خبراء يجمعون بالمؤتمر البرلماني الدولي حول الحوار بين الأديان بمراكش على أهمية التعرف على قيم ومعتقدات الآخر لتجاوز سوء الفهم
زنقة 20. مراكش
أكد عدد من الخبراء خلال جلسة نقاش رفيع المستوى التأمت اليوم الثلاثاء بمراكش في إطار أشغال المؤتمر البرلماني الدولي حول الحوار بين الأديان، أن هذا الحوار أساسي للتعرف على قيم ومعتقدات الآخر واحترامها وبالتالي تجاوز سوء الفهم.
وأبرز المتدخلون خلال هذه الجلسة التي ناقشت موضوع “دعم السلام الإقليمي والعالمي من خلال حوار الأديان”، أن التعايش الديني يمهد سبل العيش فييسلام، كما أنه يمكن أن يشكل جسر عبور إلى عالم أفضل.
في هذا الإطار، أكد مدير معهد الخوئي بالعراق، حيدر الخوئي، أن “الدين كان وما يزال أحد الأسباب الرئيسية للصراعات”، ومن بينها الصراع الديني بين الشيعة والسنة، مشددا في هذا الصدد على ضرورة إعادة قراءة النصوص الدينية من أجل قطع الطريق أمام المتطرفين الذين يستعملون الدين كمطية لأعمالهم الإرهابية”.
ودعا السيد الخوئي إلى “تجريم الطائفية وإصلاح منظومات التعليم، والتعليم الديني، وتعزيز تدريس القيم الكونية المشتركة بين كل الأديان من أجل مكافحة ثقافة إقصاء الآخر”.
من جهتها، أكدت عضو المجلس الأسقفي الكاثوليكي لأمريكا اللاتينية، القسيسة ليجيا ماتاموروس، أن التعاون بين الأطراف المختلفة يشكل “ثروة للمجتمعات”، التي يجب أن تعلم أبنائها الحب وكيفية بناء عالم خالي من الظلم والعنف، مشيرة في هذا الإطار إلى أن عدم احترام الاختلاف بين الناس “يحدث جروحا للمجتمعات يصعب التئامها”.
وقالت “بإمكاننا أن نبني جسورا من أجل عالم أفضل، وأن نهدم الأسوار التي تفرق بين الناس ولا تتيح لهم الصدح بأصواتهم” ، معتبرة أن رجال الدين على اختلاف معتقداتهم “يجب أن يضطلعوا بمسؤولياتهم من أجل دعم الاختلاف وإشاعة احترام وتقبل الآخر”.
من جانبه، أكد النائب البرلماني الباكستاني فاروق حميد نائك، أن الحوار بين الأديان أساسي من أجل احترام المعتقدات الأخرى وتطوير علاقات مبنية على التسامح، لافتا إلى أن هذا الحوار لا يجب أن يقتصر فقط على رجال الدين بل يجب أن يشمل أيضا البرلمانيين باعتبارهم ساهرين على سن القوانين، لا سيما تلك التي تنص على ضرورة احترام الآخر.
وأضاف أن الحوار بين الأديان أداة فعالة أيضا من أجل سيادة السلم، مبرزا أنه انطلاقا من الواقع الذي يعيشه العالم اليوم فإن الحاجة ملحة لتعميق الحوار بين الأديان لمكافحة التمييز والعنف، وكذا بلوغ مستوى تكون فيه العلاقات الإيجابية والبناءة بين الشعوب هي السائدة.
ويعرف المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان المنعقد بشراكة مع منظمة أديان من أجل السلام، وبدعم من تحالف الحضارات التابع لمنظمة الأمم المتحدة والرابطة المحمدية للعلماء، مشاركة رؤساء برلمانات وبرلمانيين وقادة دينيين وممثلين عن المجتمع المدني وخبراء للانخراط في حوار بناء وتبادل الممارسات الفضلى لمواجهة القضايا الرئيسية التي تعيق التعايش المستدام.
ويعكس هذا المحفل ذو البعد الدولي الذي يلتئم في المدينة الحمراء رافعا شعار “الحوار بين الأديان : التعاون من أجل مستقبل مشترك”، الأدوار المهمة والمتعددة التي تضطلع بها المؤسسة التشريعية الوطنية ممثلة بمجلسي النواب والمستشارين، والتي تنهل من تاريخ المملكة العريق والحافل بالأحداث والس ير والنماذج المضيئة في مجال التسامح الديني والعيش المشترك.