بن كرير .. كاميرا Rue20 في قلب ثالث أكبر منجم للفوسفاط في العالم

إذا كان المغرب لا يعتبر دولة بترولية، فإنه يعتبر أحد أكبر الدول المنتجة للفوسفاط . إنه يشكل الثروة الوطنية الأولى للمغرب، إذ يعتبر أول مصدر للفوسفاط و يتوفر على 75 في المائة من الاحتياطي العالمي الذي يتوزع بنسب متفاوتة بين أربع مناطق أساسية وهي: بن جرير وبوكراع وخريبكة واسفي.  

زنقة 20 / بن كرير – جمال بورفيسي – تصوير : محمد أربعي

 بن كرير تتزين بلون الفوسفاط

على  طول الطريق الذي يفصل مركز مدينة بن جرير بالمنطقة المنجمية  تتراءى تلال من الفوسفاط  المستخرج والمتناثر هنا وهناك.  كما تتراءى الجرافات والآليات المستعملة في  أعمال الحفر واستخراج الفوسفاط، آليات وشاحنات تتحرك وسط منطقة شبه صحراوية.


اكتست
مدينة بن كرير شهرتها بفضل  مناجمها الغنية بالفوسفاطالتي تغطي مساحات شاسعة من الأراضي المترامية الأطراف.  وهيتعتبر بذلك  من أهم المدن المغربية على مستوى الثروة الفوسفاطية، بعد خريبكة.

بدأ استغلال منجم بن كرير، التي تبعد عن مدينة قلعة السراغنة  بـ 54 كلم و عن مدينة مراكش ب 71 كلم.، في سنة  1980. وبحسب المعطيات المتوفرة، فإنه خلال المرحلة الأولى من التشغيل (1980-1994) ، كان يتم استخراج 3.1 مليون طن من الفوسفات سنويًا.


و
خلال المرحلة الثانية من التشغيل (1994-2018) ، ارتفع حجم  الإنتاج ليصل إلى4.5 مليون طن من الفوسفات سنويًا ، بنسبة تقدر بـ  30 في المائة من الإنتاج الإجمالي للمجمع .


بعد الاستخراج ، يتم نقل خام الفوسفات بن جرير عن طريق البر أو السكك الحديدية إلى مصانع الكيماويات في آسفي والجرف الأصفر ، وينتقل الإنتاج المخصص للتصدير عبر ميناء
خام لآسفي.

الكنتور …يختصر كل الصناعة المنجمية بالمدينة

يعتبر المنجم المكشوف لابن جرير موقعا منجميا كبيرا وهو أيضا أحد مواقع البحث الهامة لمجموعة OCP، بحسب المعطيات التي يوفرها المجمع، حيث يضم موقعا للتجارب ومختبرا حيا مفتوحا للمجتمعات العلمية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية. يضع هذا المشروع مجموعة OCP في طليعة التقدم التكنولوجي المرتبط بالصناعات المنجمية.


يشكل منجما ابن جرير واليوسفية موقع الكنتور، ثالث أكبر منجم للفوسفاط في العالم. يتم نقل فوسفاط الكنتور نحو آسفي من أجل المعالجة والتصدير بعد ذلك.

هاجس التنمية المستدامة

تشكل التنمية المستدامة من العناصر الأساسية في استراتيجية المجمع الشريف للفوسفاط . وتؤكد المجموعة في كل  بياناتها ومعطياتها أنها تعمل  من أجل مستقبل مستدام لأنشطتها وللبيئة والمجتمعات، وقامت ، بالفعل بتكييف جزء كبير من أنشطتها مع هذه الرؤية.


ومن أهم التزامات المجمع الشريف للفوسفاط، تحقيق الحياد الكربوني بحلول سنة 2040. ولتحقيق هذا الهدف، يعمل المجمع باستمرار على تكييف عملياته واستهلاكه للطاقة في مواقع الإنتاج الشيء الذي سيمكنه من تقليل إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50٪ بحلول سنة 2025 بالإضافة إلى التحسين المستمر في جودة الهواء من خلال زيادة عدد أنظمة مراقبة الانبعاثات في الوقت المناسب
.

البعد البيئي حاضر بقوة

البعد البيئي حاضر بقوة  ضمن انشغالات مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، ومن تجليات ذلك، إلى جانب المشاريع المختلفة التي تضطلع بها المجموعة، إعادة تهيئة المساحات التي يستخرج منها الفوسفاط بمختلف أنواع الأشجار: الزيتون الأركان لقد تمت تهيئة 850 هكتار منذ 2014، وتبلغ وتيرة عملية التهيئة ، في الوقت الراهن،200 هكتار في السنة، ولكن الطموح هو  بلوغ 400 هكتار مستقبلا.


وبالإضافة إلى ذلك، تواصل
“OCP” الاستثمار في البرامج البيئية والاجتماعية، من أجل الحفاظ على تأثيرها الإيجابي على الأمن الغذائي العالمي.


نتائج تفوق
الانتظارات

أكدت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، ضمن آخر حصيلتها التي نشرتها مؤخرا،   أن رقم معاملاتها ارتفع بنسبة 77% بالعملة المحليةللربع الأول من السنة الجارية ، ليصل إلى 25328 مليـون درهـم (2.67 مليار درهـم) في الربع الأول مـن سـنة 2022، مقارنة مع 14288 مليون درهم (1.59 مليار درهـم) خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية.


وبلغ هامش الربح الإجمالي 15888 مليون درهم (1.68 مليار درهم)، مقابل 9267 مليـون درهـم (1.03 مليار درهم) في الفترة نفسها من السنة الماضية، حيث ساهم ارتفاع أسعار المبيعات في مواجهة تأثير ارتفاع تكاليف المدخلات، وخاصة الكبريت والأمونياك، وبالتالي بلغ معدل الهامش الإجمالي 63٪ مقابل 65٪ في الربع الأول من سنة 2021
.


و
أشارت المجموعة إلى أن أداءها في الربع الأول من السنة يكشف عن توقعات بتحقيق نمو ملحوظ ويدعم المؤشرات الإيجابية للمجموعة خلال السنة الجارية(2022 )، ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع الأسعار طيلة السنة، مدعوما بظروف السوق القوية التي يجسدها الطلب العالمي المتزايد والسياق المتقلب للعرض، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية.

وتعتزم المجموعة  رفع حجم الإنتاج بنسبة 10% خلال السنة الجارية(2022) من أجل تلبية الطلب المتزايد للأسواق، حيث تعمل المجموعة على تعزيز مكانتها الرائدة عالميا.

الرؤية المستقبلية للمجمع: أهداف طموحة

بحلول سنة 2028، يستكمل المجمع برنامجه الاستثماري البالغ 200 مليار درهم، والذي شرع في تنفيذه منذ سنة 2008 بهدف مضاعفة الطاقة الانتاجية والرفع من قدرات المعالجة الصناعية بثلاث مرات وتحسين الكفاءة وتعزيز الخدمات اللوجستيكية. ويتضمن هذا البرنامج أيضًا الاستثمار في البنية التحتية والتحول الرقمي عبر سلسلة القيمة بأكملها.

وستشهد السنة الجارية، بالنسبة لمنطقة بن كرير فقط، استكمال مشاريع تنموية أخرى، من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر : مشروع مغسلة بن جرير بمبلغ استثماري قدره 3748 مليون درهم،

مشروع Mazinda المنجمي بغلاف استثماري قدره 736 مليون درهم. من المتوقع أن يبدأ تشغيل منشأة التخزين المرتبطة بهذا المشروع في الربع الأخير من سنة 2022،

مشروع منجم بن جرير باستثمار يصل إلى 274 مليون درهم،

مشروع كهربة جهة قنطور بغلاف استثماري اجمالي 75 مليون درهم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد