زنقة 20. الرباط
لقد شكل الإستقبال الملكي إلى جانب الإستقبال الشعبي الغفير لأسود الأطلس، لحظة تاريخية مفصلية، أعطت الدروس لكل من هو بحاجة إليها حول “تمغربيت” الحقيقية والصورة المصغرة عن الإرتباط الوثيق بين المغاربة وملكهم.
وتختزل الصورة التي جمعت عاهل البلاد بلاعبي المنتخب الوطني المغربي وأمهاتهم الكثير من الدلالات والمعاني النبيلة من الملك محمد السادس، لتقدم للعالم صورة تعكس غنى التنوع المغربي، حيث الأم المتحجبة إلى جانب الأم التي تضع النقاب والأم التي إختارت الظهور بلباس ومظهر عصري.
مشهد نوهت به أعلى هيئة كروية في العالم، كما تحول إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام العالمية، التي أشادت بالإلتفاتة الملكية بتخصيص أمهات اللاعبين بإستقبال رسمي، بادلهم خلالها عاهل البلاد مشاعر الفرح والسرور بما قدمه أبنائهن الذين رفعوا راية وطنهم في أكبر محفل كروي عالمي.
لقد شكل عاهل البلاد، في ذلك المشهد قدوة للجميع، ليس المغاربة فقط. لكافة المغاربة من لاعبين وأمهات وأباء وجمهور، بتلك الإبتسامة التي رسمها على محياه، وهو يتوسط أسود الأطلس وأمهاتهم، ويبادلهم أطراف الحديث لعدة دقائق، على غير العادة في أنشطته الرسمية.
هؤلاء اللاعبون تسلموا أوسمة ملكية شريفة، نظير القتالية والوطنية التي عبروا عنها في مونديال قطر. فبإختلاف وتنوع إنتماءاتهم فهم أبطال في نظر عاهل البلاد و الشعب المغربي وكل من تابع مباريات الأسود، دون الوصاية على قناعات أحد ولا الطعن في أخلاق وسلوكيات أحد. فكفى من الدناءة والإساءة للوحدة في القيم والإنتماء الذي يجمعنا.