زنقة 20 | الرباط
قدم المسرح الوطني الإسرائيلي (هبيما)، مساء اليوم الأربعاء بمسرح محمد الخامس بالرباط، عرضه المسرحي الموسيقي “بستان السفارديم” لمؤلفها الرئيس الإسرائيلي الراحل إسحاق نافون.
وتميز عرض هذه المسرحية الموسيقية، الذي ينظم بمبادرة من جمعية أصدقاء الثقافة اليهودية المغربية في المغرب، ورعاية من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووزارة التعاون الإقليمي الإسرائيلية، وبتعاون مع مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، بحضور على الخصوص، مستشار أندري أزولاي، وعدد من السفراء المعتمدين بالرباط، وأعضاء من فرقة المسرح الوطني الإسرائيلي والطائفة اليهودية بالمغرب.
وفي كلمة بالمناسبة، رحب وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، بطاقم المسرح الوطني الإسرائيلي بالمغرب، مبرزا أن احتضان مسرح محمد الخامس لهذه المسرحية لا يشكل حدثا ثقافيا وحسب، وإنما لحظة لإشاعة السلام الذي ما تزال المعركة من أجله مستمرة.
وأضاف بنسعيد أن هذه التظاهرة تشكل واحدة من المبادرات التي يتكرس من خلالها دور الثقافة في التقريب بين مختلف الطوائف الدينية، مبرزا أن المملكة شكلت ومنذ قرون فضاء لهذا التقارب.
من جانبها، أعربت رئيسة مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، ألونا فيشر كام، عن سعادتها بتنظيم هذا العرض المسرحي الإسرائيلي لأول مرة بالمغرب، متوجهة بالشكر لكل من ساهم في “تحقيق هذا الحلم هذا المساء”.
وأشارت فيشر كام إلى أن الأمر يتعلق بمسرحية تمت كتابتها سنة 1969، وقدمت على خشبة المسرح أكثر من 2500 مرة، مبرزة أن خصوصيتها تمكن في كون كاتبها الرئيس الإسرائيلي الأسبق، إسحاق نافون، ينحدر من أصول مغربية، وساهم قيد حياته في تطوير المؤسسات الثقافية الكبرى في إسرائيل.
من جهتها، أكدت رئيسة جمعية أصدقاء الثقافة اليهودية المغربية بالمغرب، مريم خروز، أن مساهمة الجمعية في هذه الجمعية يأتي احتفاء بالتراث اليهودي المغربية باعتبار مؤلف المسرحية ذا أصول مغربية، مبرزة أن الجمعية التي تضم مواطنين مغاربة يهودا ومسلمين يساهمون، إلى جانب باقي الفاعلين المؤسساتيين والمجتمع المدني في التعريف بالتراث اليهودي المغربي والحفاظ عليه.
وأبرزت المتحدثة أن هذا الحدث ينظم في لحظة رمزية دالة باعتباره يأتي بعد أيام قلائل من اختتام أشغال الدورة التاسعة للمنتدى العالمي لتحالف الحضارات بفاس، ويتزامن مع أشغال الدورة ال 17 للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، قال المدير العام للمسرح الوطني الإسرائيلي (هبيما)، نعام سيميل، إن مسرحية “بستان السفارديم” تقدم لأول مرة في بلد عربي مسلم، معتبرا احتضان المغرب لها يشكل الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة باعتبارها جسرا للتواصل بين الثقافتين اليهودية والعربية الإسلامية.
بدوره، أعرب إيريز نافون، نجل الرئيس الإسرائيلي الأسبق، إسحاق نافون، في تصريح مماثل، عن سعادته بالقدوم إلى المغرب ومعاينة مسرحية والده الراحل تعرض بالبلد الذي ينحدر منه، المغرب، مبرزا دور الثقافة والفن في التقريب بين الشعوب وتحقيق السلام.
وترتكز مسرحية “بستان السفارديم”، التي أخرجها تسادي تسرفاتي ولعب أدوارها الممثلون طال موسيري وروني دلومي وهاني نحمياس، على ألحان من “مختارات الصلوات اليهودية -الإسبانية” و”كتاب الرومانسيين” لإسحاق ليفي.
وتعد هذه المسرحية واحدا من أشهر الأعمال المسرحية بإسرائيل، وتحكي المعيش اليومي في حي يهودي سفارادي بالقدس في أوائل القرن العشرين، من خلال حياة عائلة كاستل. كما تصف المسرحية الروابط الأسرية والاجتماعية في هذا الحي وذلك عبر الاستفادة من الحكمة التي توجه الحياة اليومية للشخصيات المستمدة من التراث الشعبي ومن الجذور المغربية والسفارادية لمؤلف المسرحية، إسحاق نافون.
ويستحضر العرض المسرحي عددا من أغاني الحب والألم والفرح والروايات الرومانسية التي صمدت أمام تقلبات الزمن، وما يزال يتم التغني بها إلى اليوم.
يشار إلى أن مسرح (هبيما) (وهي كلمة عبرية تعني المسرح)، تأسس سنة 1917 في موسكو على يد ناحوم زيماش، قبل انتقاله إلى تل أبيب سنة 1931. واعتبارا من سنة 1958 أصبح رسميا هو المسرح الوطني لإسرائيل. وتضم فرقة مسرح (هبيما) 80 ممثلا يقدمون 12 عرضا مسرحيا جديدا سنويا.
يذكر أن مؤلف مسرحية “بستان السفارديم” إسحاق نافون (1921 – 2015)، هو خامس رئيس لإسرائيل (19 أبريل 1978 – 5 ماي 1983)، وهو يهودي سفارادي من أصول مغربية.
ر/