زنقة 20 ا الرباط
لازال مسلسل “الانتحارات” وحوادث “الحرائق” و”حالات التسمم” مستمرة بين الفينة والأخرى من داخل الأحياء الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الأمر الذي يطرح سؤال الحكامة والتأهيل على الوزير عبد اللطيف الميراوي المشرف على القطاع.
وآخر هذه الحوادث ما أعلنت عنه ولاية أمن أكادير، اليوم الإثنين، من العثور على جثة شخص داخل أحد أجنحة الحي الجامعي الكائن بحي الداخلة بالمدينة معلقة بحبل في وضعية يشتبه في كونها ناتجة عن انتحار، حيث تمت معاينة دخول الجثة في بداية التحلل دون أن تظهر عليها أية علامات أو آثار بارزة للعنف.
العثور على هذه الجثة يوم أمس وتسجيل العديد من حوادث الإنتحار والحرائق بالإضافة إلى تسجيل حالات التسمم مؤخرا تكشف حالة الفوضى التي تعيشها الأحياء الجامعية في ظل غياب الحكامة ورؤية واضحة للوزير الميراوي لتفادي الحوادث الكارثية التي تؤدي في بعض الأحيان لسقوط ضحايا في صفوف الطلبة.
انتحار طالبة بالحي الجامعي بوجدة سنة 2022.. إلى اليوم التحريات جارية من طرف الوزارة؟
وأعادت حالة الإنتحار التي سجلت اليوم بأكادير إلى أذهان المغاربة حالة انتحار طالبة منحدرة من إقليم جرسيف داخل الحي الجامعي بوجدة، حيث أقدمت على وضع حدٍّ لحياتها، وذلك إثر تناولها لمادة سامة.
ورغم محاولات إنقاذها من طرف الأطقم الطبية لفظت الطالبة أنفاسها الأخيرة بالمستشفى الجهوي الفارابي بوجدة، حيث كانت تتابع دراستها بشعبة القانون بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الأول ليتم الأإعلان أنذاك على أن التحريات جارية من طرف الجهات المختصة لمعرفة ملابسات وظروف هذه الفاجعة”. وهو الأمر الذي لم تكشف عن نتائجه واسبابه الوزارة.
تسمم طلبة وطالبات بالحي الجامعي بالجديدة .. أين وصلت التحقيقات؟
لم تظهر إلى حدود الساعة نتائج التحقيقات في قضية تسمم 100 طالب وطالبة بالحي الجامعي بالجديدة في الأيام الماضية بعد نتاولهم وجبة عشاء، رغم توصل الوزير بمطالب برلمانية للكشف عن تلك النتائج.
وكان النائب البرلماني يوسف بيزيد، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، أكد في سؤال كتابي وجهه إلى الوزير ميراوي إن “مجموعة من الطلبة والطالبات يتجاوز عددهم المائة، لتسمم غذائي جماعي بالحي الجامعي بالجديدة مساء يوم الخميس الماضي، بعد تناولهم لوجبة عشاء مكونة من لحم الديك الرومي (لاداند)، وطابق من المعكرونة والحريرة، ويوغورت سائل وجبن مصنع، وهو ما استدعى نقلهم على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة لتلقي العلاجات اللازمة
وأكد عضو فريق التقدم والاشتراكية أن “هذه الواقعة تسائل مدى احترام معايير الجودة والوقاية والسلامة الصحية للمواد الغذائية المعدة لإطعام الطالبات والطلبة، وذلك بعد تواتر وقوع أحداث مشابهة في نفس الحي الجامعي وفي أحياء جامعية أخرى”.
وفاة طالبين في حريق الحي الجامعي بوجدة.. الوزارة لم تتخذ المتعين لعدم تكرار الكارثة.
رغم وفاة طالبين في حريق شب بالحي الجامعي بوجدة السنة الماضية إلا أن الوزارة لم تتحرك لاتخاذ المتعين لعدم تكرار الحريق، عاد الحريق مجددا داخل نفس الحي الجامعي في السنة الجارية بإحدى الغرف بالحي الجامعي لجامعة محمد الأول بوجدة، ملحقا خسائر مادية بمحتويات الغرفة ودون تسجيل أية خسائر بشرية، باستثناء بعض حالات الإغماء والتوعكات وصعوبات خفيفة في التنفس مسجلة لدى بعض الطالبات والطلبة، والذين نقلوا إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة، حيث غادر جلهم الوحدة الاستشفائية بعض خضوعهم للإسعافات، فيما تم الاحتفاظ باثنين فقط منهم تحت المراقبة الطبية، إذ لا تدعو حالتهما للقلق.
ورغم هذه الحرائق إلا أن الوزير الميراوي لم يكشف إلى حدود الساعة عن إستراتيجية وطنية لمواجهة الحرائق داخل الأحياء الجامعية واكتفة بإصدار بلاغات التوضحية عن اسباب الحرائق والنتائج التي أسفرت عنها.
غياب حملات التحسيس داخل الأحياء الجامعية
وسجل متتبعون غياب الحملات التحسيسية التي من المفروض أن تقوم بها وزارة الميراوي لتقليل من هذه الحوادث والتحسيس بخطورتها داخل الأحياء الجامعية عبر برامج شبه دورية، بالإضافة إلى غياب المساعدة النفسية للطلبة خصوصا في فترة الإمتحانات.
من جانب آخر يكثر الحديث عن مشاكل السكن الجامعي كلما لاحت بداية السنة الدراسية في الأفق وهو يفرض على الوزارة إعداد إسترتيجية وطنية شاملة تعالج جميع المشاكل التي يتعرض لها الطلبة، والتي قد تكون سببا في اتخاذ قرارات غير محسوبة تنهي مسارهم الدراسي.