زنقة 20. إفران / روبورتاج
حلّت مدينة إفران المغربية ضمن “المدن الـ10 الأكثر سحرا ً التي تستحق الزيارة”، حسب منصّة “دو ترافلر” العالمية المتخصصة في الأسفار وتقديم النصائح والتوجيهات السياحية، بحيث اعتبرت أنّ “إفران، رغم تمتعها بسحر خاص خلال فصل الصّيف، فهي أكثر سحرا على نحو حصريّ في فصل الشتاء، بوصفها موطنا لمنتجعات تقع ضواحي مشليفن، مجهّزة بمسارات للتزلج في الجبال المدثرة بالثلوج”.
الموقع الجغرافي لمدينة الثلوج
وتقع مدينة إفران الجبلية أو “سويسرا المغرب” كما يحلو للسياح المغاربة والأجانب تسميتها وسط الأطلس المتوسط على ارتفاع 1713 مترا فوق سطح البحر على مساحة 3573 كم2. وهي مركز الإقليم بجهة فاس مكناس وتعتبر واحدة من أكبر احتياطيات المياه في المملكة بفضل العديد من المواقع الطبيعية التي تزخر بها، واسمها الحقيقي أورتي (حديقة) بالأمازيغية، حيث تم تصنيف هذه المدينة الجميلة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 30.000 نسمة، وتبعد عن مدينة الرباط 200 كلم وتعبد عن فاس 64 كلم ويمكن الوصول إليها عبر مطار إفران أو الطرق الوطنية المؤدية لها، مما سمح لها أن تنفتح على كبريات المدن المغربية، خصوصا مدن فاس ومكناس ومراكش وطنجة وباقي المدن الأخرى.
وتتمتع المدينة بإمكانات سياحية هائلة فمواقعها والأماكن الأخرى المحيطة بها ذات جمال استثنائي ونادر، ويكمن جمال هذه المدينة في تنوع المناظر الطبيعية في جو هادئ حيث تمتزج نقاوة الهواء مع الروائح العطرة من الأرز والعرعر لتضفي لمسات سحرية تهدئ أرواح الزوار.
تاريخ تأسيس “سويسرا المغرب”
تأسست مدينة إفران في القرن السادس عشر وكان أول من سكن كهوفها هو سيدي عبد الرحيم أستنتج ذلك من خلال النقوش المحفورة على جدران الكهوف وكانت تستخدم لإستئناث الحيوانات أو كمكان لتخزين الغذاء والأغراض الخاصة.
وتنتمي إفران معماريًا وتاريخيًا إلى عهد الاستعمار الفرنسي، الذي أنشأ المدينة عام 1929 على طرازه المعماري لتحاكي منتجعًا أوروبيًا يأوي إليه المستوطنون الفرنسيون طلبًا للراحة الحنين للوطن، فــ”إفران” كما درج المغاربة على تسميتها هي “مدينة أوروبا المغربية”.
فبالإضافة إلى إسمها الأصلي: أورتي، الذي يعني الحديقة في اللغة الأمازيغية، فنجد إفران تكتب تارة على شكل “إيفران” أو ” يفران”، وتارة أخرى على شكل ” يفرن” أو “إفران”. وقد استقر شكل إسم المدينة على كلمة “إفران” سنة 1993، على إثر صدور مرسوم وزاري مغربي بتاريخ 25 غشت 1993. و كلمة “إفران” كلمة أمازيغية، وهي جمع للكلمة الأمازيغية “إفري”، والتي تعني المغارة أو الكهف.
وكان الفرنسيون يذهبون إليها في عطلتهم الأسبوعية ويصطحبون أسرهم ومنذ ذلك الوقت أصبحت افران مدينة سياحية.
مؤهلات سياحية طبيعية تجلب المغاربة والسياح الأجانب لـسويسرا المغرب”
مكنت العوامل الطبيعية والجغرافية مدينة إفران المغربية من أن تصبح جوهرة الأطلس المتوسط في المجال السياحي خصوصا لعشاق الأجواء الهادئة والسياحة الجبلية والسياحة الشتوية، وللباحثين عن الهواء النقي والصحي. والزائر لمدينة إفران لا يمكن لعينه أن تخطئ المؤهلات الجمالية الفاتنة للمدينة، والتي تجعل السائح يقف مشدوها أمام جمال المدينة ومحيطها، وتجعله يقرر كل مرة ودون تردد أن يزورها.
المنتزه الوطني لإفران:
هو من أجمل الأماكن السياحية في افران المُحبّبة للأطفال والعائلات ولهواة الحياة البرية، فهي أكبر حديقة وطنية في المغرب تضم آلاف من الحيوانات والنباتات البرية المتنوعة على مساحة 500 كم تقريبًا.
ويقع في الجزء الأوسط من جبال الأطلس المتوسط، وقد أنشئ المتنزه سنة 2004، باعتباره من الفضاءات المحمية، على مساحة تقارب 54 ألف هكتار، ليتم تمديده سنة 2008 لتبلغ مساحته حولي 125 ألف هكتار.
ويتميز بغناه الطبيعي والبيولوجي لما يختزنه من غطاء نباتي وغابوي متنوع قوامه شجرة الأرز (49 ألف هكتار) أشجار البلوط الأخضر (44 ألف هكتار) والصنوبر البحري (3500 ألف هكتار) والعرعار الجبلي (1900 ألف هكتار) والسنديان والزان (2900 ألف هكتار) وغيرها.
كما يحتضن المتنزه أنواع متعددة من الطيور والحيوانات وخاصة القرد المكاك البربري (زعطوط بالأمازيغية)، بحيث يحتوي المتنزه على حوالي نصف الأعداد المتبقية من هذا الحيوان المهدد بالانقراض. كما يعد المتنزه خزانا مائيا كبيرا في المغرب يحتضن خزانات مائية مهمة كضاية عوة وبحيرة أكلمام أفنورير، كما يزود عددا من الأنهار الكبيرة كأم الربيع وسبو.
أسد إفران:
“أسد إفران” هو تمثال لأسد يتوسط وسط المدينة برفعة، ويعتبر واحدا من رموز المدينة وأحد أكثر الأماكن جذبا للسياح من مختلف أنحاء المغرب والعالم، ومن أكثر المعالم السياحية تصويرا في المنطقة بأكملها.
وقد نحته الفنان هنري جون مورو على حجر الكرانيت سنة 1930، ويبلغ مقاسه أكثر من متر ونصف (m1.50) في العرض، وسبعة (7) أمتار في الطول.
محطة التزحلق بميشليفن:
تقع على بعد 17 كيلومتر من مدينة إفران، وعلى ارتفاع 2000 متر على سطح البحر.
وهي من أهم محطات التزلج على الجليد في المغرب، ويقصدها عشاق رياضة التزلج من كل بقاع المغرب والمعمور خلال موسم تساقط الثلوج.
ولعل منتجع ميشليفن للتزلج على الجليد الواقع على بعد 20 كيلومترا من إفران أحد أهم الوجهات التي يوصيك الخبراء بزيارتها خلال رحلة السياح بإفران في موسم الثلوج. ، ويفر السكان للمنتجع من المدن للاستمتاع بالتمرينات وممارسة تلك الرياضة في الهواء الطلق.
عين فيتال:
وتبعد عن مدينة إفران ب 3 كيلومترات فقط في اتجاه زاوية سيدي عبد السلام، وتعتبر مكانا مثاليا للنزهات مع العائلة أو الأصدقاء وخصوصا في فصل الربيع.
وتجذب هذه العين آلاف الأشخاص من جميع أنحاء المغرب ومن العالم فعلى طول بضع مئات من الأمتار من النهر، تنتشر غابة من القيقب والحور حيث يمكن القيام برحلات على ظهور الخيل خصوصا في فصل الصيف.
بحيرة ضاية عوا:
ضاية عوا من أجمل البحيرات في أفران وتعتبر مقصد لكافة السياح اللذين يزورون المدينة ،و تتمتع بطبيعة خلابة هادئة تحثّ على الاستجمام، وهي أيضًا وجهة مثالية للنزهات العائلية بصحبة الأطفال.، تمتد البحيرة على مساحة 140 هكتارا وتعيش في مياهها أسماك متنوعة، أبرزها الشبوط الشائع، الروش الشائع و “الزنجور” (سمك نهري)، الذي يعد أحد أكثر الأنواع السمكية وفرة في البحيرة.
يمكنك عند زيارتها ممارسة صيد الأسماك حيث تشتهر البحيرة بأسماك الزنجور وأخذ جولة بالقارب بصحبة العائلة مع إطعام أسراب البط أو ركوب الخيل على ضفاف البحيرة مع التقاط أروع الصور الفوتوغرافية المُوّثقة للرحلة.
