أكادير…ميامي أفريقيا بفضل مشاريع الورش الملكي للتأهيل السياحي (روبورتاج)

زنقة 20. أكادير – روبورتاج مصور

عادت مدينة أڭادير لتتربع في السنوات الأخيرة إلى جانب مدينة مراكش على عرش السياحة بالمغرب، مستفيدة من موقعها الجغرافي الذي يجمع بين جمال البحر والجبل.

فقربها من المناطق الصحراوية جنوب المغرب يجعل مناخها مشمسا ودافئا، إضافة إلى شاطئها البحري الجميل الممتد لأكثر من 9 كيلومترات، وهو ما يستهوي آلاف السياح الأجانب سنويا، وبين نشاط الصيد البحري المزدهر والأراضي الفلاحية الخصبة المحيطة بها، تتمتع المدينة بمؤهلات اقتصادية كبيرة.

الموقع الجغرافي.. أكادير عروس الجنوب المغربي 

وتعد أكادير مدينة حديثة تتوسّط الساحل الغربي للمملكة المطل على المحيط الأطلسي، وتشتهر محليا ودوليا بشواطئها الجميلة التي تعانق مناظر جبلية خلابة ضمن امتداد جغرافي لسلسلة جبال الاطلس الكبير، فهي تتوسّط ثلاثة أقاليم هي: تزنيت جنوبا والصويرة شمالا وتارودانت شرقا، بينما يتوزّع سكانها بين تجمّعين حضريين كبيرين هما أكادير إداوتانان وإنزكان، وتقع مدينة أكادير على بعد 508 كيلومتر من العاصمه المغربية الرباط وهي تقع في حوض أكادير علي سهل ساحلي مطل علي الساحل الغربي للمحيط الأطلسي.

وتأسست أكادير التي يحلوا للمغاربة تسميتها بعروس الجنوب المغربي عل يد البرتغاليين عام 1500 ميلادية عندما كانوا يحتلون المغرب والتي استطاع المغاربة أن يحرروها عام 1526 ميلادية، وهي تضم 844 421 نسمة، حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014، ويتحدث غالبيتهم لغة تشلحيت.

وتحتل مدينة أڭادير مكانة سياحية ممتازة، حيث تتوفر على مآثر تاريخية وفنادق ومنتجعات فخمة تصطف على الشاطئ، بالإضافة إلى العمارة المغربية التي تميز هذه الفنادق والمنتجعات بجانب اللمسة العصرية.

على غرار باقي المدن المغربية تتميز أكادير بتنوع و وفرة الفنادق , و لذلك يتمكن جميع الزوار مهما كانت الطبقة التي ينتمون لها من المبيت في عاصمة سوس.

مآثر مدينة أكادير قبلة 

ما يميز السياحه في أڭادير هو إحتوائها علي الكثير من المعالم الآثرية والمناظر الطبيعية الخالابة وتتميز هذه المدينة عن غيرها من المدن المغربية بإعتدال الطقس فيها فهي تتمتع بأجواء معتدلة وجميلة بالإضافه الى طول الشاطي فيها الذي يمتد علي مساحة كبيرة ويتزين بلون رماله الذهبية وشمسه المشرقه التي تتمتع بها مدينة أغادير عن غيرها طول أيام السنه الأمر الذي ساهم بشكل كبير في شهرة السياحه في المدينة

بعد مناخها و موقعها ، تتميز أكادير بتعدد و تنوع معالمها السياحية التي تستقطب آلاف السياح سنويا . و فيما يلي أهم المعالم السياحية لعاصمة سوس أكادير :

حديقة أولهاو

معلمة سياحية تقع بالقرب من المتحف الذي أقيم لإحياء ذكرى الزلزال و الذي ضرب بقوة سنة 1960 .

وتعتبر حديقة أولهاو التي تسمى أيضا ب “حديقة العشاق” متنفس يقصده زوار و سكان مدينة أكادير للاستمتاع بجو من الرومانسية و التخلص من تعب اليوم أو تعب الأسبوع .

تضم مدينة أكادير العديد من المتنزهات والمساحات الخضراء، من بينها حديقة أولهاو أو حديقة البرتغال، وهي واحدة من أجمل الحدائق.

وقد تم استلهام تقنيات البناء من فنون العمارة الأمازيغية الأصيلة في منطقة سوس ماسة، وتوجد أزقة خضراء وممرات معلقة ونقاط مائية تضفي على المكان أجواء رائعة.

أكادير أوفلا.. نقطة جذب للسياحة المطلة على عروس الجنوب

تعد أشهر معلمة سياحية و تاريخية بأكادير ، تطل على شاطئ المدينة و تحمل شعار “الله – الوطن – الملك” أعلى الجبل، يقصدها كل زوار المدينة لإلتقاط صور تدكارية و إلقاء نظرة على المدينة بأكملها من الأعلى، ويفظل أغلب الزوار الذهاب إلى أكادير أوفلا ليلا حيت تشتعل أضواء شعار “الله – الوطن – الملك” و تعطي صورة أكتر من رائعة للجبل .

وكانت القصبة في القديم حاضرةً نشيطة، تتألف من بيوت تصل بينها دروب ضيقة، وساحات تجارية، وجامع كبير، ومشفى، ومبنى المخزن، والملاح.

تتخلل الزيارة وقفة على جانب التلة لتأمل إطلالة بانورامية خلابة على المارينا، والميناء، والمحيط، خليج المدينة البديع.

وشهدت القصبة أعمال ترميم كبرى استخدمت فيها تقنيات حديثة خاصة أركيولوجيا المباني التراثية، كي تصبح واحدة من أبرز نقاط الجذب بالمدينة.

واعتمد مشروع ترميم أكادير أوفلا على مبدأ “الاسترداد”، أو العودة إلى الوضع السابق للقصبة، بما في ذلك إعادة بناء الأماكن الرمزية والتاريخية، طبقا للمواصفات الأصلية التي كان عليها الموقع سنة 1960.

وبلغت التكلفة الإجمالية لترميم هذه القصبة 120 مليون درهم خصصت لإنجاز مجموعة من الحفريات الأثرية، فضلا عن تهيئة الأسوار الخارجية وإحداث المسارات الخشبية التي ستمكن الزوار من التجول داخل هذا الموقع الأثري مع احترام خصوصيته كمقبرة جماعية لضحايا زلزال أكادير 1960.

حديقة التماسيح..”كروكوبارك” أول حديقة تماسيح في المغرب

تعتبر حديقة التماسيح ميزة تتميز بها مدينة أكادير عن باقي المدن المغربية ؛ حيت تعتبر المدينة السباقة لإنشاء حدائق من هذا النوع . و تتوفر الحديقة على مئات الأنواع من التماسيح و كدا بعض الأنواع من النباتات .

وصُمّمت “كروكوبارك”، بمواصفات تحاكي الطبيعة التي توجد فيها التماسيح، وبطريقة تراعي ظروف عيشها، عبر مسارب وأحواض مائية، وكهوف صُممت وفق أشكال هندسية تستجيب لتغييرات الطقس طوال السنة، يسهل على “الزواحف” التكيف معها.

وتقع حديقة التماسيح، في “الدرادكة” بمدخل مدينة أكادير، على مساحة تزيد عن 3 هكتارات من المساحات الطبيعية.

وقبل أن يدخل الزوار الحديقة لا سبيل لهم إلا المرور من “فم” تمساح عملاق، هكذا اختار مصمموها أن يكون المدخل، الذي يسلمهم إلى مشاهد تراوحت بين أحواض مياه، وكهوف وممرات ملتوية تحت أشجار كثيفة، وسط مشاهد لتماسيح مستلقية في “حمام شمس” أو عائمة وسط المياه.

حديقة وادي الطيور الساحرة

تسمى أيضا بوادي الطيور و هي معلمة سياحية تقع بالقرب من الشاطئ ، يقصدها عشاق الطيور و زوار المدينة لمشاهدة العديد من أنواع الطيور عن قرب . تتوفر الحديقة على أغلب أنواع الطيور مع تواجد بعض الحيوانات الأخرى و هو الشيء الدي ميزها و جعلها معلمة سياحية بإمتياز .

وتقع حديقة الطيور الصغيرة الساحرة في وسط مدينة أكادير، وهي وجهة مجانية للدخول ومكان رائع للاستمتاع بنزهة عائلية لا تقارن، خاصة أن الحديقة تضم ملعب للأطفال مع فرص رؤية الببغاوات، طيور النحام ، اللاما والغزلان وحتى حيوان الكنغر.

الحديقة مظللة بشكل جيد، لذا يمكنك الزيارة حتى في فصل الصيف، كما أن هناك عدد من المقاهي التي تتجمع حول البوابة الرئيسية.

ساحة الأمل.. ساحة المهرجانات التي تحولت إلى منصة لنشر الفكر و الثقافة الأمازيغية

أشهر ساحة بعاصمة سوس أكادير ، سماها أحد الصحافيين بساحة المهرجانات ؛ يقام بها مهرجان تيميتار و مجموعة من المهرجانات الأخرى التي تساهم في نشر الفكر و التقافة الأمازيغية .

وتعتبر ساحة الأمل من أهم وأكبر الساحة بمدينة أڭادير، وفيها تقام مختلف التظاهرات والمهرجانات المتنوعة، ومن بين أهم المهرجانات التي تقام بهذه الساحة هو مهرجان تيميتار.

سوق الأحد.. أكبر سوق حضري بأفريقيا

سوق الأحد هو أكبر سوق حضري بأفريقيا، يمتد على مساحة 13 هكتار ويضم أكثر من 3000 نقطة بيع. ويبدو من بعيد كأنه حصن حصين بأسواره التي يبلغ طولها 8أمتار وتتخللها 13 بوابة. وينقسم من الداخل إلى عدة أجنحة متمايزة، تتوسطها باحة الخضر والفواكه.

ويقع السوق في وسط المدينة، وبذلك يسهل الوصول إليه من أي مكان بها بكل الوسائل؛ بالسيارة، أو سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة، وحتى مشياً. وتجدر الإشارة إلى أنه مغلق أيام الاثنين بسبب أعمال التنظيف الأسبوعي.

ولقد نجح سوق الأحد في خلق مزيج بين الأصالة والمعاصرة في مكان واحد. فقد خضعت أركانه لتهيئة تراعي البصمة الأمازيغية، وحلّت الدكاكين والمربعات التجارية محل الخيام القديمة. ومع ذلك، احتفظ بطابعه الأصيل، بل وأصبحت رحلة التسوق به أكثر تشويقا ومتعة.

توافد السياح على مطار أكادير.. 2مليون سائح على بعد أقل من شهر على نهاية سنة 2023

وصل مطار المسيرة الدولي لأكادير مؤخرا عتبة 2مليون سائح على بعد أقل من شهر على نهاية السنة الحالية بعد أن سبق للمطار أن وصل لذات الرقم سنة 2019، وهو ما يعني أن القطاع السياحي بأكادير تعافى بعد جائحة كورونا.

ومعلوم أن حركة النقل الجوي عرفت انتعاشا ملموسا خلال العشرة أشهر الأولى من هذه السنة، حيث أن المطار الدولي لأكادير يرتبط حاليا بحوالي 45 وجهة دولية، عبر حوالي 370 رحلة جوية في الأسبوع بين الوصول والمغادرة، هذا بالإضافة إلى الخطوط الجوية الداخلية التي تربطه بكل من مدن الدار البيضاء، الداخلة، العيون، فاس، وطنجة، بالإضافة إلى توافد السياح المغاربة والأجانب عبر الطريق السيارة والطرق المؤدية للمدينة بضواحيها.

طريق الوصول إلى عروس الجنوب المغربي

على غرار أغلب المدن السياحية بالمغرب ، تتميز مدينة أكادير بسهولة الوصول إليها جوا أو برا  وتتوفر عاصمة سوس أكادير على مطار ” مطار أكادير المسيرة ” يسهل المأمورية على سياح و زوار المدينة ، حيت يوفر العديد من الرحلات كل يوم إلى باقي مطارات المغرب و إلى بعض المدن الأوروبية .

وتتوفر أكادير أيضا على محطة طرقية ” محطة أكادير الطرقية ” تقصدها عشرات الحافلات يوميا من جميع أنحاء المغرب ( الشمال ، الجنوب ، الوسط ، الشرق ، الغرب )، مثلما تتميز مدينة أكادير بسهولة الوصول إليها تتميز أيضا بسهولة التنقل وسطها بطرق متعدد ، سواء عبر الحافلات أو سيارات الأجرة الصغير و الكبيرة .

