زنقة 20. الرباط
يقترب موعد مصادقة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على ملف ترشيح المغرب وإسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم 2030 رسمياً خلال الأشهر المقبلة.
وكان الاتحاد الدولي للعبة أعلن خلال أكتوبر 2030، إقامة كأس العالم 2030 في المغرب وإسبانيا والبرتغال، بينما ستقام أول ثلاث مباريات في أوروغواي والأرجنتين وباراغواي، للاحتفال بمئوية المسابقة.
بيد أن هذه الفترة الزمنية الطويلة، من إعلان الفيفا إلى اليوم، لم تكن كافية للسلطات والحكومات الجهوية في البلد الإيبيري لتحديد معالم المدن والملاعب المستضيفة بصفة نهائية.
ويأتي هذا في وقت تشير تقارير صحفية إسبانية إلى صراعات داخلية سواء في الاتحاد الاسباني أو بين المدن المدن المرشحة وحكوماتها مثل مدريد وبرشلونة لاستضافة نهائي مونديال 2030، فضلا عن انسحابات شتى لعدد من المدن مثل خيخون وسرقسطة من سباق الاستضافة.
وتجد إسبانيا نفسها في موقف صعب، حيث يعاني ملفها من تأخر كبير في الشروع في العمل التنسيقي الداخلي بسبب الصراعات المستمرة بين الحكومات الجهوية.
وتؤثر المشاكل الداخلية في الاتحاد الاسباني، تحقيقات الشرطة في ملفات غسل أموال وإقالة رئيس الاتحاد بسبب قبلته الشهيرة. سلباً على فرص الملف الإسباني وتثير قلق الفيفا بشأن قدرة إسبانيا على الالتزام بالمعايير الزمنية والتنسيقية المطلوبة.
وعلى النقيض، أظهر المغرب والبرتغال استعدادًا وتنسيقًا عاليين، حيث حسما منذ أشهر عدد المدن والملاعب المرشحة لاستضافة هذا الحدث الرياضي الكبير.
وتعتبر مسألة حسم المدن والملاعب من أبرز نقاط قوة الترشيح المغربي حيث أن التنسيق المسبق والوضوح في الخطة المرسومة يعزز من فرص نجاح الملف المشترك.
وفي هذا السياق، تشير مصادر عليا في الفيفا إلى أن ملعب الدار البيضاء الكبير سيكون الأنسب لاستضافة المباريات، نظراً لجاهزيته العالية وملائمته لمتطلبات الفيفا، مما يسهم في تجنب أي عرقلة خلال المصادقة على الترشيح الثلاثي خلال انعقاد مؤتمر الفيفا.
وفي ذات الوقت بدأ المغرب بتنفيذ مشاريع عملاقة وتعزيز البنية التحتية الرياضية، فقد انطلقت الاجتماعات التنسيقية في المغرب بشكل فعال بين الحكومة ورئيس لجنة المونديال فوزي لقجع والمسؤولين في الجهات والمدن المرشحة، مما يعكس استعدادًا حقيقيًا لاستضافة المونديال، الأمر الذي ظهر بداية هذا الأسبوع في مدينة فاس.
حيث دعا رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، أمس الثلاثاء من فاس، جميع المتدخلين على مستوى العاصمة الروحية للمملكة إلى مضاعفة الجهود واعتماد التنسيق الأفقي من أجل إنجاح تنظيم كأس العالم 2030.
وأكد لقجع، خلال اجتماع موسع ترأسه وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت وخصص لتحضيرات المغرب لكأس العالم 2030، بأن تنظيم المملكة لهذه المسابقة العالمية إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال يندرج في إطار أجندة التظاهرات الدولية التي يحتضنها المغرب، من بينها كأس العالم للسيدات لأقل من 17 سنة، وكأس إفريقيا للأمم.
وأبرز المسؤول أن “الأمر يتعلق بمسار متواصل إلى ما بعد سنة 2030”.
وأضاف لقجع أنه “من أجل رفع هذه التحديات، يتعين مضاعفة الجهود والعمل الشامل والتنسيق الأفقي، واعتماد رؤية شمولية على المستوى الوزاري والقطاعي والمؤسساتي، وترجمتها على الصعيد المحلي.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على ضرورة الانخراط التام لجهة فاس-مكناس بكاملها، لاسيما المدن المجاورة لفاس التي تمتلك مؤهلات مهمة، في هذا الورش الكبير، معبرا عن انخراط والتزام اللجنة المغربية المنظمة لكأس العالم 2030 والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تقديم الدعم من أجل كسب هذا الرهان.
من جهته، سلط والي جهة فاس-مكناس عامل عمالة فاس سعيد زنيبر الضوء على العمل الذي تم القيام به في إطار هذه التحضيرات بتنسيق مع وزارة الداخلية والجامعة.
وأوضح أن المشروع الذي أعدته الولاية يتمحور حول تسعة جوانب تهم العديد من الميادين، لاسيما الملاعب والنقل والتنقل والربط والإيواء والتنمية المستدامة والتعليم والتكوين المهني.
وأبرز أن الهدف يتمثل في الترجمة الملموسة لمتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل تنظيم أمثل لهذه التظاهرة الهامة.
من جانبه، استعرض المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار لجهة فاس-مكناس ياسين التازي الخطوط العريضة لعرض فاس ارتباطا بمتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتنظيم كأس العالم 2030.
وأضاف التازي أن “مدينة فاس تزخر بمؤهلات مهمة ستمكنها من استقطاب عدد كبير من المشاهدين والمشجعين، تتمثل بالخصوص في موقعها الجغرافي ورأسمالها البشري الشاب والديناميكي والسمعة التي تحظى بها على المستوى الدولي”، مذكرا بأنه تم تصنيف العاصمة الروحية للمملكة من قبل موقع “تريب آدفايسر”، كأفضل وجهة ثقافية عالمية سنة 2023.
وفي معرض تطرقه للجوانب المتعلقة بالبنيات التحتية، أفاد السيد التازي بأن الملعب الكبير لمدينة فاس يوجد الآن في طور التأهيل الذي سيتم على مرحلتين من أجل الاستجابة لمتطلبات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالنسبة لكأس إفريقيا للأمم 2025، وكذا متطلبات الفيفا لاحتضان كأس العالم 2030.
وأشار إلى أن مخطط إعادة تأهيل هذه المنشأة الرياضية، التي ستبلغ سعتها الإجمالية 52 ألف متفرج، تراعي المبادئ التوجيهية للفيفا المتمثلة بالخصوص في توفير شروط السلامة والولوجيات الخاصة والمحددة، وكذا فضاءات وتجهيزات الفيفا.
وخلال هذا الاجتماع، جدد العديد من المتدخلين التأكيد على استعدادهم لمضاعفة الجهود وتعبئة مختلف الوسائل والإمكانيات لضمان تنظيم متميز لهذا الحدث العالمي.
ويأتي هذه الاجتماع بعد الاجتماع الموسع المنعقد في 2 ماي الماضي بمقر وزارة الداخلية بالرباط في إطار التحضيرات المكثفة لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، تماشيا مع الرؤية والإرادة الملكية السامية الحاملة لطموح قوي يرمي لتحقيق نجاح كبير لهذه التظاهرة العالمية.
من جهته، كشف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، خلال ذات الإجتماع أنه سيتم في القريب وضع مخطط عمل طموح في إطار تحضيرات العاصمة الروحية للمملكة لاحتضان نهائيات كأس العالم 2030.
وقال لفتيت، الذي ترأس اجتماعا موسعا خصص لتحضيرات المغرب لهذه المسابقة العالمية، بحضور رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، إنه “من الضروري اعتماد مقاربة مبتكرة في وضع هذا المخطط الذي يهم الجوانب المادية واللوجستية والبنيات التحتية وفقا لدفتر تحملات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)”.
وأكد، في هذا الصدد، على التزام وزارة الداخلية بوضع جميع الوسائل والموارد الضرورية رهن الإشارة لتسريع وضع “مخطط العمل الطموح” والتفعيل الأمثل لمقتضياته في أقرب الآجال.