مركز مدينة أفران:
لن تكتمل زيارتك إلى مدينة إفران المغربية دون زيارة مركز المدينة الجميل الذي يقدم للزائرين الكثير من الحدائق والنوافير إلى جانب عدد من المطاعم والمقاهي التي يمكنك الذهاب إليها لتناول وجبات الطعام المغربية الأصيلة، الأهم من ذلك، قد ترغب أيضا عند الزيارة في التقاط صورة تذكارية لتمثال الأسد الشهير الموجود في أوسطها والذي عادة ما يحظى بشعبية واسعة من السائحين.
وتجد في مركز المدينة النوافير المنحوتة الضخمة والمنازل ذات الطراز الأوروبي بأسقفها الحادة المُدببة ونوافذها الخشبية والأشجار المُضيئة ليلًا، جانبًا إلى جنب المطاعم والمقاهي المُنتشرة في المنطقة بأكملها، فيمكنك وتذوق الطعام المغربي التقليدي والشاي المغربي اللذيذ خلال جولتك.
غابة سيدر غورو:
تعتبر غابة سيدر غورو أحد أجمل الأماكن السياحية في مدينة إفران المغربية، حيث يمكنك عند زيارتها الاستمتاع بالسير عبر مسارات جميلة مثالية للاسترخاء وسط أجمل الأجواء بالهواء الطلق، ناهيك عن فرصة ركوب الدراجات الجبلية في هذا المكان الممتع. ،
علاوة على ذلك يمكنك خلال رحلتك بإفران زيارة غابات الأرز الواقعة في قرية أكماس بالقرب من إفران، والتي يوجد بها شجرة كورو التي يفوق عمرها 8 قرون، لتحظى بفرصة فريدة من الاستمتاع بالجمال الطبيعي في أبهى صوره.
شجرة كورو:
من أكثر المزارات إثارة التي يُمكنك زيارتها عند السياحة في افران حيث شجرة الأرز المُصنّفة بأنها الأقدم من نوعها في إفريقيا بعمرها الذي يصل إلى 800 عام تقريبًا، وتقع الشجرة الأثرية العتيقة في غابات الأرز بقرية أكماس التي تقع بالقرب من مدينة افران حيث يُمكك التقاط صور تذكارية لا تُنسى.
الشجرة تنتسب إلى أنبل الأصناف الغابوية المغربية، والتي يناهز عمرها ثمانية قرون تعيش آخر أيامها صامدة في وجه العوائق الطبيعية، متحدية في نفس الآن كل أشكال التدخلات البشرية السلبية.
السوق في إفران:
السوق في إفران هو أفضل مكان للزيارة إذا كنت ترغب في اقتناء الهدايا التذكارية، فهنا ستجد عزيزي المسافر الكثير من السلع والمنتجات والحرف اليدوية الرائعة التي تمتاز بالألوان والتصاميم المغربية المبهرة.
ويوفر سوف أفران كافة احيتياجات زواره ويمكن إقتناء قطع وسلع رائعة تحمل ذكرى عن تلك المدينة الجميلة .
بالإضافة إلى هذه المواقع السياحية، فإن الزائر يكون أمام فرصة التعرف على كثير من العادات والتقاليد الأمازيغية التي تزخر بها المنطقة خصوصا في مجال الصناعة التقليدية وفي ميدان الطبخ والفنون.
تخصص 454 مليون درهم.. جهود حكومية متواصلة لـتأهيل مدينة إفران
في إطار مواصلة تأهيل العرض السياحي بمدينة إفران تمت برمجة مؤخرا 11 مشروعا باستثمار قدره 454 مليون درهم في إقليم إفران، في إطار تفعيل العقد البرنامج بين الدولة وجهة فاس-مكناس (2022-2020).
هذه المشاريع تهم المحاور الاستراتيجية للعقد، المتعلقة بدعم القطاعات الإنتاجية وإنعاش التشغيل والبحث العلمي (3 مشاريع/ 255,5 مليون درهم)، وتحسين الجاذبية الاقتصادية للمجالات الترابية بالجهة (4 مشاريع/136 مليون درهم)، وتقليص العجز الاجتماعي والفوارق الترابية (3 مشاريع/ 82 مليون درهم) وتثمين الحقل الثقافي والمواقع السياحية وتثمين الموارد الطبيعية (مشروع واحد/ 10 ملايين درهم).