طنجة تفتح ذراعيها للدورة الـ 23 للمهرجان الوطني للفيلم ووزارة الثقافة ترفع تحدي 150 قاعة سينمائية بكافة جهات المملكة
زنقة 20. طنجة
افتتحت مساء اليوم الجمعة بفضاء “برج دار البارود” بطنجة، فعاليات الدورة الـ 23 للمهرجان الوطني للفيلم، التي ينظمها المركز السينمائي المغربي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 4 نونبر المقبل.
وشهد حفل افتتاح هذه الدورة حضور، على الخصوص، وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، وعدد من المسؤولين من الحقل السياسي والثقافي، إلى جانب ثلة من مشاهير الفن السابع المعروفين في الساحة الفنية الوطنية، وسط أجواء احتفالية حماسية تفاعل معها جمهور طنجة من عشاق ومحبي السينما، الذين رحبوا بضيوف المهرجان تحت أضواء الكاميرات وعدسات المصورين.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد السيد المهدي بنسعيد، أن السينما المغربية تشهد تميزا كبيرا على الصعيد الدولي بالنظر إلى أن عددا من الأعمال السينمائية أصبحت تتوج في مهرجانات ذات صيت عالمي، مبرزا أن تنظيم هذا المهرجان يأتي في إطار التزام الوزارة بمواكبة هذا المسار التصاعدي، للتجاوب مع انتظارات الفنانين المغاربة.
وأضاف أن الوزارة تسعى لتفعيل مفهوم الصناعة الثقافية والسينمائية. وأشاد بالشركات والمستثمرين السينمائيين المنخرطين في هذا المشروع، مركزا على مسألة العقد النموذجي المرتبط بقانون الفنان، والذي من شأنه أن يساعد في تحسين وضعية الفنان المغربي.
كما سلط الوزير الضوء على مشروع 150 قاعة سينمائية، الذي لقي دينامية إيجابية لدى المستثمرين الذين “أبدوا عن رغبتهم في الاستثمار والانخراط فيه”، مع الإشارة إلى أن الشق الأول لهذا المشروع سينطلق في ال 15 من نونبر المقبل.
وأبرز أن الأفق هو خلق قاعات سينمائية في مختلف المدن المغربية الصغرى والمتوسطة في إطار تقريب السينما من المواطن، مشددا على ضرورة خفض ثمن تذكرة السينما، لتعزيز الولوج إلى القاعات السينمائية لدى فئة الشباب.
وتخلل افتتاح الدورة تقديم أعضاء لجان تحكيم المسابقات الرسمية الأربع، وهي مسابقة الفيلم الروائي الطويل، ومسابقة الفيلم القصير، ومسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، ومسابقة “فيلم المدارس”.
وإضافة إلى عرض أفلام المسابقات الأربع، سيكون جمهور المهرجان على موعد مع عروض أفلام “بانوراما” الفيلم المغربي، الذي سيعرف عرض أفلام روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، إلى جانب تنظيم موائد مستديرة حول مواضيع تهم السينما المغربية، وأنشطة موازية أخرى.
وجرى خلال هذا الحفل تكريم المخرج وكاتب السيناريو، عبد القادر لقطع (الدار البيضاء-1948)، خريج مدرسة الوطنية العليا للسينما ببولونيا سنة 1975، الذي أخرج العديد من الأعمال السينمائية والبرامج التلفزيونية، منها “الصمت والكلمة” (1980)، و”ربيع والفن التجريدي” (1984)، وفيلم “حب في الدار البيضاء” الذي خرج في القاعات السينمائية (1992)، و”بيضاوة” (1999)، وغيرها.
كما تم تكريم الصحفية وكاتبة السيناريو والممثلة فاطمة لوكيلي، التي سبق أن اشتغلت كصحافية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، قبل ان تنتقل إلى إذاعة ميدي 1، ثم إلى القناة الثانية 2M، كما اشتغلت ككاتبة سيناريوهات وحوارات في مجموعة من الأفلام التلفزيونية، مثل “نساء ونساء”، و”عطش”، و”الإسلام يا سلام”، وغيرها.
وفي ختام الحفل، تم عرض فيلم افتتاح الدورة الـ 23 للمهرجان، وهو فيلم “شمس الربيع” (1969)، لمخرجه لطيف لحلو، وهو من تشخيص حميدو بنمسعود وفاطمة الشيخ وفاطمة الركراكي وعزيز موهوب ومحمد الكغاط. ويحكي الفيلم (86 دقيقة) عن قصة شاب من أصل بدوي يشتغل كوظف صغير بمدينة الدار البيضاء، لم يتمكن من الانسجام مع نمط حياة المدينة.