زنقة 20 . متابعة
تتردد المهاجرة المغربية بشرى مرزوق باستمرار على المشفى المحلي للأطفال بمدينة نيس الفرنسة بفؤاد منفطر، وكلها أمل في أن تجد طفلتها الوحيدة المتبقية بعد هجوم نيس، “شرين” قد استفاقت من غيبوبتها.
المرأة المغربية التي تعمل كمحاسبة في مدينة نيس، فقدت خلال الهجوم الدامي الذي استهدف شارع Promenade des Anglais ليلة يوم الخميس الماضي، الأخ التوأم لشرين، مهدي (13 سنة)، كما فقدت شققتها فاطمة (43 سنة).
في اللحظات التي كان فيها مهدي برفقة أخته التوأم شرين وخالته فاطمة وأمه بشرى بين الحشد الكبير الذي تجمع على الرصيف الموازي لشاطئ لينفال للاحتفال بعطلة يوم الباستيل ، انطلقت شاحنة مسرعة تزن 21 طنا عبر الحشد، تاركة وراءها العشرات من الجثث بينهم مهدي وخالته فاطمة.
وقالت ياسمين مرزوق ، أحد أقرباء بشرى، في حديث لها مع صحيفة وال ستريت جورنال “إن بشرى وبعد أن وجدت طفلها مهدي وشقيقتها فاطمة بين القتلى، سارعت للبحث عن ابنتها شرين التي وجدتها في حالة خطيرة بعد أن أصيبت في رأسها”. “قالت لي بشرى ليلة الحادث إن حياتها كلها تدمرت خلال 30 ثانية”، تضيف ياسمين مرزوق.
وأشارت ياسمين إلى أن شرين ما زالت ترقد إلى حد الآن في العناية المركزة بين الحياة والموت، مضيفة أنها ” كانت محبوبة جدا… لقدت كان لها كثير من الحب لتقدمه للآخرين.” وعن تفاصيل الحادث، تقول ياسمين إن التونسي محمد بو هلال انطلق بشاحنته لحظات بعد أن أنتهت الأسرة المغربية من مشاهدة الألعاب النارية.
وأضافت نفس المتحدثة أن الشاحنة زادت في سرعتها بينما كانت الأسرة تهرول عبر الحشد من أجل الابتعاد من الشاحنة.
وبعد أن دهست مهدي وفاطمة، كانت الشاحنة تتجه بسرعة جنونية تجاه بشرى وياسمين، قبل أن يدفع أحد المارة بشرى بعيدا لتجد نفسها على الرصيف المحاذي للشارع سليمة، لكن ياسمين كانت قد أصيبت إصابة بليغة في رأسها. “حينما وجدت بشرى طفلتها بين المصابين، كانت جسمها الصغير بارد جدا،” تقول ظريفة عميمر، وهي صديقة للعائلة، مضيفة أن “بشرى حينها بدأت تطمئن طفلتها وتقول لا تقلقي أنا هنا معك.”
وعبرت ظريفة عن قلقها من هول الصدمة التي تنتظر شرين بعد أن تستفيق من غيبوبتها والمتمثلة في فقدان شقيقها التوأم، إذ أنها ليس لها إخوة آخرون، وكانت تقوم بكل شيء برفقة مهدي. كما أنهما كانا يرتادان نفس المدرسة الخاصة، حيث أنهى مهدي هذه السنة الدراسية في المرتبة الثانية في قسمه.
وتشير الأرقام الرسمية التي أعلنت عنها السلطات الفرنسية أن عدد القتلى خلال الهجوم الدامي الذي تبناه تنظيم “داعش” فيم بعد فاق 80 شخصا، فيما يزيد عدد الجرحى عن 120 مصاباً يرقدون في المستشفيات، 26 منهم في حال حرجة.