زنقة 20 | الرباط
قررت النيابة العامة المختصة باستئنافية الجديدة أمس الأحد، تمديد الحراسة النظرية في حق بيدوفيل شاطئ الجديدة من أجل تعميق البحث والاستماع لقاصرين كانوا برفقته قادمين من الدارالبيضاء في رحلة استجمام.
وكان البيدوفيل، قد ألقي عليه القبض من طرف أمن الجديدة مباشرة بعد ظهوره في فيديو تم تداوله على نطاق واسع السبت على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه وهو يقوم بالاعتداء جنسيا على طفل بشاطىء مدينة الجديدة، حيث أدى انتشار الفيديو إلى موجة غضب عارمة وسط الرأي العام الوطني.
محمد الغلوسي المحامي و رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، قال أن ما ارتكبه وحش الجديدة، فعل مدان ويجب أن ينال الفاعل العقاب وعلى الجميع أن يتعبأ لمواجهة الإعتداء الجنسي على القاصرين وأن يتم تشديد العقوبة في هكذا قضايا دون تمتيع المتهم بظروف التخفيف.
و أكد الغلوسي، أنه كمحام يرفض دوما مؤازرة أي شخص متهم في مثل هذه الجرائم مع إيمانه العميق بالمحاكمة العادلة وشروطها وضمنها حق المتهم في الدفاع.
و اعتبر الغلوسي، أن مواجهة الإعتداءات الجنسية بشكل عام وتلك المتعلقة بالقاصرين بشكل خاص تقتضي بالإضافة إلى الجانب الزجري (العقاب ) مقاربة شمولية تدمج الأبعاد التربوية والحقوقية والنفسية والإعلامية حيث يقوم مختلف المتدخلين والفاعلين في مسار التنشئة الإجتماعية بوظائفهم بشكل متكامل لبناء مجتمع منفتح ومتصالح مع ذاته.
الغلوسي قال أنه لابد من أن نحتاط في قضية بيدوفيل الجديدة وأن لانساهم في خلط الأوراق من حيث ندري أو لاندري وذلك بإستهداف التخييم كمؤسسة للتربية على القيم ومساهمة في بناء الشخصية مع ان ما وقع لا علاقة له بذلك.
من جهتها أوضحت الجامعة الوطنية للتخييم ، أن الرحلة التي شهدت واقعة اعتداء “بيدوفيل” على طفل قاصر بأحد شواطئ مدينة الجديدة، لا تندرج ضمن مخيم منظم ومرخص له من طرف السلطات الوصية، وأنه اكترى للأطفال (عددهم 19 طفلا) شقة بمدينة الجديدة خارج الضوابط القانونية المعمول بها.
ونبهت الجامعة الوطنية للتخييم إلى التحري في نقل الأخبار وعدم الترويج للواقعة وكأنها حدثت في مخيم تربوي، مشيرة إلى أنها ستجعل الأسر تفقد الشعور بالأمن والأمان على سلامة وحياة بناتها وأبنائها في المخيمات الصيفية.
الجامعة ذكرت أن الأطفال لا تربطهم علاقة بأي مخيم منظم، ولا صلة له لا من قريب أو بهذا النشاط الذي ينظمه مرسوم يحمل رقم 2.21.186 بخصوص تنظيم مراكز التخييم التابعة للسلطة الحكومية المكلفة بالشباب.
وقالت، إن هذا “الذئب البشري وجمعيته كان بصدد تنظيمه لما أسماه برحلة إلى شاطئ الوالدية بإقليم الجديدة منذ بداية غشت إلى العاشر منه، وهو ما أعلن عنه في صفحة الجمعية المذكورة بفيسبوك، وليس مخيما كما أشيع، وقد شارك في هذه الرحلة المقنعة 19 طفلا، واكترى لهم شقة بمدينة الجديدة تتكون من غرفتين.
ونفت أن يكون الأطفال مستفيدين من العرض الوطني للتخييم الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم، ولا بمخيمات القطاع الخاص.
هذا واعتبرت الجامعة الوطنية للتخييم ما قام به الجاني، “اختطاف مقنع، وتغرير بقاصرين تحت يافطة رحلة، للعبث بالأطفال وهتك عرضهم والاعتداء عليهم”.
كما طالبت، بتشديد العقوبة على مرتكب هذه الجريمة الخطيرة، ليكون عبرة لكل من يعبث بأطفالنا، وبشكل يضمن كافة حقوق الضحايا، وخصوصا الأطفال الذين يتعرضون لمثل هذه الأفعال الإجرامية الشنيعة.
كما دعت إلى تمكين الأطفال من حقهم في التتبع الصحي والنفسي، لمحو آثار العنف الجنسي الذي طالهم وهم في بداية مسار حياتهم، بالإضافة إلى آثار الوصم الذي سيلحق مستقبلا بهم بفعل فاعل هذه الجريمة.
وحملت الجامعة المسؤولية لأسر الأطفال التي قامت بالزج بأطفالها وتسجيل أبنائها في هذه “الرحلة” دون الإحاطة والتقصي في ظروف تنظيمها القانونية والتربوية والمادية، سيما أن المعتدي قام في الأشهر القليلة السابقة حسب الشهادات الموثقة بتنظيم رحلة لمجموعة من الأطفال إلى شاطئ بمدينة الدار البيضاء، أودت بحياة طفل غرقا، مما يقتضي كذلك من العدالة تعميق البحث والتدقيق في هذه النازلة، وفق تعبير البيان.
وحملت أيضا السلطات المحلية المسؤولية التقصيرية ، سواء بنقطة الذهاب للسماح بحركية تنقل ونقل من مدينة لأخرى 19 طفل وراشدين، تمت مرافقتهم من طرف آبائهم أو بنقطة الاستقرار وتكدسهم داخل شقة دون التقصي والبحث في الجوانب القانونية والتربوية المتعلقة بحماية هؤلاء الأطفال والضحايا.