ميلاد الهيئة العليا للصحة.. حكومة أخنوش ماضية في تحقيق ثورة في قطاع الصحة

زنقة 20. الرباط

رفعت حكومة عزيز أخنوش من وتيرة عملها قصد تنزيل رؤيتها لإصلاح قطاع الصحة، ‏الذي يشكل محورا بارزا في برنامجها الحكومي، وأحد أعمدة “الدولة الاجتماعية”، إذ تعتزم ‏خلال المجلس الحكومي ليوم غد الخميس (1 دجنبر)، الإعلان عن تغييرات مهمة وغير ‏مسبوقة في القطاع، ستشكل قفزة نوعية في مسار إصلاح منظومة الصحة، التي عانت لعقود ‏من جملة من الأعطاب‎.‎

فقد كشفت مصادرنا، أن الحكومة ستناقش في مجلسها الأسبوعي، 5 دعائم أساسية، تروم ‏توفير عرض صحي يرقى لتطلعات المواطنين، وضمان ولوجهم لكافة خدمات العلاج، وذلك ‏انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى العناية بصحة المواطنين‎.‎

وأضافت مصادر الموقع، أنه على رأس الإصلاحات الكبرى التي سيجري الإعلان عنها ‏خلال المجلس الحكومي، إحداث “الهيئة العليا للصحة”، بهدف التأطير التقني للتأمين ‏الإجباري عن المرض، والسهر على إعداد الوسائل الكفيلة بضبط منظومته في إطار التقيد ‏بالأحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة به‎.‎

أما الإصلاح الثاني، فيتعلق بإحداث “المجموعات الصحية الترابية”، وذلك من أجل سد ‏الخصاص في عرض العلاجات على المستوى الترابي، وضعف الخدمات الصحية المقدمة، ‏وتدارك النقص على صعيد الحكامة والتنسيق بين المراكز الاستشفائية داخل تراب الجهات، ‏وذلك تماشيا أيضا مع الرؤية الملكية، الرامية لتنزيل العدالة المجالية وتفعيل الجهوية ‏المتقدمة‎.‎

ويشمل الإصلاح الثالث، الرفع من قيمة الموارد البشرية لقطاع الصحة، عبر تعزيز ضمانات ‏الحماية القانونية للمستخدمين، واعتبار أي تهديد أو اعتداء يطالهم أثناء تأدية مهامهم بمثابة ‏اعتداء على قطاع الصحة. وتعتزم الحكومة وفق هذا النفس الإصلاحي، تكريس الالتزام ‏بالتدريب المستمر، وتطوير نظام يسمح لبعض مهنيي الصحة بممارسة وظائف معينة في ‏القطاع الخاص، وفق شراكة بين القطاعين العام والخاص، فضلا عن تحديد ساعات عمل ‏وفترات اشتغال محددة لمهنيي القطاع‎.‎

ويخص الإصلاح الرابع، المطروح بدوره في أجندة المجلس الحكومي، إطلاق “الوكالة ‏المغربية للأدوية والمنتجات الصحية”، وذلك بهدف إرساء حكامة أفضل في قطاع الأدوية ‏والمنتجات الصحية، كما ستحل الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية، محل “مديرية ‏الأدوية والصيدلة” بوزارة الصحة، التي عرفت أنشطتها تطورا مهما، وباتت غير قادرة على ‏ضبط القطاع، والاستجابة للتحولات الوطنية والدولية في مجال الأدوية والمستلزمات الطبية‎.‎

ومن بين اختصاصات الوكالة، التنظيم والإشراف على قطاع الأدوية والمنتجات الصحية، ‏وتسليم المحررات الإدارية وتلقي التصاريح، بالإضافة إلى السهر على مراقبة جودة الأدوية ‏والمنتجات الصحية‎.‎
وبحسب مصادر مقربة من الحكومة، فإن الإجراء الخامس والأخير، يتعلق بإحداث “الوكالة ‏المغربية للدم”، وذلك قصد تطوير المخزون الاستراتيجي من الدم البشري، لضمان تحقيق ‏بلادنا للاكتفاء الذاتي من المشتقات الدموية التابثة والمتحولة‎.‎

ويأتي هذا الإجراء، في وقت لا يتجاوز فيه المخزون الاستراتيجي من الدم في المملكة سوى ‏‏3 أيام من الحاجيات في أحسن الحالات. وتعيش مراكز تحاقن الدم على وقع إكراهات ‏وتحديات عدة، مما يعطي لإحداث وكالة مغربية للدم، أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لصحة ‏وحياة المواطنين‎.‎‎

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد