إعتراف الركراكي بمكامن الخلل والتمديد له…مكسبٌ وميلادٌ لمنتخب جديد وأول خطوة لإعداد بطل كأس أفريقيا 2025
بقلم : عادل أربعي – مدير النشر
شكل الإعلان الرسمي عن التمديد للسيد وليد الركراكي للإستمرار رباناً لسفينة أسود الأطلس، مكسباً في حد ذاته، بالنظر للظرفية التي تتطلب الإستمرارية، والوضع الذي تشهده معظم المنتخبات بشمال أفريقيا على مستوى الإدارات التقنية والذي تلى الإقصاء من الدور الأول لكان الكوت دفوار.
مداهمة الإستحقاقات الكبرى للكرة الوطنية، خاصة كأس الأمم الأفريقية التي ستحتضنها بلادنا بعد 15 شهراً من الآن، و مونديال الولايات المتحدة الذي سيعتبر بدوره موعداً لإثبات الذات والمكانة العالمية الآتية من مونديال قطر، كلها مواعيد تتطلب الحفاظ على الإستقرار على المستوى التقني والإستمرارية مع إدخال التعديلات اللازمة لتجاوز بعض الإختلالات ومكامن الخلل التي تدارسها بكل واقعية وصراحة السيد فوزي لقجع مع المدرب الوطني السيد وليد الركراكي.
التمسك بمدرب كالسيد وليد الركراكي، هو مكسبٌ قبل أن يكون قرار لضمان الإستقرار والإستمرارية. فالجميع يعلم أن الركراكي له شخصية وكاريزما قوية، إستطاع معها التتويج مع الوداد بالتاج القاري، ومع الفتح الرباطي كما بالدوري القطري، وهو نفس التوهج والتألق الذي أثبته في مونديال قطر، رفقة أسود الأطلس الذين وجدوا فيه القطعة المفقودة، لتفجير كل ما في جعبتهم في طريق قهر الإسبان والبرتغال وبلوغ مربع العظماء.
إجتماع السيد فوزي لقجع بالسيد وليد الركراكي، تمرين ديمقراطي جيد لم نكن نعيشه في (عهد ظلمات الكرة المغربية)، للإعداد بشكل مختلف للإستحقاقات المقبلة، أولها إصلاح وتقويم مكامن الخلل التي وقفت حجر عثرة في وجه تألق أسود الأطلس بكان الموت دفوار، خاصة الهزيمة أمام منتخب ضعيف، لا يملك رُبع الترسانة البشرية التي يملكها وليد، مروراً بطريقة معالجة بعض المحطات التي أثرت نفسياً على مكونات المنتخب الوطني، كالندوات الصحفية وما تبعهاو والتجاوزات التي وقعت مع لاعبي المنتخبات المنافسة.
وليد الركراكي يملك الكثير من مقومات المدرب العالمي، لكنه مدرب لديه مكامن خلل كما كبار مدربي الكون (مورينهو، دل بوسكي، زيدان..) قد تعيق تحقيق ما هو قادر على بلوغه، رفقة التركيبة البشرية الهائلة التي يتوفر عليها المنتخب الوطني المغربي، على رأسها وضع حد لمحاباة لاعبين غير جاهزين والتشكيك في قدرات لاعبين أثبتوا علو كعبهم ولم يشركهم في كان الكوت دفوار مطلقاً، كما الشأن لشادي رياض، أمير ريتشاردسون(شارك لدقائق فقط كبديل)، أسامة العزوزي، والبحث عن مهاجم وهداف صريح حتى ولو كان من الدوري المحلي.
الجمهور المغربي، بقدر ما رفع القبعة لوليد الركراكي، عقب إنجاز مونديال قطر، بنفس القدر يملك كل الحق في إنتقاده على الخسارة أمام منتخب جنوب أفريقي ضعيف، كان إلى وقت قريب يهزمه بمحليي الوداد البيضاوي ذهاباً وإياباً دون عناء.
فالمغاربة يتنفسون كرة القدم، وما غضبهم من الخسارة والإقصاء سوى تعبير منهم عن هذا الولع بالكرة و الحب العارم الذي يكنونه للمنتخب الوطني المغربي. فساعة الغضب قد مرت، والمستقبل كله في طريقنا.
و ديما مغرب.