زنقة 20. طنجة
دعا المشاركون في المنتدى الثالث للأعمال حول الطاقة والمناخ، المنظم اليوم الخميس بطنجة من طرف الاتحاد من أجل المتوسط، إلى تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والعمل المناخي.
وأشار المشاركون في المنتدى، المنظم بتعاون مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى ضرورة تطوير القطاع الخاص وتقوية التعاون في مجالات الطاقة والعمل المناخي، لافتين إلى أن هذا الأمر يشكل فرصة لضفتي المتوسط لتحقيق الاندماج والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
وأكد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، ناصر كامل، في مداخلة له خلال المنتدى المنظم على هامش الدورة الثالثة لمؤتمر الأطراف لدول المتوسط حول المناخ “ميد كوب المناخ”، أن تحديات التغيرات المناخية بالمتوسط تتطلب عملا منسقا واستثمارات مهمة وحلولا طاقية مستدامة، مبرزا أهمية اتخاذ إجراءات ملموسة لخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، وتشجيع إنتاج الطاقات المتجددة من أجل الحفاظ على الكوكب وضمان مستقبل موثوق للأجيال القادمة. وقال السيد كامل، في مداخلته عبر تقنية التناظر المرئي، “يمكننا معا رفع التحديات الطاقية والمناخية”، معربا عن يقينه بأن المنتدى سيشكل مناسبة لتقاسم الأفكار وإرساء شراكات مثمرة ووضع حلول ملموسة للانتقال الطاقي، تستجيب لتطلعاتنا على أرض الواقع.
وسجل أن هذا المنتدى يشكل أيضا فرصة لتبادل الأفكار حول الزراعة المتجددة، التي تلعب دورا أساسيا في المرونة المناخية وتحسين الإنتاجية الزراعية، متوقفا عند ضرورة تطوير قدرات المزارعين وتيسير ولوجهم للتمويل وللتكنولوجيات الملائمة، من أجل الانتقال إلى منظومة زراعية مبتكرة.
من جهته، قال رئيس فرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بطنجة تطوان الحسيمة، عادل الرايس، إن هذا الحدث يكتسي أهمية كبرى باعتباره منصة تروم تعزيز التعاون الطاقي والمناخي بين بلدان ضفتي المتوسط، مشيرا إلى أن الهدف يتمثل في تحديد فرص الأعمال وتشبيك المستثمرين وتبادل الممارسات المثلى وتحديد الاستراتيجيات الرامية لتسريع الانتقال الطاقي بالمتوسط.
وشدد السيد الرايس على أن منطقة المتوسط يمكن أن تضطلع بدور أساسي في تطوير الحلول المبتكرة والمساعدة في مكافحة التغيرات المناخية، مسجلا أن هذه الحلول يتعين أن تكون مدعومة من طرف ضفتي المتوسط، بغاية إنجاح الانتقال الطاقي.
وقال “ينبغي أن نكون واعين بأن العالم في حاجة إلى تحرك فوري وسريع وجذري من أجل إنقاذ كوكب الأرض والإنسانية”، لافتا إلى أن هذا الحدث يمثل مناسبة من أجل تشجيع وضع الحلول التمويلية المبتكرة والملموسة، وكذلك الاستثمارات الخاصة، وعقد شراكات بين القطاعين العام والخاص في المنطقة الأورو-متوسطية.
من جانبهم، أكد عدد من المتدخلين على أن البلدان المتوسطية تواجه تحديات مشتركة تتطلب ردودا متعددة الأطراف وتحركا جماعيا رفيع المستوى، داعين إلى تنمية البنيات التحتية للانتقال الطاقي والاستفادة من تطور قطاع الطاقات المتجددة وتشجيع الاستثمارات في المجال، وتقوية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتسريع مسلسل نزع الكربون باقتصادات البلدان المتوسطية.
وتم في إطار المنتدى تقديم عدد من التجارب التي تم تطويرها ببلدان حوض البحر المتوسط في مجال الطاقات المتجددة والحركية الخضراء والابتكار التكنولوجي.
وشارك في المنتدى ، على الخصوص، ممثلون حكوميون رفيعو المستوى، وممثلو مؤسسات مالية دولية ، وشركات متعددة الجنسيات، وكذا قطاع المال والأعمال، ومستثمرون ومتعهدو خدمات، فضلا عن ممثلي شركات تنشط في مجال البيئة.
ويروم منتدى الأعمال دعم وتثمين جهود السلطات المحلية في مجال الانتقال الطاقي المستدام، وتوفير منصة رفيعة المستوى لتطوير حلول للقطاعين العام والخاص والوسط الأكاديمي، تعالج التحديات التي تواجهها السلطات في مجال الفعالية الطاقية والطاقات المستدامة والتغيرات المناخية.
كما يشكل مرحلة مهمة في النهوض بدور القطاع الخاص تجاه جهود السلطات الترابية في مجال الانتقال الطاقي، وكذا وضع استراتيجيات للتأقلم ومكافحة التغيرات المناخية.
وينعقد مؤتمر “ميد كوب المناخ” يومي 22 و 23 بطنجة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك بمبادرة من مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ودار المناخ المتوسطية حول شعار “ميد كوب، رافعة للعمل المناخي في منطقة البحر الأبيض المتوسط على المستوى المحلي والجهوي”.
وستتمحور المناقشات خلال هذا الملتقى حول مواضيع “المدن والأقاليم المتكيفة مع تغير المناخ”، و”النظم الغذائية المستدامة”، و”الإدارة المستديمة للموارد المائية والاقتصاد الأزرق”، و”الانتقال الطاقي”، و”النساء والمناخ”، و”الحلول القائمة على الطبيعة”، و”الهجرة المناخية”، و”السلام والأمن والتعاون اللامركزي”، ثم “تمويل مشاريع المناخ”..
ويشمل برنامج الدورة، التي تحظى بالدعم والمساندة من قبل عدد من المنظمات الدولية والقطاعات الوزارية، 16 ندوة موضوعاتية، ومنتدى للأعمال، وأنشطة موازية (دورات تكوينية، ولقاءات عمل بين مسؤولي وممثلي الشركات والمقاولات (B to B)، ولقاءات لمراكز الأبحاث والدراسات ومنظمات المجتمع المدني حول “ميد كوب المناخ” ، وذلك في أماكن مختلفة بمدينة طنجة.