البرلمان البريطاني يستعد لمناقشة عريضة فيسبوكية لاستقلال لندن وانضمامها للاتحاد الأوربي

زنقة 20 . وكالات

بدأت النداءات من نوع “نعم لاستقلال لندن!” و”صادق خان رئيسا!” و”عاش اللكسيت”، أي “عاش خروج لندن” على شكل مزاح، ولكن تطور هذه المزحة بشكل درامي، قد يؤدي إلى استقلال العاصمة لندن عن بريطانيا الأم.

أطلقت، أمس السبت، عريضة تطالب باستقلال العاصمة البريطانية وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، سرعان ما جمعت أكثر من 130 ألف توقيع أي أكثر بـ 30 ألف من الرقم المطلوب حتى تتم مناقشة الموضوع في البرلمان.

وقال مطلق العريضة الصحفي المستقل جيمس أومالي البالغ من العمر 29 عاما، “البداية كانت على شكل مزاح، عبارة عن صرخة إحباط ويأس. كنت أعتقد بأنني سأجمع 100 أو 200 توقيع كحد أقصى.

أكاد لا أصدق عدد الموقعين”، بحسب “فرانس برس”.

وأطلقت العريضة بعيد صدور نتائج الاستفتاء، فجر الجمعة 24 حزيران/ يونيو 2016، وهي تطالب عمدة لندن صادق خان بـ “إعلان لندن مستقلة عن المملكة المتحدة، وأن تقدم ترشيحها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي”.

أليس الأمر مستحيلا؟ يجيب أومالي “نعم، إلا أننا حتى الأمس القريب كنا نعتقد أيضا أن البريكسيت أمر مستحيل”، مضيفا إنه سيستفيد من “النجاح الهائل” الذي حققته العريضة للمطالبة المطالبة سريعا بإعطاء المدينة مزيدا من الصلاحيات.

ولم تبق مبادرة أومالي معزولة.

فقد أطلقت عريضة أخرى مشابهة تحت شعار “لتبق لندن داخل الاتحاد الأوروبي” لكنها لم تجمع حتى ظهر السبت أكثر من 16 ألف توقيع. وكان نحو 400 ناشط من المؤيدين لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي ساروا في تظاهرة، مساء الجمعة 24 حزيران/ يوينو 2016، في لندن تعبيرا عن رفضهم للخروج.

وقالت الطالبة بولي باتلر، البالغة من العمر 22 عاما، وهي تشارك في التظاهرة “نحن خائفون، كل الأشخاص الرائعين هنا يشعرون بالخوف”.

وتنطلق هذه المبادرات من موقف سكان لندن خلال الاستفتاء إذ صوتوا بنسبة 60% للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي في حين أن البلاد بكاملها صوتت للخروج بنسبة 52%.

وتمتد مدينة لندن الكبرى على مساحة 1500 كلم مربع وتضم مناطق ريفية على أطرافها، وهي بحجم دولة بلجيكا.

وفي وسط المدينة حيث الاكتظاظ السكاني كبير وصلت نسبة المصوتين للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي إلى أكثر من 75%.

وأصدر صادق خان بيانا، الجمعة 24 حزيران/ مايو 2016، طالب فيه بإشراك مدينة لندن في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي وبأن “تبقى عضوا في السوق الموحدة”.

فقد قال صادق خان في بيانه “من المهم جدا أن يكون للندن صوتها خلال هذه المفاوضات على غرار إسكتلندا وايرلندا الشمالية”.

وأضاف موجها كلامه إلى المهاجرين الاوروبيين قائلا لهم إنهم “سيبقون على الرحب والسعة في لندن”. علما أن 37 % من سكان لندن الـ 8.6 ملايين ولدو خارجها.

وتقول الإسبانية كارمن مارتينيز، وعمرها 37 عاما، وتعيش في لندن منذ سنوات “أن لندن مدينة متنوعة لا يمكن مقارنتها بأي مكان آخر داخل بريطانيا حيث لا يلقى المهاجرون الترحيب” وأضافت، “إننا لا نشعر بأننا مهمشون هنا”.

من جهتها قالت بيفرلي ديفيد، البالغة 33 عاما، وتعمل في مجال الموارد البشرية “إن هوية اللندنيين مختلفة عما هي في بقية مناطق البلاد. أشعر بأنني لندنية أولا ثم أوروبية ثم بريطانية”.

ولم يخف بعض سكان لندن غضبهم على القادة الذين شاركوا في الحملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فقد تجمع عشرات الأشخاص، الجمعة، أمام منزل الرئيس السابق لبلدية لندن بوريس جونسون في العاصمة البريطانية وأطلقوا هتافات تنديد بوجهه ووصفوه بـ “الخائن”، في حين حاولت راكبة دراجة هوائية قطع الطريق أمام سيارته وهتفت في وجهه “عار عليك يا بوريس”.

وإذا كانت لندن لا تحبذ الخروج، فذلك يعود أيضا، إلى موقعها كواحد من أهم المراكز المالية في العالم. وكتبت صحيفة “ذي ايفنيغ ستاندرد”، السبت 25 حزيران/ يونيو 2016، “إن اقتصاد العاصمة مرتبط كثيرا بالقطاع المالي الذي يرتبط بدوره بعلاقتنا بالسوق الأوروبية”.

وتحت وسم “لنترك انكلترا الصغيرة” كتب المهندس مارك ميدلتون على تويتر، “أنا أدعم اللكسيت، ولتترك لندن المملكة المتحدة وتبق عضوا في الاتحاد الأوروبي لنصبح مدينة دولة مزدهرة مثل سنغافورة”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد