتبروه فرصة سانحة للوبيات العقار.
واعتبر العديد من سكان القنيطرة ، أن التصميم الجديد لا يرقى لتطلعات ساكنة مدينة القنيطرة التي كانت تمني النفس بإحداث مرافق حيوية ومنتزهات ترفيهية ومناطق خضراء بالإضافة إلى أنفاق تحل مشكل الإزدحام الذي أصبح يقلق روتين الحياة اليومية للمواطن القنيطري وكذا تعزيز البنية التحتية المتهالكة للمدينة.
في المقابل ، سجل مواطنون، أن المخطط الجديد حول أحياء فيلات إلى عمارات سكنية مثل تجزئة فالفلوري، في ظل الإنفجار السكاني الكبير بالمدينة.
في هذا الصدد ، تعالت أصوات من قبل ورثة و ملاك أراضي طالبوا بحماية أملاكهم بعد صدور مشروع تصميم التهيئة ، ومنها قطاع الشليحات اولاد برجال.
هذا و تعيش ساكنة القنيطرة على وقع مخاوف متزايدة من سيطرة لوبيات العقار على معظم الوعاء العقاري في تصميم التهيئة الجديد على حساب المرافق العمومية خصوصا بنواحي المدينة، وذلك قبل أيام معدودة من إصدار الصيغة النهائية للتصميم من قبل المجلس الجماعي.
وشهد مقر جماعة القنيطرة تنظيم لقاء تواصلي مع المواطنين والفعاليات المدنية حول مشروع تصميم التهئية، احتجاج المواطنين على الإقصاء المتعمد للمساحات الخضراء والمرافق العمومية وتقليص مساحة الأزقة وغياب مخطط لحل إشكالية الإكتظاظ في الشوارع ومداخل المدينة.
واعتبرت عدد من المداخلات في اللقاء التواصلي، أن تصميم التهئية الجديد لا يواكب التطور العمراني والزيادة السكانية للمدينة، معتبرين أن المستقبل بات غامضا مع هذا التصميم الذي قد يقدم لوبيات العقار.
وخلف التصميم الجديد احتجاجات لعدد من أصحاب الأراضي بعدما تم الكشف على أن التصميم سيفرض نزع مليكتهم لفائدة المنفعة العامة.
وشهدت منطقة الشليحات أولاد برجال بالقنيطرة، تنظيم وقفة احتجاجية لأصحاب الأراضي (300 أسرة) للمطالبة بحمايتهم وضمان ممتلكاتهم.
وتعكس هذه الوقفة التحديات التي يواجهها العديد من المواطنين في المناطق المستهدفة بمشاريع التهئية، حيث يلتقي حق الملكية الخاصة مع ضرورات التنمية العمرانية.
يشار إلى أن منذ سنوات وفي غياب تصميم التهئية لمدينة القنيطرة تُرك الباب مفتوحاً أمام الاستغلال غير القانوني لفوضى التعمير.
وكان من المتوقع أن يشكل تصميم التهيئة الجديد خارطة طريق واضحة المعالم لتنظيم عمران مدينة القنيطرة، إلا أن الصيغة الجديدة خلفت احتجاج المواطنين على الإقصاء المتعمد للمرافق العمومية.