زنقة 20 ا الرباط
كشفت رسالة موجهة للقصر الملكي بالرباط عن اختلالات خطيرة قامت بها شركة العمران بمدينة مكناس ، حيث تم “الإستيلاء” على هبة ملكية عبارة عن 26 هكتار كانت مخصصة لإيواء الفئات الهشة بمنطقة سيدي بوزكري.
وطالبت الرسالة التي وجهتها جمعية المستقبل للتنمية الممثلة للسكان، بـ” بفتح تحقيق في ملف السكن سيدي بوزكري بمكناس في القطعة الأرضية ذي الرسم العقاري عدد 77798/59 التي وسبق للملك محمد السادس بمنحها كـ”هبة ملكية”، حيث أن حوالي 1200 أسرة لم تتوصل بشئ لحد الآن من ضحايا عمليات “التقسيم السري” سنة 2011.
وجاء في الرسالة ” نتوسل إليكم يامولانا بهذه الرسالة قصد تحريك المسؤولين بمدينة مكناس الذين لم ينتبهوا إلى أمركم المطاع ولم يفعلوا شئ سوى الكذب على مقامك العالي بالله”.
وطالبت الرسالة، ” بإجراء بحث دقيق وشفاف يعاين الحقائق ويقف على الظلم والضيق الذي لحق بالمستفدين منذ سنة 2011″، مشددة على أن هناك ” تلاعبات بالهبة الملكية يتحمل مسؤوليتها عدد كبير من المسؤولين بمدينة مكناس”.
في ذات سياق تأكد لموقع Rue20، أن شركة العمران فعلا قامت بمراسلة ناظر الأوقاف والشؤون الإسلامية بمكناس حول معاوضة القطعة الأرضية ذات الرسم العقاري 77798/59 بسيدي بوزكري، حيث تم حصر مكونات المشروع في “605 بقعة سكنية اقتصادية مخصصة للإستفادة المزدوجة مساحتها 48638 متر مربع لضحايا “التقسيمات السرية”، و404 بقعة تجارية، و80 بقعة تجارية، و14 بقعة مخصصة للمرافق العمومية، و9 بقع مخصصة للمرافق ومساحات خصصة للمناطق الخضراء”، إلا أن السكان يتهمون بالشركة بعدم تنفيذ إلتزاماتها.
من جهة أخرى كشفت مصادر محلية، أن مساحات كبيرة من البقع الأرضية التي كان مخصصة للفئات الهشة تم حيازتها من طرف لوبيات العقارات عن طريق عمليات الشراء “الغامضة” بأثمنة زهيدة، حيث وصل ثمن الشقق مابين 70 و80 مليون سنتيم في مواقع استراتيجية بالمنطقة، فيما تم حرمان مئات الأسر من “السكن الإقتصادي المزدوج”، متهمين شركة العمران بالتواطؤ مع لوبيات العقار.
وأكد المصدر، أن السكان يتهمون العمران بالتواطئ مع لوبيات العقار حيث تم بيع البقع الأرضية بشكل سريع، فيما يجد السكان عراقيل في منحهم البقع المخصصة لهم.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد وقعت اتفاقية مع شركة العمران بمكناس من أجل إنجاز عملية التسوية العقارية والقانونية للعقار الحبوسي المسمى ” بلاد سيدي بوزكري ” ذي الرسم العقاري 4650/ ك وهي العملية موضوع اتفاقية الشراكة الموقعة بتاريخ 22 دجنبر 2015 الموقعة من طرف الوزارة وشركة العمران بالإضافة إلى عمالة مكناس وجماعة مكناس والوكالة الحضرية، حيث التزمت شركة العمران بمقتضاها بإنجاز 605 بقعة مخصصة للاستفادة المزدوجة لضحايا التقسيمات السرية و 404 بقعة تجارية من فئة سفلي وطابقين، و 80 بقعة تجارية من فئة سفلي و ثلاث طوابق، بالإضافة إلى تخصيص 14 بقعة للمرافق بكلفة مالية تصل إلى 164 مليون درهم، ويبدو من خلال استقراء هذه الأرقام الرسمية أن هاجس تحقيق الربح قد تغلب على الهاجس الاجتماعي أي إسكان الفئات من ذوي الدخل المحدود ضحايا التجزيئ السري، ولعل من نتائجه تكرار سيناريو احتجاجات ضحايا الإقصاء وسط حديث عن اختفاء القائمة الرسمية للمستفيدين من إعادة الإسكان بسيدي بوزكري في ظروف وصفتها مصادرنا ب ” الغامضة “.