زنقة 20 | الرباط
عبرت الرباط عن غضبها الكبير جراء الخطوة التي أقدم عليها رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، بانحيازه إلى المحور التونسي الجزائري ضد المغرب.
و اعتبر متتبعون للشأن السياسي المغاربي، أن إقحام ليبيا التي تعاني سياسيا و أمنيا، في لعبة المحاور العربية أو الدولية يعد مخاطرة حقيقية بالبلاد والعباد.
رئيس المؤسسة الليبية للإعلام، محمد عمر بعيو، قال أن ” ما فعله منتحل الصفة فاقد الشرعية محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الوهمي من انحياز إلى المحور التونسي الجزائري ضد المغرب لا يمكن قبوله”.
المنفي و بعدما وصله صدى الغضب المغربي من تحركاته ، أرسل مبعوثا خاصا الى المغرب حاملا رسالة خطية إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقال السفير أبو بكر إبراهيم الطويل، القائم بأعمال السفارة الليبية بالمغرب، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، إن هذه الزيارة تأتي لتؤكد تميز العلاقات الأخوية التي تربط بين ليبيا والمغرب.
وأعرب، في هذا الإطار، عن شكر بلاده للمغرب على دعمه الثابت والدائم، تحت قيادة جلالة الملك، للقضية الليبية، والذي يتجسد من خلال عدة اتفاقات مبرمة، لاسيما اتفاق الصخيرات، وبوزنيقة، وطنجة.
وذكر بأن المملكة المغربية ساهمت بفعالية في تسوية الأزمة الليبية، وقدمت دعمها الكامل لإبرام سلسلة من الاتفاقات، مشيرا إلى أن اتفاق الصخيرات لسنة 2015 يظل حجر الزاوية والمرجع لتسوية المسألة الليبية.
وأضاف السفير الليبي أن هذه الزيارة تندرج كذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز اتحاد المغرب العربي من أجل تحقيق تطلعات شعوب المنطقة لمزيد من الاستقرار والازدهار، مبرزا الدور الفعال الذي يضطلع به المغرب لصالح الاندماج المغاربي.
و اللافت في الندوة الصحافية التي عقدت بمقر وزارة الخارجية ، أن ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي لم يتحدث و ترك الجانب الليبي هو الذي يشرح الموقف الليبي الرسمي من رغبة دول الجوار في إيجاد بديل لـ”اتحاد المغرب العربي”.
يشار إلى أن مصدرا مقربا من المجلس الرئاسي الليبي كان قد رفض، مؤخرا، جملة وتفصيلا، كل محاولة تروم إلى خلق إطار بديل يحل محل اتحاد المغرب العربي، مشددا على الحاجة الملحة لتعزيز هذه المجموعة الإقليمية، التي أرست أسسها بلدان المنطقة الخمسة في مراكش سنة 1989.
و اتفق رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي والرئيس التونسي قيس سعيد والجزائري عبدالمجيد تبون على 6 بنود في ختام الاجتماع التشاوري الأول بالعاصمة التونسية ، يوم الإثنين، تشمل أمن الحدود والتعاون الاستثماري، ومشروع الربط الكهربائي، وتبادل السلع والبضائع، والتعاون في مجال البحث العلمي بين البلدان الثلاثة.
مصادر ذكرت أن الرباط التي لعبت دورا كبيرا في إيجاد حلول للأزمة الليبية عبر استضافة مؤتمرات دولية أشهرها في بوزنيقة بالاضافة الى الدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية ، شعرت بنوع من “الغدر” بعد اجتماعات “الترويكا” التي عقدها رؤساء تونس و الجزائر استعدادا لتأسيس كيان بديل لـ”اتحاد المغرب العربي” ومحاولة إبعاد المغرب.
و قبل أيام أعلنت شركة الخطوط الملكية المغربية، افتتاح مقر لها بمطار معتيقية الدولي الواقع بمدينة طرابلس الليبية، في انتظار استئناف الطيران المباشر ، وهو الأمر الذي قد يتأثر بالخطوة الأخيرة للمنفي.