البنية التحتية لأكادير..قفزة غير مسبوقة في إنجاز المشاريع

تشهد مدينة أكادير قفزة غير مسبوقة في إنجاز المشاريع على مستوى البنية التحتية وتأهيل الطرقات والفضاءات العامة، منذ انتخاب المجلس الجماعي الحالي.

وعرفت وتيرة إنجاز المشاريع المبرمجة لتأهيل المدينة إنجاز مشاريع ضخمة على مستوى تأهيل الطرق ومداخل المدينة وإعادة تأهيل المآثر وإعادة تأهيل المساحات الخضراء، بالإضافة إلى إنجاز عدد من ملاعب القرب والمراكز السوسيو اجتماعية والثقافية، وإنجاز مشروع تلفريك أكادير.

وبلغ إجمالي الاستثمارات المدرجة في إطار برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020-2024 أزيد من 282 مليون درهم برسم سنة 2021، وذلك بنسبة 4.5 في المائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج.

وأوضحت معطيات متوفرة، أنه تم خلال سنة 2021 إنجاز 20 ملعبا للقرب في مختلف أحياء المدينة وتأهيل شارع محمد الخامس وتقوية شبكة الإنارة العمومية به وتأهيل مدخل المدينة عبر بنسركاو وتقوية شبكة الإنارة العمومية به وتهيئة وتوسيع مجموعة من الشوارع الرئيسية بالمدينة وتقوية شبكة الإنارة العمومية بها.

وتم خلال سنة 2021 إنجاز الشطر الأول من مشروع التأهيل الحضري للأحياء ناقصة التجهيز بتيكوين وإنجاز الشطر الأول من مشروع انجاز المنتزه الحضري ابن زيدون وإنجاز الشطر الأول من مشروع تهيئة المساحات الخضراء ب”أنزا” و “بنسركاو” وتأهيل القاعة المغطاة الزرقطوني.

من جهة أخرى، أطلق أصحاب المشاريع المنتدبون أشغال انجاز 43 مشروعا بتكلفة تناهز أربع مليارات و503 مليون درهم (72 بالمائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج). علاوة على المشاريع قيد الانجاز، تم إطلاق طلبات عروض تنفيذ أشغال 16 مشروعا إضافيا من البرنامج، بتكلفة تصل إلى 643 مليون درهم (10 بالمائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج) ، من بينها تسعة مشاريع تمت المصادقة عليها بتكلفةة اجمالية تناهز 410 مليون درهم.

ويبلغ عدد المشاريع قيد الانجاز مضافا إليها المشاريع التي أطلق طلبات عروض تنفيذها 59 مشروعا، بتكلفة تبلغ 5 مليارات و 146 مليون درهم (82 بالمائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج). ويصل عدد المشاريع التي توجد الدراسات المتعلقة بها في مرحلة جد متقدمة 33 مشروعا، يصل مجموع تكلفتها إلى مليار و 66 مليون درهم (17 بالمائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج).

ويصل الاعتماد الإجمالي للالتزامات المصادق عليها من طرف مختلف أصحاب المشاريع المنتدبين، خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2020 و2021، إلى ما يزيد على مليارين و960 مليون درهم (47 بالمائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج). وسيبلغ مجموع الالتزامات بحلول متم السنة الجارية 5 مليارات و683 مليون درهم (90 بالمائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج).

وكان الملك محمد السادس، قد أطلق بمدينة أكادير، في فبراير 2020، برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، والذي تناهز كلفته 6 ملايير درهم، والذي يهدف إلى الارتقاء بالمدينة وتعزيز جاذبيتها كوجهة سياحية وطنية ودولية، وتحسين ظروف عيش ساكنة أكادير، وتقوية البنيات التحتية الأساسية، وتحديث الشبكة الطرقية وتوسيعها، ويشمل هذا البرنامج أيضاً تأهيل كورنيش المدينة، وإحداث المزيد من المساحات الخضراء، وبناء العديد من ملاعب القرب.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد