زنقة 20 ا عبد الرحيم المسكاوي
تفجرت على السطح في الآونة الأخيرة قضية المقابر بمدينة سلا في ظل المعاناة الشديدة التي يواجهها أهالي المتوفين في التنقل من مقبرة لأخرى بغية الحصول على “قبر شاغر”.
وحسب مصدر محلي، فبينما أقفلت بعض المقابر أبوابها في وجه المواطنين بالمدينة بعد أن امتلأت عن آخرها، لم تعد مقابر المسلمين بمدينة سلا تستوعب موتاها، لعدم توفر مساحات لدفن الجثث خلال الشهور القادمة بكل من مقابر سيدي بلعباس وقرية أولاد موسى وسيدي الضاوي هذه الأخيرة التي امتلئت عن آخرها، وهو ما يضع المجلس الجماعي أمام امتحان البحث عن مدافن أخرى خارج المدار الحضري لتلبية حاجيات المواطنين.
واعتبر عدد من سكان مدينة سلا أن أزمة مقابر المدينة وتهاون المجلس الحالي باتخاذ قرار حاسم في لإيجاد وعاء عقاري كبير يتسع لدفن أموات المسلمين للسنوات القادمة يعد “مهزلة” بكل المقاييس، حيث تعاني المقابر المفتوحة للدفن مقبرتين أو ثلاثة، من ضغط كبير نتيجة النمو الديمغرافي المتسارع في المدينة، وتسجيل رقم كبير لعدد الوفيات بها يوميا، مما يجعل غالبيتها تقترب من بلوغ نسبة الملء بالكامل.
وقال أحد السكان في تدوينة على موقع التواصل الإجتماعي “يبدو أن سكان سلا سيضطرون إلى دفن موتاهم بمنازلهم أمام تهاون وعجز المجلس الجماعي عن إيجاد وعاء عقاري”.
يذكر أنه في وقت سابق، فجر مستشار جماعي بالمجلس السابق فضيحة من العيار الثقيل بخصوص أزمة المقابر، حيث كشف أنه تم دفن جثامين عدد من المواطنين في مطرح للنفايات قرب مقبرة سيدي الضاوي بمقاطعة أحصين.
وحذرت فعاليات مدنية من أن أزمة المقابر التي استمرت منذ سنة 2003 وصلت ذروتها، حيث أن سكان المدينة لن يستطيعوا إيجاد مقابر لذويهم خصوصا مع ارتفاع حالات الوفيات بالمدينة.