زنقة 20. الرباط
أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أمس السبت بابن جرير، أن “الثقافة تشكل اليوم أحد أكثر التعبيرات إبداعا وعالمية، والأفضل مشاركة”.
وأوضح السيد بنسعيد، في كلمة في افتتاح النسخة الرابعة للحدث الثقافي “نبني”، الذي نظمه برحاب جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، (مركز ماهر)، أن “الثقافة لها قوة كبيرة على التجديد، وعلى إعادة إحياء التراث الثقافي والتقليدي والشعبي”.
وأضاف أن الثقافة نجحت دائما في إحداث صدى شخصيا، لدى الجميع بطرق مختلفة، عبر ربط الأشخاص في ما بينهم، مشيرا إلى أنها تؤثر في الحياة اليومية من خلال توفيرها فضاءات للحرية والعواطف.
وتابع أن “الشباب يكبر ويبني بشكل جماعي من خلال الثقافة”، مبرزا أن الوزارة واعية بالدور الأساسي للثقافة في المجتمع، ولذلك تعمل على مواكبة الشباب في العديد من القطاعات وتمنحهم الأدوات الضرورية من أجل مستقبل أفضل.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل، أيضا، على تعزيز ثقة الشباب في المؤسسات وتعريفهم على المبادرات الموضوعة في هذا الإطار من أجل خلق انسجام بين الشباب والمؤسسات.
من جهته، قال منسق (مركز ماهر)، المأمون غلاب، في تصريح لـ (إم 24) القناة الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الحدث الثقافي “نبني” هو تجسيد لعمل ما يقرب من 200 شاب وشابة يعملون بشكل جماعي من أجل إنتاج مسرحيات ولوحات فنية وقطع موسيقية.
وأضاف السيد غلاب أن تيمة نسخة هذه السنة تحمل عنوان “الغد”، نظرا لأهمية تفكير الشباب في المستقبل وفي مغرب الغد، لافتا إلى أن التفكير في المستقبل يقلق الشباب أحيانا، ويجعلهم يتخوفون منه.
وذكر بأن الدورات السابقة تطرقت لمواضيع مثل انفتاح الشباب والقراءة والكتابة والحب، مؤكدا أن الحدث يتطور ويكبر سنة بعد أخرى ويعرف تنوعا في برنامجه مقارنة مع السنوات الماضية.
وتميز افتتاح هذا الحدث الثقافي، الذي حضره رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، هشام الهبطي، ومدير مركز ماهر، طه بلافريج، بإلقاء مداخلة بعنوان “الغد والكائن البشري” للمحلل السياسي والكاتب رشيد بن الزين.
وتضمنت فقرات الحدث أيضا مداخلة بعنوان “الغد، الفن والثقافة” للفنان التشكيلي، أمين أسلام، ومداخلة بعنوان “الغد والتكنولوجيا” لمديرة الذكاء الاصطناعي موفمنت، بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، أمل الفلاح السغروشني.
وتخلل هذا الحدث تقديم مسرحيات وفقرات موسيقية وكذا زيارة لمعرض “نبني” الذي أنجزه مشاركون من “ماهر نيتوورك” ومعهد كونيكت مع طلبة من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا.
وشهدت الفقرة المسائية تنظيم حلقات للنقاش، وهي دوائر للتفكير الجماعي في مواضيع أساسية مختلفة من أجل تخيل المستقبل بعفوية، تجمع 250 شابا وشابة من مختلف مراكز الشبكة موزعين على عدة مجموعات، بحضور خبراء وأكاديميين، تناولوا ووثقوا سبعة مواضيع، هي الحب والذكاء الاصطناعي والقراءة والثقافة والحريات والرياضة والسفر والتعليم.
وجرى في ختام الحدث الثقافي عرض الفيلم الوثائقي “ذكرى مراكش”، وهو فيلم عن التراث اليهودي المغربي لمراكش.
وتجدر الإشارة إلى أن (مركز ماهر) يهدف إلى “تكوين موارد بشرية ملتزمة، وقادرة على المساهمة بفعالية في التنمية البشرية، لاسيما، من خلال دعم الشباب، لأن الشـباب المثقف أصبح، أكثر من أي وقت مضى، محركا حقيقيا للتغيير الإيجابي بالبلاد”.
ويجمع المركز بين التعلم النظري، والعمل الميداني، مع تطوير مشاريع ملموسة، ويمكن من تعزيز الثقافة العامة والإبداع، وصقل المهارات بغرض تحليل الإشكالات الاجتماعية والتنموية، إضافة إلى التعلم بالممارسة والخبرة الميدانية مع طاقات شابة، وتطوير القدرة على تصميم وتنفيذ مشاريع عالية/واسعة التأثير، وتطوير المهارات التواصلية والتشاركية.