زنقة 20 | طنجة
أعادت قضية انهيار عمارة بمدينة طنجة قبل أيام وتحديدا بحي الرهراه ، قضية الزحف الإسمنتي الرهيب الذي تعيشه المناطق الغابوية بالمدينة وسط صمت غير مفهوم من الجهات المسؤولية محليا.
زكرياء أبو النجاة، رئيس حركة الشباب الأخضر، تحدث في تصريحات له عن انتشار البناء العشوائي في غابات تعتبر متنفسا للمدينة بينها “الرهراه“، وذلك تحت أعين السلطات التي لا تمارس دورها الرقابي، ما يتسبب في إشكالات كبيرة، سواء للدولة أو الجماعات الترابية، حيث تضطر إلى تفعيل برامج لإعادة الهيكلة للأحياء الناقصة التجهيز.
يوسف المنصوري فاعل جمعوي محلي بدوره نبه إلى الخطر الداهم الذي تواجهه غابة الرهراه التي أصبحت حسب قوله في خطر داهم بسبب الزحف الإسمنتي المتواصل دون حسيب ولا رقيب.
مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، من جهته يقول أن غابات المدينة تعرف بشكل عام ضغوطا مكثفة على جميع الواجهات من خلال القطع و الاجتثاث و البناء و رمي الردمة و الأزبال و الرعي الجائر و افتعال الحرائق وغيرها من الأفعال الشنيعة التي تجري أمام أنظار المسؤولين و بعلم بعضهم و تواطئ بعضهم الآخر.
من هذا المنطلق يؤكد المرصد على أن ترتيب المسؤوليات يجب أن يتم وفق السلطات المخولة لكل جهة معنية بتدبير الغابات و في مقدمتها ولاية الجهة المنسقة والمشرفة عمليا على جميع المصالح الخارجية و من بعدها المندوبية الجهوية للمياه والغابات و محاربة التصحر المناط بها بحكم القانون حماية المجال الغابوي والحفاظ عليه، كما تتحمل الجماعات الترابية مسؤولية جسيمة مرتبطة بسلطة منح الرخص و سحبها و التصدي القانوني للبناء خارج سلطتها ومراقبتها.
كما أن المصالح الخارجية المرتبطة بالبيئة و الغابات و مجلس الجهة لا تستثن من المسؤولية في هذا الإطار، فلا يعقل أن تكون لكل هذه المؤسسات جميع الإمكانيات البشرية و المادية و اللوجستيكية اللازمة و التي تمكنها من الوقوف على صغائر المخالفات التي تتم في مجال التعمير على مستوى الأحياء الشعبية و الفقيرة، بينما تعجز عن ترقب و تتبع جرائم بيئية تتم في واضحة النهار وعلى مرأى و مسمع من الجميع بشكل مكرر و منظم.