سابقة. الاستماع للمرشحين لخلافة ‘بان كيمون’ واشتراط الحِياد والنزاهة

زنقة 20 . أ.ف.ب

بدأ ثمانية مرشحين لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة أمس الثلثاء (12 أبريل/ نيسان 2016) المثول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلسات غير مسبوقة لإيجاد خلف لبان كي مون في يناير/ كانون الثاني 2017.

وأول من مثل أمام الجمعية العامة وزير خارجية مونتينيغرو، إيغور لوكسيتش، أصغر المرشحين (39 عاماً)، وقدم نفسه على أنه يمثل «بلداً صغيراً تاريخه صاخب».

وبدا عليه التوتر فيما تحدث بالإنجليزية والفرنسية عن التحديات الحالية (الإرهاب واللاجئون ونزع الأسلحة وحقوق الإنسان…) قبل أن يشكر الدبلوماسيين الموجودين في كل لغات العمل المعتمدة في الأمم المتحدة.

وتصر فرنسا على أن يكون أمين عام الأمم المتحدة ناطقاً بلغتها أياً كان اتقانه لها. في وقت سابق ذكر رئيس الجمعية الدنماركي موغينز ليكيتوفت أنه أول إجراء من هذا النوع في تاريخ الأمم المتحدة.

وعدد ميزات المرشح المثالي لهذا المنصب «استقلالية وشخصية قوية وسلطة معنوية ومهارات سياسية ودبلوماسية».

كما حدد أولوياته كمكافحة التقلبات المناخية والترويج للسلام بما في ذلك «من خلال الضغط على الدول الكبرى» أو حتى «إصلاح» الأمم المتحدة.

وينهي بان كي مون ولايته أواخر العام الجاري بعد ولايتين من خمس سنوات.

ويوجد حالياً أربعة مرشحين رجال، وأربعة آخرون نساء لهذا المنصب، لكن أياً من المرشحين لا يحظى بإجماع.

وبين المرشحين الأوفر حظاً مديرة اليونيسكو البلغارية، إيرينا بوكوفا ورئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، هيلين كلارك التي تتولى رئاسة برنامج الأمم المتحدة للتنمية والمفوض الأعلى السابق للاجئين البرتغالي أنطونيو غوتيريس.

كما ترشح رئيس سلوفيانيا السابق دانيلو تورك وأربعة وزراء خارجية لدول البلقان سابقين أو حاليين هم فيسنا بوسيتش (كرواتيا) ونتاليا غيرمان (مولدافيا) وسرجان كريم (مقدونيا) ولوكسيتش (مونتينيغرو).

وستواصل هذه الجلسات ثلاثة أيام، وسيتاح لكل مرشح الإجابة على أسئلة الدبلوماسيين أولاً ثم المجتمع المدني في جلسة من ساعتين عبر اتصال بالفيديو.

وطرح المجتمع المدني حوالى ألف سؤال من 70 بلداً تم اختصارها إلى حوالى 30.

ومنذ 70 عاماً يتم انتخاب الأمين العام في مشاورات مغلقة تجريها الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، ولا سيما الدول الخمس الدائمة العضوية (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا).

هذه المرة فرضت الجمعية آلية أكثر شفافية، تشبه اختيار موظف إداري رفيع، وتشمل تقديم رسالة ترشيح وسيرة ذاتية وتصريح بالمعتقدات وأخيراً مقابلة مع دبلوماسيي الدول الـ193 الأعضاء.

لكن الكلمة الفصل تعود إلى ممثلي الدول الخمس الكبار الذين يجتمعون اعتباراً من يوليو/ تموز لإجراء سلسلة اقتراعات بالبطاقة السرية قبل رفع اسم إلى الجمعية لتصادق عليه في سبتمبر/ أيلول.

لكن ليكيتوفت اعتبر أن جلسات الاستماع كفيلة «بتغيير المعطيات» عبر التأثير على تصويت المجلس.

وأوضح السفير البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت أن المسألة تتعلق بإجراء فرز أول وإبعاد «المرشحين الذين لا يتمتعون برؤية مقنعة أو لا يعبرون بفعالية ولا تبدو لديهم مقومات قيادية».

وقال دبلوماسي آخر في المجلس «قد نشهد مفاجآت» على غرار بروز مرشح لم تبد حظوظه جيدة في البدء أو العكس.

تقليدياً يفترض أن يتحدر الأمين العام المقبل من أوروبا الشرقية، المنطقة الجغرافية الوحيدة التي لم تمثل في هذا المنصب قبلاً، ما يفسر كثرة المرشحين منها. لكن ذلك ليس إلزامياً ولو أن روسيا تصر عليه.

كما سرت فكرة ضرورة تولي امرأة هذا المنصب الذي تولاه حتى الآن ثمانية رجال.

في النهاية تبقى النتيجة مرهونة بالمساومات بين الدول الخمس الكبرى ويفترض بروز مرشحين آخرين في الفترة المقبلة، حيث طرح اسم المفوضة الأوروبية، كريستالينا جورجييفا البلغارية الجنسية ووزيرة الخارجية الأرجنتينية سوزانا مالكورا المديرة السابقة لمكتب بان كي مون.

غير أن بعض الدبلوماسيين الذين لم يتحمسوا إزاء أي من المرشحين الحاليين بدأوا يبحثون عن شخصية طاغية «على مقاس ميركل» في إشارة إلى المستشارة الألمانية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد