زنقة 20 | الرباط
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الجمعة بالرباط، أن المغرب ملتزم بالاضطلاع بدور فاعل في مكافحة التهديدات المرتبطة بالمخدرات الاصطناعية.
وفي معرض مداخلته خلال الاجتماع الوزاري، المنعقد عن طريق التناظر المرئي، حول تسريع وتعزيز الاستجابة العالمية ضد المخدرات الاصطناعية، والذي أفضى إلى إطلاق التحالف العالمي لمواجهة تهديدات المخدرات الإصطناعية، الذي أحدث بمبادرة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، سلط بوريطة الضوء على التزام المغرب بالاضطلاع بدور فاعل في هذا الشأن وفقا لالتزاماته العالمية.
وأشاد بوريطة بإحداث هذه الآلية العالمية الجديدة، مشيرا إلى أن هذا التحالف يأتي في ظرفية جد هامة بالنظر إلى العواقب المدمرة لتعاطي المخدرات على الصحة والأمن والتماسك الاجتماعي.
وأضاف الوزير أن نجاح هذا التحالف العالمي يستوجب التزاما جماعيا لكافة الأطراف المعنية بهذا الشأن، مشددا على أن التعاون الدولي والعمل متعدد الأطراف ينبغي أن يكونا بمثابة المبادئ الموجهة في هذا الصدد.
وبهذه المناسبة، قدم بوريطة ثلاث توصيات أساسية لتحسين عمل هذا التحالف مستقبلا، لا سيما إحداث نظام فعال للإنذار من أجل تحديد المواد الاصطناعية الجديدة والمستجدة. وينبغي لهذا النظام تسهيل التبادل السريع للمعلومات بين الدول الأعضاء من أجل كشف واستجابة سريعين.
وتتعلق التوصية الثانية بالوقاية والعلاج والتحسيس من خلال إعطاء الأولوية للتدخل المبكر في مجال الرعاية الصحية وخيارات العلاج، وكذا تعزيز الشراكات العلمية والأبحاث من أجل تحقيق السبق في ما يتعلق بالاتجاهات المتطورة للمخدرات الاصطناعية ، فضلا عن تنفيذ برامج تحسيسية وتربوية وضمان الصمود الجماعي .
كما دعا الوزير إلى تعزيز التنسيق الدولي، الذي ينبغي أن يمر عبر تعميق التعاون بين البلدان في إطار عمليات مشتركة ومن خلال تعزيز القدرات والشراكات بين الأوساط العلمية ومهنيي الصحة والهيئات المكلفة بتطبيق القانون من أجل الاستجابة الفعالة مع التركيز على القارة الإفريقية.
وتابع أن “الخسائر المتزايدة في الأرواح البشرية بسبب المخدرات الاصطناعية تدعونا بقوة إلى التعجيل بعمل منسق”، مشيرا إلى أن العرض والطلب على المخدرات الاصطناعية في تزايد، ما يؤدي إلى ظهور أسواق جديدة تتجاوز الأسواق التقليدية.
واستنادا إلى معطيات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ذكر الوزير أنه في سنة 2021، استهلك حوالي 300 مليون شخص المخدرات، بما في ذلك المخدرات الاصطناعية، ما يمثل زيادة بنسبة 23 في المائة في غضون عشر سنوات.
وأضاف أن عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مرتبطة بتعاطي المخدرات بلغ حوالي 40 مليون شخص، أي بزيادة نسبتها 45 في المائة خلال العقد الماضي.
وفي إشارة إلى “التعاون الأكيد بين مهربي المخدرات ومختلف الفاعلين غير الحكوميين، بما في ذلك الجماعات الإرهابية والانفصالية”، أكد الوزير أن هذه الجماعات تستخدم الأرباح المتأتية من أنشطتها غير المشروعة لمفاقمة عدم الاستقرار الإقليمي، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة إلى وضع استراتيجيات عالمية.
وفي المغرب ، يسجل بوريطة، فإن تعاطي المخدرات وإدمانها يعتبران مشكلة هامة للصحة العمومية ، وأن مكافحة تهريب المخدرات تعد أولوية وطنية، مشيرا إلى أن المملكة تعاني من تهريب المخدرات الاصطناعية في منطقتها.
وأشار إلى أنه في ظرف السنوات الثلاث الأخيرة فقط ، حجزت السلطات المغربية أكثر من 5 ملايين من الأقراص المهلوسة، تم بالاساس تهريبها إلى الأراضي المغربية من بلدان الجوار.
وخلص إلى أنه “من أجل مكافحة الآثار الضارة لهذه المعضلة بشكل فعال، قام المغرب بتفعيل استراتيجية شاملة ومندمجة لمكافحة الاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية، والتي تتماشى مع القرارات التي تتخذها الهيئات الأممية، وتركز على تقليل العرض والوقاية من تعاطي المخدرات ، ومكافحة الاتجار غير المشروع، وتعزيز التعاون الدولي.
ويهدف التحالف العالمي لمواجهة تهديدات المخدرات الاصطناعية ، الذي أحدث بمبادرة من الولايات المتحدة، إلى جمع الفاعلين الدوليين الرئيسيين، والحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والوكالات المتخصصة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، من أجل اتخاذ إجراءات متضافرة تتوخى مواجهة التحديات التي تطرحها المخدرات الاصطناعية على الصعيد العالمي.