زنقة 20 . سي ان ان
خلّف تعيين الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، شيخًا هرمًا في منصب وزير دولة مستشارًا وممثلًا شخصيًا له جدلًا في الجزائر، وسط تزايد انتقادات المعارضة للتعديل الذي أجراه بوتفليقة على الحكومة وغيّر بموجبه عددًا من الوزراء، معتبرة أن التعديل لن يأتي بأي إفادة، فيما وصفت الوكالة الرسمية الوزير الجديد بـ”الديبلوماسي المحنك”.
ويصل سن المستشار الجديد، بوعلام بسايح إلى 86 سنة، وقد شغل العديد من المسؤوليات السياسية، منها سفير للجزائر في مجموعة من البلدان الأوروبية والعربية، وعيّن وزيرًا للإعلام ثم البريد والمواصلات السلكية واللا سلكية ثم الثقافة ثم الشؤون الخارجية، وكان آخر منصب تقلده هو رئاسة المجلس الدستوري.
وزاد في الانتقادات كون بسايح تنحى من المجلس الدستوري عام 2012 لأسباب صحية، زيادة على معاناة الرئيس الجزائري نفسه الذي يصل سنه إلى 79 عامًا، من مرض جعله يزور المصحات الأوروبية أكثر من مرة.
وسخرت صفحة “الجزائر” على فيسبوك من الوزير الجديد، واصفة إيّاه بـ”الكتكوت”، قبل أن تكتب أن الشباب يركبون قوارب الهجرة السرية، بينما يمكن للشيوخ الذين اقتربوا من 90 سنة أن يصيروا وزراء.
كما كتبت الإعلامية خديجة بن قنة إنه من سبب انتفاضة الشباب العربي هو التهميش و الاقصاء و استفراد العجزة بالحكم”، متحدثة عن أن الوزير الجديد “قضى ثلاثة أرباع قرن من الزمان متنقلا بين منصب وزير و سفير..و كان كلما أزاحوه من الوزارة أُرسلوه سفيرا الى دولة ما في هذا العالم..ليعود بعدها وزيرا مرة اخرى”، متسائلة: “ثم يسألونك ما الذي يدفع الشباب العربي الى اعتناق التطرّف؟”
ودافع آخرون عن بسايح، إذ كتب إبراهيم قارعلي أنه كان على المستهجنين قرار تعيين بسايح البحث عن مبررات أخرى غير هذه السنوات، التي هي بالنسبة إلى “شخصية ثورية من طراز بوعلام بسايح ، سنوات كلها جد واجتهاد وجهاد بالقلم والرصاص.
ومع ذلك يسخر القوم من الشيخ الكبير في العلم وليس في السن وكأن الرئيس قد عيّن الرجل على رأس قيادة الجند “.
وقد تعّرض التعديل الجديد الذي مس عشر قطاعات منها وزارات المالية والطاقة والسياحة والنقل والفلاحة والوزارة المنتدبة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، إلى انتقادات من طرف المعارضة الجزائرية، ومن ذلك حركة مجتمع السلم التي وصفت التعديل بـ”المضيعة للوقت”، كما انتقد التعديل علي بن فليس، رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق.