زنقة 20. طنجة
أبرز الخبير الأمريكي في الأمن السيببراني، جوناثان سكوت، أمس الجمعة بطنجة، “العيوب المنهجية والعلمية” التي شابت المقاربة المعتمدة من طرف مختبر “Citizen Lab” و”أمنستي” وجمعية “Forbidden Stories”، والتي قادت إلى تبني استنتاجات هي “أقرب إلى الإدعاء منه إلى العلم” بخصوص الاستخدام المزعوم لبرنامج “بيغاسوس” من قبل دول معينة .
وأكد السيد سكوت، الذي استمعت إليه اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، والذي نشر تقريرا بعنوان “تبرئة المغرب- دحض برنامج التجسس”، يوم 18 فبراير الجاري، أن مزاعم مختبر “Citizen Lab”، “لا أساس لها على الإطلاق ” و” تفتقر إلى العناصر الأساسية التي يمكن أن تشكل دليلا علميا”.
وسلط الخبير الأمريكي، في لقاء مع الصحافة، الضوء على ما سماه ” ثغرات جسيمة”، في تحليلات مختبر “Citizen Lab”، والتي شكلت الأساس الذي بنت عليه منظمة العفو الدولية في قضية “بيغاسوس” برمتها.
وأوضح أن هذا التحقيق، استند بالخصوص بالنسبة لحالة خاصة ، على تحليل لعملية احتفاظ “iCloud” من هاتف الضحية المزعومة، في حين أن مثل عملية الاحتفاظ هاته لا يمكنها بأي حال من الأحوال، توفير عناصر كافية وقاطعة، للكشف عن وجود أي برنامج تجسس.
وقال ” التحليل المعمق للهاتف هو وحده الكفيل بالكشف عن برنامج تجسس”، مشيرا إلى أن منظمة العفو الدولية نفسها أقرت بأن عملية الاحتفاظ “iCloud” يمكن التلاعب بها بطريقة تحمل على الاعتقاد لاحقا بأن برنامج تجسس تم تثبيته في هاتف ذكي.
وتابع “نتهم المغرب بأفعال خطيرة، ثم نحرمه من وسائل الدفاع عن نفسه، كإمكانية فحص الأدلة”.
وأشار السيد سكوت إلى أن مختبر “Citizen Lab” استخدم أداته الخاصة المسماة “MVT”، من أجل الكشف عن وجود برنامج “بيغاسوس” في عينات من عمليات الاحتفاظ في هواتف الضحايا المزعومين.
ومن خلال استخدامه لهذا البرنامج بالذات ، أوضح الخبير الأمريكي أن فعالية هذا البرنامج مثيرة للنقاش بشكل كبير ، والسبب في ذلك هو أن “MVT” تستعمل نوعا من السكانير للعثور على الكلمات المفتاحية في عملية الاحتفاظ بالهاتف ، مسجلا أن “هذه الكلمات المفتاحية غالبا ما تكون مستمدة من التطبيقات المتضمنة أصلا في الهاتف، أو تلك التي تم تحميلها من “AppStore” وليست لها أي علاقة مع برنامج “بيغاسوس”.
ولدعم أقواله، قام الخبير الأمريكي بإحداث تطبيقه الخاص ثم تحميله على جهاز “أيفون” قبل أن يتم كشفه من طرف “MVT” على أنه برنامج “بيغاسوس”.
والأدهى من ذلك، هو أن منظمة العفو الدولية عندما لاحظت أن أداة “MVT” الخاصة بها، كانت معيبة، وكانت تميل للخلط بين الاستعمال العادي للهاتف، واستخدام برامج التجسس، سارعت المنظمة لإزالة ما يسمى “الإيجابيات الخاطئة” من تقاريرها دون إبلاغ العموم.
وقال السيد سكوت في هذا الصدد “لحسن الحظ نتوفر على نسخ أرشيف لتقارير منظمة العفو الدولية، والتي مكنتنا من كشف هذه التعديلات”، مستنكرا أن وسائل الإعلام التي تناقلت اتهامات المنظمة لم تكلف نفسها عناء إحاطة الجمهور بهذه المغالطات .
وفي معرض وصفه لعمل مختبر “Citizen Lab”، ومنظمة العفو الدولية، أكد السيد سكوت بوضوح أنه ” علم غير مسؤول، وعلم خطير، إذا كان بالإمكان تسمية هذا بالعلم”، مسجلا أنه “ليس هناك أدنى دليل يورط المغرب”.
وكانت اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي قد أفادت ، في بلاغ لها، أن جلسات الاستماع ستتواصل، اليوم السبت، مع خبير كندي مستقل.
وأشار المصدر ذاته إلى أن اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي قررت عقد “جلسات استماع مع جميع الخبراء التقنيين، الوطنيين والدوليين، الراغبين في تقديم تحليلاتهم واستنتاجاتهم” بشأن موضوع الادعاءات التقنية غير المثبتة لمختبر “Lab Citizen” ومنظمة العفو الدولية وجمعية “Forbidden Stories”.