ابتكار مغربي يجد حلاً لمعضلة تدمير شاحنات الوزن الثقيل للبنية التحتية الطرقية

زنقة 20 | الرباط

توصل ثلة من الباحثين المغاربة، إلى ابتكار تكنولوجي جديد يرمي إلى الحفاظ على البنيات التحتية الطرقية من الآثار السلبية للزيادة في حمولة المركبات أثناء السير على الطرقات.

المهندس الحسين وبريش أحد هؤلاء الباحثين المغاربة ، وهو باحث في هندسة حركية السير والسلامة الطرقية، و في حديث لموقع Rue20 ، قال أن الإبتكار حصل على برائتي اختراع.

و يتمحور الإبتكار حول تطوير جيل جديد من نظام لقياس الحمولة الزائدة للمركبات أثناء السير بالشبكة الطرقية.

و ذكر أن الهدف من مجال مراقبة أوزان المركبات يكمن في ابتكار نظام ذكي لتقليص التأثير السلبي الناتج عن الحمولة الزائدة للمركبات وذلك من أجل ضمان جودة عالية للبنية التحتية الطرقية في بلادنا مع ما هو معمول به وفق المعايير الدولية التي تستجيب لشروط الراحة والأمان.

ومن هذا المنطلق، تم إجراء بحث علمي من قبل فريق من الباحثين المغاربة المكون من الحسين وبريش ومحمد وسعيد ومحمد معروفي من المدرسة المحمدية للمهندسين، جامعة محمد الخامس بالرباط.

ويهدف هذا البحث إلى تطوير جيل جديد من أنظمة قياس الوزن الزائد للمركبات أثناء السير بالشبكة الطرقية من أجل الحفاظ على البنية التحتية الطرقية من خلال احترام الأوزان القانونية والحفاظ على سلامة مستعملي الطريق وكذا المحافظة على البيئة.

ويتيح هذا البحث العلمي استخدام نظام ذكي، دون تدخل العامل البشري، مستعملا بذلك جيلا جديدا من وسائل القياس للحمولة الزائدة للمركبات أثناء السير بالشبكة الطرقية، و جمع البيانات لاستغلال وإنجاز الدراسات التقنية الطرقية وتدبير حركية السير على الطرق، و خلق، إن اقتضى الحال، آلية مبتكرة وبديلة للمساهمة في تمويل عمليات الصيانة الطرقية.

وخلصت نتائج هذا البحث إلى تطوير نظام جديد لقياس وزن حمولة المحور للمركبات وذلك من خلال تصميم وإنجاز اللوحات الإلكترونية والقيام بالتجارب التطبيقية اللازمة. هذا النظام يرمي إلى إلغاء الأوزان الديناميكية وقياس الأوزان الثابتة لمحاور المركبات.

وتعتبر التجارب التي تم القيام بها جد إيجابية ومحفزة وفق أحكام المعايير R134-1 السالفة الذكر. وتم تتويج نتائج هذا البحث الجديد ببراءتي اختراع تتعلقان بنظام القياس وجهاز الاختبارات التجريبية.

ويشكل النظام الذي تم إنجازه النواة الصلبة لنظام متكامل لنظام قياس الوزن HS-WIM الذي سيشتمل، بالإضافة إلى ما سبق ذكره، على جهاز التقاط صور المركبات المخالفة وبرنامج معلوماتي للتعرف على لوحات ترقيم المركبات وبرامج استغلال المعلومات.

وسيمكن هذا النظام حسب الباحثين المغاربة،  ضمان عملية القياس بشكل دقيق للحمولة في ظروف السير العادية على مدار 24/24 ساعة في اليوم و7/7 أيام في الأسبوع، و إمكانية تتبع عمليات القياس المنجزة وتحديد مالكي المركبات المخالفة للأوزان القانونية.

من جهة أخرى ، ذكر وبريش، أن الشبكة الطرقية بالمغرب و التي تؤمن ما يقارب 90٪ من تنقل الأشخاص و75٪ من نقل البضائع، على طول 57 ألف و334 كيلومترا تعاني من إشكاليات بينها الحمولة الزائدة للمركبات ما يؤدي إلى تدهور حالة الطرق وبالتالي ارتفاع من تكلفة صيانتها.

و شدد على أن المراقبة الآلية لقياس وزن المحور والوزن الإجمالي للمركبات، ذات فعالية عالية، تشكل ضرورة ملحة يستوجب إنجازها من خلال تطوير جيل جديد من النظام الخاص بقياس حمولة المركبات أثناء السير في ظروف عادية.

هذا، حسب وبريش ، يتطلب ابتكارًا تقنيًا جديدا بتحويل المراقبة الحالية باستعمال موازن ثابتة والذي يتم في هذه الحالة توقيف المركبة إلى المراقبة الديناميكية التي لا تستدعي توقيف المركبة بحيث تعمل بشكل آلي ومستمر دون تدخل العامل البشري.

 

المهندس المغربي الشاب ، قال أن الحمولة الزائدة لمركبات نقل البضائع تعتبر عاملاً رئيسياً في تدهور حالة الشبكة الطرقية مما يؤدي إلى تقليص من جودة الخدمات المقدمة لمستخدمي الطريق، و ارتفاع تكلفة عمليات الصيانة الطرقية، و انعدام السلامة الطرقية بحيث أن الحمولة الزائدة تؤدي إلى عدم توازن المركبة وتقليص فعالية أجهزة نظام السلامة، وكذا التأثير السلبي على المنافسة الشريفة بين شركات النقل، بالإضافة طبعا لتلوث الهواء.

و أوضح وبريش، أنه من خلال دراسات تصميم الطرق، فإن المعيار الذي يتم أخده بعين الاعتبار في اختيار مواد وسمك طبقات قارعة الطريق يستند أساسا إلى افتراض أن المركبات تطبق على الطريق وزنا ثابتا للمحور المقدر ب 13 طن. إلا أنه في الواقع يكون الوزن أكثر من ذلك بحيث.

و أشار إلى أنه في حالة السير، يضاف إلى الوزن الثابت وزن ديناميكي الذي يتغير بنسبة 30٪ أو أكثر حول الوزن الثابت وفق متغيرات تقنية التي تتعلق بحالة سطح قارعة الطريق والخصائص التقنية للمركبة وسرعة حركيتها على الطريق.

في الوقت الراهن، تتم مراقبة حمولة المركبة بوزنها في وضع ثابت (توقيف وتوقف المركبة) بواسطة موازين ثابتة أو متحركة. لكن استعمال هذه الوسائل للقياس غالبًا ما يكون طويلا زمنيا ومكلف من حيث تعبئة الوسائل اللوجيسيكية الضرورية مما يحد من نجاعة وفعالية هذه الوسائل يضيف المهندس المغربي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد